Categories: اراء

المبادرات الملكية.. عندما نعيش ألم المحافظات

تزداد وتيرة المبادرات الملكية في مختلف المحافظات والتي تهدف إلى تقديم الدعم اللازم وفق الأولويات والامكانيات المتاحة، حيث يجول رئيس الديوان الملكي في مختلف المناطق لتدشين هذه المبادرات التي تختلف أشكالها.
العنوان الرئيسي لهذه المبادرات، التي تأتي تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك، هو تحقيق التنمية اللازمة للمحافظات، حيث كان آخرها أول أمس في محافظة البلقاء إذ شملت بناء 100 وحدة سكنية لأسر عفيفة وانشاء مصنع وتحويل مجمع الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الرياضي لمدينة رياضية متكاملة وانشاء حديقة.
وفي كافة المناطق كان شكل المبادرات بذات المضمون، الأمر الذي يعود بالفائدة على مختلف أطياف قاطنيها، إذ يساهم في توفير مساكن للمحتاجين، إلى جانب توفير فرص تشغيل للعاطلين عن العمل، الأمر الذي من شأنه أن يحرك عجلة التجارة في المحافظة، في حين الاستثمار بالشباب وتوفير أماكن مخصصة لهم لممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية.
إن مثل هذه المبادرات تأتي في وقت تعاني المحافظات، باستثناء اربد والزرقاء، من أوضاع اقتصادية صعبة، وظروف معيشية سيئة، ومن شأنه أن يحد من هجرة سكانها نحو عمان، نظرا للفرق الشاسع بين مقومات الحياة، مع تنوع فرص العمل في العاصمة، رغم محدوديتها.
صحيح، أن المحافظات تحتاج إلى نهضة شاملة، واستغلال لكافة مقوماتها السياحية، بأشكالها الدينية والتاريخية والطبيعية، لكن لا يمكن التقليل من دور هذه المبادرات.
اليوم هناك حقيقة لا مفر منها، أن الالتفات للمحافظات وحاجة سكانها، ضمانة أكيدة للاستقرار، إذا أن الاوضاع المالية الصعبة للناس القاطنين فيها، من شأنها زيادة حجم الرفض، خصوصا وأن فجوة الثقة مع مؤسسات الدولة في أعلى مستوياتها، جراء السياسات التي ابتعتها الحكومات التي حولت المواطن إلى رافد لخزينة الدولة من خلال فرض الضرائب، وارتفاع الاسعار، مع ضعف شديد في القدرة على وضع حد للبطالة، وتخفيض معدلات الفقر.
الحديث هنا لا يتعلق فقط بحكومة الدكتور بشر الخصاونة، وإنما بحكومات متعاقبة لم تلتفت لحساسية المحافظات، وحاجتها لأن تشعر بأنها جزء من المملكة، إذ لا بد وأن تدرك الحكومات ضرورة تقديم كل ما يساعد لزيادة حجم الاستثمار فيها، من خلال جذب مستثمرين مع تقديم حوافز كبيرة لهم كتخفيض الضرائب، وكلف التشغيل وعلى رأسها الطاقة، التي تعتبر المنفر الرئيسي لأي مستمثر.
المبادرات الملكية على أهميته، وتأثيرها الايجابي، ضرورة كبيرة في ضل الاحتياجات العديدة للمواطنين في المحافظات، وهي تعتبر نافذة لهم نحو التطور، والتنمية، وتوفير فرص العمل، من خلال المنشآت التي يتم تدشينها، خصوصا وأن العقيدة الراسخة في عقول الناس، أن الأردن عبارة عن عمان فقط، ومن بعدها إربد والزرقاء.

Mahmoud Dabbas

Recent Posts

خمس استراتيجيات دراسية لتوفير الوقت والجهد

إدارة الوقت والجهد بشكل فعّال هو المفتاح لتحقيق النجاح الأكاديمي والاحتفاظ بالتوازن بين الدراسة والنشاطات الأخرى. في…

22 دقيقة ago

بين 400 قط .. شاهد ملكة جمال القطط في العراق 2024

 فازت قطة بلقب ملكة جمال القطط التي أقيمت في إقليم كردستان العراق بدورتها الأولى، والتي شهدت مشاركة 400 قط وقطة. ونظم…

ساعة واحدة ago

اختتام فعاليات مسابقة آرميثون 2024 السنوية

اختتمت فعاليات المسابقة الدولية السنوية آرميثون 2024 بنسختها الثانية والمتخصصة للجيوش والأجهزة الأمنية في مجالات…

6 ساعات ago

بلدية المزار توقف رخص المهن للكسارات لحين التاكد من مطابقتها للشروط

قال المدير التنفيذي في بلدية المزار الشمالي، المهندس إياد الجراح، إن البلدية أوقفت إصدار رخص…

6 ساعات ago

تركيا تصعق النمسا بهدفين وتتأهل لملاقاة هولندا بربع نهائي يورو 2024

سجل ميريه ديميرال هدفين جاء أولهما بعد ثوان من صافرة البداية ليقود تركيا إلى الفوز…

6 ساعات ago

أمناء أحزاب القدوة والتكامل الوطني والاتحاد الوطني يناقشون ملف الاستثمار في الأردن

ناقش الأمناء العامون لأحزاب القدوة والتكامل الوطني والاتحاد الوطني ملف "الاستثمار.. سبل التنمية وآليات التطوير"…

6 ساعات ago