الملكة رانيا.. استثنائية الحضور والاهتمام

تمثل جلالة الملكة رانيا العبدالله حالة فريدة واستثنائية ليس بصفتها ملكة اردنية عربية هاشمية فحسب بل أيضا بصفتها الانسانية التي لامست قلوب الكثيرين تصدر عنها في أحيان كثيرة بعفوية معبرة عن دواخلها النقية.

ولأن العمر لا يقاس بعدد السنين بل بنتاجها فإن الذكريات تلمع بوهج مختلف؛ فملكتنا الهاشمية تحدثت ذات يوم من على منبر عالمي عن الاسلام وتحديدا كيف تستقبل يومها فجرا كأي أم تدعو المولى ان يحفظ اسرتها وان يعم السلام على العالم. حينها قالت جلالتها “ان الصلاة– وهي الممارسة الجوهرية للإيمان– تستطيع أن تُرشدنا نحو مسار أفضل.. مسار سأدعوه الطريق الثالث، هذا الطريق الثالث ليس متوسط نقيضين، بل يسمو على القطبية، ويرفعنا إلى أرضية أعلى أقرب ما أن تكون أرضية مشتركة أيضًا”.

وفي مشهد غير بعيد ما يزال ماثلا في الأذهان، كان التفاف الصديقات حول والدة العروس ثم والدة العريس في حفلي الزفاف اللذين شهدتهما المملكة هذا العام العابق بأصالة التفاصيل الاردنية، حديث العالم عن الاردن- الاسرة الكبيرة التي تعبر عن الفرح بطريقتها التقليدية المحافظة لكن بأسلوب عصري يحاكي تطور مملكتنا الحبيبة.. مشهد يختصر الكثير من القيم لكن بصمات سيدة البيت كانت حاضرة وواضحة في التفاصيل الكبيرة مثل الصغيرة.

ونجحت جلالتها أيما نجاح بمخاطبة الشباب والتواصل معهم عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي او من خلال كلماتها في الكثير من اللقاءات التي تجمعها بهم، وذات مناسبة تكنولوجية تقول جلالتها “يُقلقني من أننا نستخف بقيمة أغلى عملة في عالمنا: وقتنا. ويُقلقني أنه حتى مع تطور الواقع الافتراضي نتجاهل احتياجات واقعنا الفعلي”، مشيرة جلالتها الى اهمية التكنولوجيا شرط ان لا تشغلنا عن اهم ما نملك وهو الوقت ومحيطنا وعائلتنا .

قريبة جدا جلالتها من المرأة الاردنية وتواكب تطورها في كل المجالات خصوصا السيدات اللواتي يعملن في الجمعيات الريفية او في مشروعات صغيرة، تدعم اعمالهن ومنتجاتهن وكثيرا ما ارتدت ثوبا تمت حياكته بمحبة او حملت حقيبة يد صنعتها سيدة اردنية. تزور بيوتهن وتتعاون معهن بإعداد وجبة طعام، حيث تختفي مظاهر البروتوكول الرسمي في مثل هذه النشاطات.

 

وحين نتحدث عن الملكة الزوجة فليس هناك ما هو ابلغ وأجمل من مقولتها “ليس هناك نعمة اكبر من ان اسير رحلة حياتي بجانبك.. ممتنة لكل يوم معك”.

وفي الشأن الإنساني العالمي تخاطب جلالتها العالم لتسليط الضوء على رحلات الموت عبر البحر معربة عن قلقها على “اطفال يتم خذلانهم في عالم بقي فيه خيارهم الوحيد اللجوء لمهربي الشر”، وفي مشهد آخر تركز على مشكلة النزوح واللجوء وتبعات ذلك على الاطفال، وفي مناسبة أخرى يتدفق حنوها على طفلة تعاني من السرطان تصحبها في لحظات تختصر حملات التوعية بأهمية مواجهة هذا الخبيث يدا بيد.

كل عام وجلالة الملكة رانيا بألف خير بمناسبة عيد ميلادها.

Nada Shareef

Recent Posts

تركيا تصعق النمسا بهدفين وتتأهل لملاقاة هولندا بربع نهائي يورو 2024

سجل ميريه ديميرال هدفين جاء أولهما بعد ثوان من صافرة البداية ليقود تركيا إلى الفوز…

33 ثانية ago

أمناء أحزاب القدوة والتكامل الوطني والاتحاد الوطني يناقشون ملف الاستثمار في الأردن

ناقش الأمناء العامون لأحزاب القدوة والتكامل الوطني والاتحاد الوطني ملف "الاستثمار.. سبل التنمية وآليات التطوير"…

5 دقائق ago

#عاجل .. طعن والدته حتى الموت .. وتوارى عن الأنظار .. جريمة تهز محافظة الكرك

أقدم شخص عشريني اليوم على طعن والدته بواسطة أداة اثناء وجودهما داخل المنزل في محافظة…

18 دقيقة ago

منصّة زين تطلق برنامج مجتمع الرياديين الصغار “YESJO” في عمان واربد والكرك والعقبة

أطلقت شركة زين الأردن ومن خلال منصّتها للإبداع (ZINC)، برنامج مجتمع الرياديين الصغار الأردني (YESJO)…

22 دقيقة ago

حزب الله يعلن إطلاق صواريخ بعد استشهاد لبناني بضربة إسرائيلية

أعلن حز.ب الله، الثلاثاء، إطلاق عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل، ردا ‏على استشهاد مدني في…

28 دقيقة ago

ميتا تنهي حظر كلمة “شهيد” بناء على توصيات مجلس الإشراف

قالت ميتا بلاتفورمز، الثلاثاء، إنها سترفع الحظر الشامل الذي فرضته على كلمة "شهيد" بالعربية، بعد…

36 دقيقة ago