احداث اقتصاديةاقتصادالاخبار الرئيسية

العقبة الخاصة والدور الغائب عن استثمار الانشطة الرياضية في تحفيز السياحة الداخلية

رؤيا نيوز – محمود الدباس – نسمع بين وقت واخر ان سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة تعد خطة اقتصادية محفزة لاستثمار الموقع الجغرافي للمدينة السياحية وما يطلق عليها من تسمية بأنها “ثغر الاردن الباسم” ويبدو ان هذا الثغر يبتسم لفئة ويعبس في وجه فئات اخرى ؟

خلال الشهرين الماضيين اجتمع سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني مع مسؤولي العقبة وعدد من الوزراء لبحث تنفيذ خطط واعدة لتنشيط العقبة من خلال عدد من المشاريع والفعاليات التي من شأنها استقطاب اعداد اضافية من الزائرين والمجموعات السياحية من مختلف انحاء العالم.

واكد سموه خلال لقائين مع مسؤولي العقبة على ضرورة تجاوز الاخطاء السابقة والشروع في وضع خطط وبرامج قادرة على اعادة الالق للعقبة واستثمارها بالشكل المطلوب ، لا سيما مع توفر حوافز اقتصادية واعفاءات ضريبية وجمركية للمشاريع الصناعية والاقتصادية كان من الممكن ان تكون جاذبة ومنافسة للعديد من المناطق السياحية والاقتصادية في الاقليم والعالم.

لندع المشاريع الاقتصادية والصناعية التي ربما هناك عوامل اقوى من ان يتخطاها المسؤولين في العقبة خلال هذه الفترة في ظل جائحة كورونا وتأثيرها على القرار الاقتصادي للمستثمرين ، ربما يتم تجاوزها بعد ان ننجز خطة التعافي الاقتصادي التي طرحتها الحكومة يوم امس!!

الا ان ما يثير الشك في عدم امكانية تحقيق المسؤولين الحاليين في العقبة للرؤى الملكية في احداث التغيير المطلوب عندما نتحدث عن شيء ممكن وملموس وجزئية في متناول اليد ، يمكن للقائمين على المنطقة الاقتصادية الخاصة ان يسعوا الى توفير مناخ ملائم لتحقيق النجاح واحداث اختراق ممكن في جدار الصمت والعجز الاداري والفكر الاقتصادي القائم حاليا والذي يحول دون الولوج الى مرحلة واعدة وتحقيق ما تصبوا اليه فعاليات العقبة الاقتصادية والشعبية.

والامر باختصار ان العقبة الاقتصادية تغمض عينها بقصد او دون قصد عن تحقيق نجاح ممكن ايضا ولا يتطلب الكثير من العناء او الانفاق المالي الذي يتذرع المسؤولين بعدم توفره حاليا.

ويتلخص الموضوع بإستثمار الشغف الشعبي بالرياضة ومتابعة الانشطة الرياضية للفرق التي تعشقها وتحرص على تواجدها في الملاعب لمتابعة نجوم فرقها وتشجيعها والوقوف خلفها بإستمرار.

ان الامثلة على هذا الاستثمار الرياضي واضحة للعيان في العقبة ومثال ذلك ما قامت وتقوم به شركة واحة ايلة للتطوير العقاري في رعاية بطل عالمي في رياضة الجولف هو شيركو الكردي واقامة بطولات دولية واقليمية في واحة ايلة ، فلماذا نجحت آيله وفشل مسؤولي العقبة في التوجه لمثل هذا التفكير ؟؟

كان على سلطة منطقة العقبة الخاصة ان تهتم بهذا القطاع الحيوي والمحرك للانشطة الاقتصادية في العقبة ليس على صعيد الاندية المحلية ، انما بإستقطاب الفرق العربية الشهيرة ومثلها العالمية واستضافتها لاقامة مباريات او معسكرات تدريبية في مختلف الرياضات ، مستثمرة المناخ المناسب شتاءً لتلك الفرق خاصة الاوروبية والعربية وبالتأكيد المحلية قبلها.

وشكل صعود نادي شباب العقبة الى مصاف دوري المحترفين فرصة مواتية لتحقيق هذا الهدف من خلال دعم هذا النادي لاستضافة مباريات فريقه مع الفرق الاخرى ومنها فرق جماهيرية كفرق الفيصلي والوحدات والرمثا والحسين اربد وغيرها من الفرق لاقامة مباريات فريق شباب العقبة البيتية في مدينة العقبة وعلى ملاعبها.

وهذا يوفر فيما اذا تم جدولة مباريات الفريق مع الفرق الاخرى في عطلة نهاية الاسبوع ، لتكون فرصة كبيرة لمشجعي تلك الفرق للقدوم مع فريقها في وقت اقامة المباريات ، وهو ما يمكن ان يستثمر في استضافة تلك الجماهير مع عائلاتها وفق برنامج سياحي متكامل يتضمن الاقامة بالفنادق والشقق الفندقية وما سيحققه من حركة اقتصادية لكافة الانشطة التجارية في العقبة من مطاعم وفنادق واسواق .

شعرت بالاسف وأنا اقرأ على جريدة الغد خبرا حول طلب ادارة فريق شباب العقبة نقل مبارياته البيتية لتقام في عمان والزرقاء بسبب التكاليف المالية المترتبة على استضافة لاعبي الفريق الذين يقطن اغلبهم في عمان والزرقاء ، والشكوى من عدم قدرة خزينة النادي على تغطية هذه النفقات ، ما حرم العقبة وجماهيرها من مشاهدة فريقها وهو يلعب امام الفرق الاخرى ، وهو الامر الذي انعكس سلبا بالتأكيد على الانشطة الاقتصادية في المدينة.

ان المسؤولية الاجتماعية لا بل ان المصلحة العليا تتطلب من مسؤولي المنطقة الاقتصادية الخاصة ان يبتسم ثغرهم لهذا الفريق الذي يعتبر اداة اقتصادية ورياضية واجتماعية يمكن ان يسجلوا من خلالها هدفا لا بل اهداف ، تتطلب توفير الدعم الكامل للنادي ليتمكن من استضافة مبارياته على ملاعب العقبة وعودة الجماهير الى مدرجات الملعب من مختلف مناطق المملكة.

اذ ان هذا الموضوع يشكل مشروعا اقتصاديا وسياحيا ناجحا بمفهوم الجدوى الاقتصادية للانفاق عليه وذا مردود عالي يحقق ما تاهت عنه ادارة المنطقة الاقتصادية ، ورافعة مهمة من روافع اعادة الالق للعقبة ، ودب النشاط والحياة في ميادينها وشوارعها واسواقها.

فهل تلتقط سلطة العقبة الخاصة هذه الاشارة وتعمل فورا على تذليل التحديات المالية التي حالت دون استضافة فريق شباب العقبة لمبارياته البيتية لتحقق هدفين مهمين وواجب اساسي يقع على عاتقها من منطلق التزامها بالمسؤولية الاجتماعية واستثمار هذا الامر في تحريك النشاط السياحي في المدينة ودعم النادي الوحيد الذي ينافس في دوري المحترفين؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى