اراء

اللهم اني صائم

 ايام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، حيث ينشغل الفرد بعبادة خالقه بطرق عديدة كالصلاة، وصلة الارحام، وقراءة القران، وتقديم الزكاة، واستقباله بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه والمسابقة فيه إلى الخيرات والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب.

ومع دخول وقت الصيام، يبدأ الفرد منا بترديد الجملة المشهورة” اللهم اني صائم” تعبيرًا عن الامتناع عن المشاكل أو النقاشات الحادة والتي تضر الصائم خلال نهار رمضان، أما المدخنين فهم رُعاة هذه الجملة وروادها، فهم يرددونها خلال النهار أكثر من أي شيء آخر، ذلك لأن الابتعاد عن التدخين يرفع من العصبية لديهم، ويصبحون ضيقي الخلق، لا يرون سوى علبة السجائر، ويتلهفون لأول نَفس بعد الآذان مباشرة.

ربما تكون هذه المواقف في الأيام العادية بسيطة ولا تستدعي حالة الغصب التي يدخل بها بعض الصائمين، إلا أنها في رمضان ترتدي حُلّة جديدة تحت شعار” صائم ولدي عذري”.
أما التسوق في نهار رمضان وشراء مستلزمات المنزل، فهي حالة من قلة التركيز والانفعال السريع، قد تسأل عن سلعة معينة ويأتيك الرد من بائع فقد صبره “اللهم اني صائم” لوجود السعر أمامك.

أما بالنسبة لأمهاتنا العزيزات، فهن على قدر كبير من التحمل وضبط النفس خلال نهار رمضان، إذ تبدأ الواحدة منهن التخطيط لسفرة رمضان من بعد صلاة الظهر، ويتشاركن مع بناتهن أو الصديقات وصفات رمضانية خلال المكالمات الهاتفية، والتفنن في صنع أطباق جديدة، ومتابعة برامج الطبخ المتنوعة، مع ترديد “اللهم اني صائم” بين كل وصفة أو طريقة.
ومن جانب آخر فالصيام ليس فقط الامتناع عن الطعام والشراب وغيره، إنما هو صيام الجوارح عن الأذى أو افتعاله مع الآخرين، وهو اختبار للمسلم لتنقية روحه وجسده مما علق به من ذنوب، رمضان ليس فقط ترديد اللهم اني صائم دون استشعارها، بل أخذها منهج حياة يمتد معك لما بعد رمضان، تربي روحك على الطاعة والحِلم والأمر بالمعروف، وجعل لسانك دائمًا حاضرًا بالخير والذكر الطيب.

 

“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قال الله عز وجل : كلُّ عَمَل ابن آدَم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجْزِي به، والصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ فإن سَابَّهُ أحَدٌ أو قَاتَلَهُ فليَقل: إنِّي صائم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى