“الغذاء والدواء”: نعمل على تعزيز الرقابة لوصف وصرف المضادات الحيوية

افتتح المدير العام للمؤسسة العامة للغذاء والدواء نزار مهيدات، الثلاثاء، فعاليات اليوم العلمي الذي نظمته المؤسسة بمناسبة الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات وبحضور أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة رائد الشبول، وباسم زايد مندوبا عن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن جميلة الراعبي، ونقيب الأطباء زياد الزعبي، ونقيب الصيادلة محمد عبابنة.

وأكد مهيدات في كلمته على مضي المؤسسة في تنفيذ متطلبات الخطة الوطنية لمكافحة الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية من خلال تشجيع الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية وإطلاق البرامج التثقيفية التي تستهدف تعزيز مستوى الوعي بهذا الخصوص لدى مختلف شرائح المجتمع.

وأضاف أن المؤسسة تعمل على تعزيز الرقابة على وصف وصرف المضادات الحيوية حسب القواعد العلمية وبموجب وصفة طبية، لافتا إلى أن المؤسسة صنفت المضادات الحيوية المسجلة في المملكة حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية AWaRe classification منذ عام 2020 ، وأصدرت العام الحالي التحديث الثاني لهذه القائمة بهدف الحد من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية؛ وبالتالي الحفاظ على فعاليتها وديمومتها للأجيال القادمة.

وعرض مهيدات الإجراءات التي اتخذتها المؤسسة بناء على هذا التصنيف بما في ذلك حصر بيع المضادات الحيوية تحت مجموعة reserve في المستشفيات فقط وبموجب وصفة طبية من مختصي الأمراض المعدية والعمل من خلال اللجنة الوطنية المشكلة على وضع آلية لتنظيم وصف وصرف المضادات الحيوية ضمن مجموعة Watch group اعتمادا على معايير علمية واضحة مدعمة بنتائج المسح ضمن نظام المسح Antimicrobial resistance and use surveillance system (GLASS) .

وأشار مهيدات إلى أن وزارة الصحة والمؤسسة ترفدان نظام المسح العالمي بالمعلومات الوطنية المتعلقة بقياس مقاومة الميكروبات واستهلاك المضادات الحيوية وبشكل دوري ما يمكن أصحاب القرار من اتخاذ القرارات على ضوء المعلومات الوطنية ومقارنتها بالمعلومات العالمية.

على هامش اليوم العلمي، أطلق مهيدات الصفحة الإلكترونية الخاصة بتصنيف المضادات الحيوية AWaRe Classification ضمن موقع المؤسسة الإلكتروني؛ وذلك لتسهيل الاطلاع على هذا التصنيف وتحديد المجموعة التي تنتمي إليها المضادات.

من جهته، قال الشبول، إن الميكروبات المقاومة للمضادات تتسبب بصعوبة علاج الأمراض البسيطة والخطيرة على حد سواء، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات والتعرض لمضاعفات صحية خطيرة، وبما أن العقاقير المضادة للميكروبات حجر الأساس في الطب الحديث، فإن مواجهة هذا التحدي أصبح ضرورة ملحة، حيث تشير تقارير منظمة الصحة العالمية، إلى أنه من المتوقع أن ترتفع حصيلة الوفيات المرتبطة بالميكروبات المقاومة للمضادات إلى عشرة ملايين شخص سنويا بحلول عام 2050، إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة وفعالة.

وأضاف الشبول أنه واستجابة لهذه الظاهرة، تمت صياغة خطة عمل وطنية أولى ما بين عام 2018 – 2022، بالإضافة إلى إنشاء نظام وطني شامل لترصد مقاومة مضادات الميكروبات والانضمام إلى النظام العالمي لرصدها.

وأشار الشبول إلى أن اللقاء يأتي استكمالا لجهود الأردن الجادة في التصدي لهذه الظاهرة، حيث تم في الأسبوع الماضي إطلاق خطة عمل وطنية لمكافحة الميكروبات المقاومة للمضادات للأعوام 2023-2025، التي تم إعدادها لتحقيق أهداف الخطة العالمية من خلال زيادة الوعي بهٰذه الظاهرة وأسبابها، وتعزيز قاعدة المعرفة والأدلة، والحد من حالات العدوى، والاستخدام الأمثل للأدوية المضادة للميكروبات، وتعزيز الاستثمار في الأنشطة والأبحاث والابتكارات المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات، من خلال تبني نهج “صحة واحدة” فعال يشمل التنسيق بين كل القطاعات والمؤسسات الوطنية.

وتابع أن هذه الخطة تجسد التحديات الحالية، وتقدم الحلول العملية والعلمية التي من شأنها تخفيف الضغط المتزايد على القطاعات الصحية نتيجة لتفاقم هذه الظاهرة، ويمثل إطلاقها خطوة نحو التنمية الصحية المستدامة وحفظ صحة المواطنين في المملكة، لافتا إلى تعميم التقرير الوطني للميكروبات المقاومة للمضادات، الذي يشتمل على شرح تفصيلي لنسب انتشار هذه الميكروبات والمضادات التي تواجه النسب الأعلى من المقاومة، والذي يمكن اعتباره مرجعا للدراسات والتعليم والتدريب في الفترة المقبلة.

من جهته، قال زايد إن المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية التي تحارب الجراثيم ساهمت – وما زالت – تساهم في علاج الملايين من البشر وخفضت معدلات الأمراض المعدية وأنقذت الآلاف من الأرواح، ولا يمكن تصور إجراء الكثير من الإجراءات الطبية الحديثة مثل إتمام العمليات الجراحية الكبرى أو علاج أمراض كثيرة دون وجود مضادات حيوية فعالة.

ولفت زايد إلى أن مقاومة الميكروبات للأدوية هي في الأصل ظاهرة طبيعية تتكيف بها هذه الكائنات مع البيئة وتكتسب القدرة على البقاء، ولكن وتيرة مقاومة الميكروبات للأدوية آخذة في التسارع في العقود الأخيرة، بل أخذت منحى يهدد الصحة العالمية، وفي المقابل فإنه لم يتم استحداث مضادات حيوية جديدة خلال العشرين عاما الماضية، فأصبح التحدي الكبير هو كيفية الحفاظ على فعالية ما لدينا من مضادات حيوية.

وأشار زايد إلى أن تقديرات العبء العالمي للأمراض تبين أن إقليم شرق المتوسط في عام 2019 سجل ما يزيد عن 430 ألف وفاة ناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية ، مبينا أن الفرصة لا تزال سانحة لإبطاء مقاومة الميكروبات للأدوية إذا عملنا معا للحفاظ على فعالية الأدوية المضادة للميكروبات ، ومنذ أيام قليلة أطلقت وزارة الصحة بالشراكة مع وزارة الزراعة والمركز الوطني لمكافحة الأوبئة والمؤسسة العامة للغذاء والدواء خطة عمل وطنية ثانية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات للأعوام 2023 – 2025 ، التي تم إعدادها وفق نهج تشاركي تشيد به منظمة الصحة العالمية ونرجو أن يتطور ويستمر هذه التنسيق لتنفيذ بنود وأنشطة الخطة.

وأكد زايد دور المؤسسة وبالشراكة مع وزارة الصحة والشركاء الوطنيين الآخرين في مكافحة مقاومة الميكروبات للأدوية، فالمؤسسة تملك الأدوات الإجرائية والرقابية في مجالات عدة مثل تسجيل تصنيف المضادات الحيوية وغيرها من مضادات الميكروبات، وضمان توافرها وجمع بيانات الاستهلاك على المستوى الوطني، كون المؤسسة جهة الارتباط الوطنية، ومشاركة هذه البيانات مع بقية دول العالم من خلال GLASS ووضع الإجراءات التنظيمية لضبط وصف وصرف المضادات الحيوية وغيرها من مضادات الميكروبات وطريقة استخدامها والرقابة على التزام الجهات المختلفة بتنفيذ تلك الإجراءات ، فضلا عن دورها المهم في فحص سلامة الغذاء للتأكد من خلوه من الجراثيم وخاصة المقاومة منها للأدوية وخلوه من متبقيات الأدوية والمضادات الحيوية.

وشدد زايد على مواصلة المنظمة التعاون الوثيق وتقديم الدعم الفني لجميع الوزارات والمؤسسات وفرق العمل الوطنية في مختلف المحاور للتصدي لمشكلة مقاومة الميكروبات وكذلك لتعزيز الإدارة الرشيدة لمضادات الميكروبات في المؤسسات الصحية والمجتمع .

وتضمن اليوم العلمي جلسة علمية شملت محاضرة علمية حول مواجهة كارثة مقاومة المضادات الحيوية قدمها عضو اللجنة الوطنية للمضادات الحيوية أحمد الرصاصي ومحاضرة حول دور منظمة الصحة العالمية في دعم تطبيق الخطة الوطنية لمواجهة مقاومة الميكروبات قدمها من منظمة الصحة العالمية الدكتور باسم زايد بالإضافة إلى محاضرة حول دور المؤسسة في مواجهة مقاومة الميكروبات لمضاداتها قدمتها الصيدلانية حياء بنات من المؤسسة العامة للغذاء والدواء.

ويذكر أن الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات مناسبة عالمية يُحتفل بها سنوياً لزيادة الوعي بمشكلة مقاومة مضادات الميكروبات والتشجيع على اتباع أفضل الممارسات في مكافحتها والحد من استمرارها وانتشارها.

editor

Recent Posts

قرار غير متوقع من ديشان قبل مباراة فرنسا وإسبانيا المرتقبة

ذكرت صحيفة “ليكيب” الفرنسية أن ديدييه ديشان مدرب منتخب فرنسا لن يدفع بنجمه أنطوان جريزمان…

24 دقيقة ago

كاتب يطالب الحكومة الاردنية الغاء اعفاءات المناطق الحرة والتنموية !!

في مقال للكاتب عصام قضماني في جريدة الرأي اليوم الاثنين وتعريجا على موضوع تراجع الايرادات…

ساعة واحدة ago

ديمة بياعة تثير الجدل بحديثها عن “تجميد الأجنة” وإنشاء عائلة جديدة

بعد حديثها عن رغبتها بإنجاب طفل جديد منزوجها المغربي أحمد الحلو، كشفت الفنانة ديمة بياعة…

ساعة واحدة ago

شهران عن موعد الانتخابات: ماذا نتوقع؟

على أجندة إدارات الدولة، خلال الشهرين القادمين، هدف مهم، وهو إفراز تجربة انتخابات برلمانية ناجحة؛…

ساعتين ago

“للموظفين”.. الخيار لكم

استغرب تماما ولا افهم كيف لموظف حكومي ان يعمل بوظيفتين وخاصة اننا نعلم ان العمل…

ساعتين ago

نوال الزغبي تهدد هؤلاء.. إليكم التفاصيل

في خطوة حاسمة، قررت النجمة نوال الزغبي اليوم الأحد، قطع الطريق على كل من يعكر…

ساعتين ago