اراء

المجتمع الدولي يكذب على نفسه وعلى الشعوب .. للمقاومة الحق بفعل ما تستطيع لصد المعتدي

محمود علي الدباس

تتوالى التصريحات الصادرة عن مسؤولين غربيين وصهاينة حول ما تقوم به المقاومة الفلسطينية من غزة من تجهيزات وخطط دفاعية في سبيل مواجهة الهجمة البربرية الصهيونية التي تستمر لليوم 107 تقتيلا وتدميرا لكل اشكال الحياة في قطاع غزة.

فما يصدر عن جيش الاحتلال بيانات حول اطلاق صواريخ وتفجير اليات عسكرية بالجنود الصهاينة وعن اكتشاف انفاق مفخخة واماكن توقيف الاسرى الصهاينة في اماكن مختلفة للحفاظ عليهم لحين ابرام صفقة تبادل ، الهدف منها الافراج عن الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال التي امتلأت معتقلاتها بالالاف من النساء والاطفال والشيوخ والرجال تجتجزهم اسرائيل منذ عشرات السنوات بسبب مقاومتهم للاحتلال في مختلف الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وتريد آلة الاعلام الصهيونية ومعها وسائل اعلام غربية ان تصور المقاومة الفلسطينية وكأنها خارجة على القانون وتحيك رواية مبتذلة عن اجراءات دفاعية يملكها الشعب الاعزل والمحتل من الكيان الصهيوني للدفاع عن نفسه وضمن امكانيات محدودة في ظل عدم وجود اسناد حقيقي من اي جهة في هذا المجهود المبارك.

هل يتصور الكيان المحتل او يريد من شعب يتعرض للابادة ان يقف مكتوف الايدي ينتظر مصيره على يد آلة القتل الصهيونية للاجهاز عليه بدون ادنى مقاومة ، رافعا العلم الابيض ، وان يقول للمحتل تعال انا هنا اقتلني او اقتلعني من ارضي بعد ان هدم منازلهم وشردهم ، واستحالت الحياة في غزة بعد ان تم تدمير المستشفيات والمؤسسات والمباني السكنية وقطع عنها كل الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء وغذاء!!!

ثم من متى اصبح الدفاع عن النفس جريمة او يملك الاخرون حق ادانته؟

نعم تقوم المقاومة الفلسطينية الشجاعة باعداد تكتيكات عسكرية وتجهيزات على الارض وتحت الارض لوقف الجرائم التي ترتكب تحت بصر ومراقبة العالم الغربي الموشح بالازدواجية وفقدان الاهلية الاخلاقية للحديث عما يجب وما لا يجب.

ويغمض العالم الغربي عينه عن حقيقة ما يجري في غزة وهي الحقيقة التي يراها كل انسان لديه ذرة اخلاق وضمير ، تتمثل في ان الجيش الصهيوني هو من قام بمهاجمة قطاع غزة بعد السابع من تشرين الاول بعمليات اجرامية برا وجوا وبحرا وارغم اكثر من مليون ونصف المليون انسان يعيشون بالاصل في ظروف صعبة منذ عشرات السنوات في ظل حصار كامل للقطاع يستهدف اجبار اصحاب الارض على ترك ارضهم وتهجيرهم الى خارجها.

لا يمكن تقبل تصريحات المسؤولين في الغرب عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها موهمة شعوبها ان ما تقوم به آلة القتل الصهيونية يدخل في باب الدفاع عن النفس على الاطلاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى