الكرم الأردني يغادر البيوت بحثا عن الصائمين في الشوارع

19 يوما من رمضان المبارك مرت ومع غروب شمس كل يوم وارتفاع الأذان اعتاد الأردنيون مشاهدة شباب وأطفال توزعوا على منصات الشوارع والإشارات الضوئية يوزعون المياه والتمر وبعضهم يقدم وجبة كاملة على العابرين ممن أدركهم قبل أن يصلوا منازلهم، بل إن أبناء معان كان يلحون على عابري الطريق الصحراوي لمشاركتهم الإفطار على موائدهم العامرة بالخيرات.

على الطريق يقف الشاب محمد صالح وبيده كرتونة من المياه وكيس مغلف وبه حبات تمر يلوح بها للسائقين، يقول إنه يوزعها أجرا وصدقة عن روح والده ووالدته، معتبرا أن ذلك يعزز روح التعاون والمؤاخاة بين افراد المجتمع.

ويبين الثلاثيني محمد والذي طلب عدم التعريف بنفسه أنه سعيد جدا بتوزيع المياه والتمر لكسر إفطار الصائمين عند الاشارات بحثا عن الأجر والثواب وصدقة عن روح والده الذي انتقل الى رحمة الله قبل عامين.

ويشعر نضال بالرضا وهو يقدم الافطار للصائمين، مشيرا الى أن البدايات كانت بتشجيع من والدته ووالده اللذين عوداه على فعل الخير من الصغر وأصبح جزءا من برنامجه اليومي طيلة الشهر الفضيل.

جلست بمعية الصائمين على موائد الرحمن التي تبرعت بها شركات ومؤسسات أردنية، وشهدت توزيع وجبات الإفطار على الإشارات الضوئية، لتشهد التزاما بالمعايير الناظمة وتلاشيا لظاهرة تصوير المنتفعين وكان الكرم الاردني يبحث عن شيء واحد هو الأجر والثواب في أكثر أيام العام بركة وأجرا وعتقا من النار، كما يؤكد مسؤولون ومختصون .

الناطق الإعلامي الرسمي والمفتي بدائرة الإفتاء العام الدكتور حسان أبوعرقوب، يؤكد أن تقديم التمر والماء عند أذان المغرب للصائمين في الطرقات يدخل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا”، وهو ما ينطبق على من يفطر الصائمين على موائد الرحمن أو دعوات الإفطار.

وقال، إن كل هذه المظاهر تدل على روح المجتمع الواحد، وحب التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع، وهو امتثال لقول الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).

الناطق الاعلامي بوزارة التنمية الاجتماعية الاجتماعية اشرف خريس يشير الى أن الوزارة اشترطت في تعميم على الجمعيات والاتحادات قبل حلول حلول شهر رمضان شعار مديرية التنمية الاجتماعية في المنطقة التي يراد إقامة مائد الرحمن بها، والتنسيق مع الحاكم الإداري بخصوص معايير وآليات وتعليمات توزيع المساعدات والوجبـات مـع المحافظـة علـى خصوصية المنتفعـيـن وعـدم المساس بكرامتهم، والتأكد من صلاحية وسلامة المواد الغذائية، والتقيد بمنـع التصـوير وعـدم نشـر أي صـورة تظهـر شخصية أي مـن متلقيهـا علـى المواقع الإلكترونيـة أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

تكية أم علي تقيم موائد الرحمن خلال الشهر الفضيل في مقرها الرئيس في منطقة المحطة بالعاصمة عمان، وتقدم للوافدين إليها من مختلف المناطق ما بين 4 إلى 5 آلاف وجبة ساخنة يوميا على مدار الشهر الفضيل، وتحتوي الوجبة على مصدر لحوم، وأرز وخبز، وفواكه وحلويات، كما تقيم بالتعاون مع الجمعيات الشريكة موائد الرحمن في مختلف محافظات المملكة، ويقوم على خدمة الصائمين 50 إلى 60 متطوعا.

وتستقبل التكية خلال الشهر الفضيل التبرعات من الطرود الغذائية بقيمة 18 و35 و58 دينارا لكل طرد يكفي الأسرة لتحضير وجبتي السحور والإفطار على مدار الشهر ويحتوي على 19 مادة غذائية.

من جهتها تنفذ هيئة شباب كلنا الاردن الذراع الشبابي لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية برنامج (تصبيرة صائم)، في معظم محافظات المملكة ويتمثل بتوزيع التمور والمياه على المارة عند الإشارات الضوئية والتقاطعات بهدف تعزيز قيم التعاضد والتكافل بين أفراد المجتمع الواحد و تعزيز قيم المحبة والتواد في هذا الشهر الفضيل، في حين تدعم شركة الاتصالات الأردنية “أورنج” العديد من الحملات خلال شهر رمضان المبارك من خلال شراكتها مع المؤسسات الحكومية والخيرية ومؤسسات العمل المدني، من بينها موائد الرحمن والإفطارات الخيرية والفعاليات المقامة للأيتام، بالإضافة إلى توزيع الطرود الغذائية على الأسر المحتاجة في مختلف مناطق المملكة.

كما تدعم الشركة تطبيق “واسطة خير” والذي يصل بين المحتاجين للدعم في المملكة والراغبين في دعمهم بسرعة وفعالية، فيما يوفر التطبيق فرصة التعرف على أهم برامج الشركة الرقمية المجانية لتوسيع دائرة المستفيدين منها بما يعزز فرصهم الوظيفية.

وضمن نشاطاتها ومبادراتها في مجال إدارة الاستدامة تحرص شركة الاتصالات الخلوية “زين” على إقامة إفطارات طيلة أيام شهر رمضان المبارك كما تحرص على تفعيل شراكاتها الاستراتيجية مع مختلف الجهات التي تعنى بالعمل الخيري.
وأشارت الى أنها وزعت 5 آلاف قسيمة شرائية وبقيمة إجمالية بلغت 150 ألف دينار على الأسر العفيفة في مختلف محافظات المملكة بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية.