اراء

القدس في كَنَف الملك .. الذَوْد العظيم

يستهل اليمين المتطرف في حكومة الإحتلال غرّة سياساته العنصرية باقتحام الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير لباحات الأقصى، إذْ لم تمض أيام على التحذير الذي أطلقه جلالة الملك عبر منصة الـــــCNN حتى نفذ العلج اليهودي تهديده ودنّس المقدسات بفكره المضطرب وتصريحاته البغيضة.

حذّر الملك على تلك المنصة من أن إطلاق يد المتطرفين في العبث بالمدينة المقدسة خطير ويمهد لانتفاضة ثالثة تنتهي بانهيار كامل لن يستثني أحد.

إن غض الطرف الذي تمارسه القوى العالمية عن القلق العارم الذي يعتري القدس، وسكوت هذه القوى عمّا يفعله المتشددون الدينيون وقد بات لهم تمثيل قوي في الحكومة الإسرائيلية، هو غض طرف وسكوت جسيم وجلل، ينطوي على موافقة خفية للمشروع اليهودي القائم على تهويد المقدسات، بدءً باقتحامات مماثلة وتعبئة عامة تصل لنزع الوضع القائم في المدينة ووصولا لتهويد القدس كاملة، حيث الفتيل الصاعق الذي سينسف كل شيء.

بينما احتجب عن عيون العالم وعقولهم، فكرة الإحتلال الخبيثة الخطيرة في تفريغ القدس عقدياً، طفق جلالة الملك يستشرف اللحظات الحرجة في الإقليم، تسنده دوما النظرة الصائبة وأمانة الوصاية المقدسة، ويومىء للعالم المهتم بالحفاظ على القدس وعلى مقدساته الإسلامية والمسيحية، أن الخطر قادم إليها، وأن المتطرفين يستهدفون مقدسات الإسلام والمسيحية على حد سواء.

لا يمكن القبول بأن يٌترك الأردن والملك وحيدان في مكافحة التطرف والتهويد.

لم يعد الأمر يتعلق بالمقدسات الإسلامية وحدها، على كل الدول التي تدين بالمسيحية واجب التحرك فورا لإنقاذ المقدسات المسيحية من براثن التزوير وطمس الهوية، وعلى العالم الذي يمثل الإسلام والمسيحية، أن يضع حدّا لهذ الفجور في السياسة والدين والأخلاق.

لن يكون شذوذ بن غفير وزمرته، الأول في تاريخ القدس العظيمة.

يقول التاريخ أن السيد المسيح عليه السلام لجأ للأردن هربا من الاضطهاد، وأن حواريه اقتدوا به، وأن الأردن واظب على أن يكون ملجأ المضطهدين ومأمنهم، وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات تستند لهذا الإرث العظيم في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل.

مهم جدا ما قاله الملك في مقابلته الأخيرة، ومريب جدا ألّا يلتقط أحد إشاراته في حتمية التنبه للمخططات العنصرية المتطرفة، ويبدو مريبا بشكل أكبر أن لا تلتقط الدول القوية ولا جماهيرها في العالم إشارة الملك للخطر المحدق بالمقدسات المسيحية في القدس، فيما يتأكد هنا أن هذا الموقف السلبي المرفوض، يتسق وميزان الحق الأعوج، ذاك الذي يكيلوا به بيادر العرب مسلمين ومسيحيين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى