اراء

“الملكية” و”جت” ستون عاما على الطريق وفي السماء

نضال المجالي

تقاس الحضارة والتقدم للدول بأكثر من مجال، ولكن يشترط أن يكون في قطاع أو مجال تتقدم فيه ويشار له بالبنان، وتختلف مستويات هذا القياس ومؤشراته حسب جهات أو فئات أو نظر الأشخاص نحوه، فالريادي يقيس التقدم بالفرص المتاحة وبيئة الإبداع ومستوى المخاطر، والصناعي يقيس هذا التقدم بالامتيازات وتوفر الموارد في البلد المستهدف، والمتعلم يقيس الحضارة والتقدم باتساع طرق التعلم الحديث وأدواته المتجددة، وتستمر أدوات القياس ووجهات النظر لك عزيزي القارئ حسب اهتمامك ومجال عملك أو رغباتك المستقبلية ولا تنتهي، سواء كان صاحب التقييم مختصا أم مهتما أو غير ذلك، ولكن في كل ما سبق نجد أن الأفراد بعمومهم هم من يملكون إعلان نتائج مؤشرات القياس ويعلنونها أسرع من غيرهم، ولقرارهم أثر أشمل وأكثر وقعا في هذا التقييم، كونهم المستفيد أو المستخدم النهائي لأي منتج في أي قطاع.

في هذا السرد سأتحدث عن إحدى أدوات القياس لإعلان الحضارة والتقدم بوجهة نظر الزائر أو السائح أو وجهات نظر الآخرين من مختلف الاهتمامات، سواء مواطنون محليون أو على مستوى دول في إعلان أن دولة ما أو مدينة ما هي مقصد سياحي أو عمالي يلبي أساس الاختيار للسفر ضمن وجهاتك الترفيهية أو العملية، ويتمثل ذلك بمؤشر قياس سهولة الوصول للمقصد المعني ويوافقها بصورة أكبر – وإن كانت تغيب عن المسؤول كثيرا- هو ما يتعلق بضمان جودة وتوفر خدمات النقل والوصول داخل بلد أو مدينة المقصد من السفر.

وطنيا يحتفل الناقل الوطني الجوي الأردني ممثلا بالملكية الأردنية والناقل الوطني الأرضي الأردني ممثلا بشركة النقليات السياحية الأردنية مالك العلامة التجارية «جت» بمرور ستين عاما على العمل في السماء والأرض، بالتوازي نجاحا وجودة، في غاية واحدة تتمثل بإنجاح أداة الاختيار والقياس للزائر والسائح وحتى المواطن لتكون المملكة الأردنية الهاشمية ومدنها المنتشرة مقصدا وبيئة قادرة على تقديم أفضل الخدمات وأيسرها وصولا وثباتا والتزاما، ستون عاما في نجاح ربط الوطن دوليا وداخليا في شبكة خطوط ومسارات عالمية وعربية ومحلية جوية وأرضية، ستون عاما دون توقف أو تردد أو تباطؤ في العمل، محققة مكانة واختيارا لتكون باتجاه الأردن جوا وبرا في تكاملية تستوجب الاهتمام والرعاية الرسمية لتستمر في العطاء والتميز والتطور في كل الظروف والأوقات، وتحقق الغاية والعائد المستدام من كل إنفاق رسمي حكومي في استقطاب زائر للوطن أو وصول مواطن وعامل ومسؤول ومستثمر لمقصده ولنضمن دورة متكاملة لحركة النقل.
دور كبير تحمله هذه الشركات الوطنية في عملها وهو ما كان أساسا في استمرارها حتى اليوم، أبرزه الحس الوطني اتجاه خدمة اسم الأردن مقصدا ومكانة واختيارا والذي حمله القائمون على التأسيس والاستمرارية، وثانيها الدعم والاهتمام المأمول من مؤسسات الاختصاص نحوها والذي يؤمل أن يلبي طموحات الوطن قبل المشغلين، دور، أكرر، أنه الأميز والأوحد بين الأقران في ثبات واستمرارية، فها هي الملكية الأردنية تستمر ولا تتوقف في ضمان وصول دولي جوي أو مغادرة بالرغم من كل الظروف والتحديات وهجمات الرافضين، وها هي «جت» ما زالت تحمل الزائر في شبكة ربط أرضية تجاوزت الحدود والمعابر عربيا إلى جانب شبكة وحيدة أردنيا في ربط المواقع والمدن السياحية الأردنية يوميا، دور استمراره يستوجب وقوفا رسميا بأعلى المستويات دون تردد، ولا أطلب أكثر من اهتمام يوازي نجاح هيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة في تسويق اختيار الأردن مقصدا، فهو وإن كان أبرز أدوات النجاح سياحيا إلا أنه لا يكفي دون أن يعلم الزائر أن وسيلة تنقله داخليا مضمونة ومتاحة بأعلى جودة وصدق وأمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى