اراء

الملك: صوت الحق والعقل

ا. د. أمين مشاقبة

يقود جلالة الملك عبدالله الثاني السياسة الخارجية الاردنية باقتدار عالي المستوى، وعقلانية منقطعة النظير، فمن المعروف أن السياسة الخارجية الاردنية تقوم على الاعتدال والتوازن والواقعية السياسية، والاردن لا يدخل في محاور اقليمية او دولية، فالاعتدال والوسطية والواقعية هي ديدن السياسة الخارجية الاردنية، ويمثل الاردن صوت العقل والحكمة في المنطقة، وحملت زيارة الملك عدة معاني ومواقف لما يجري في المنطقة فقد زار الولايات المتحدة وامام القيادة الاميركية تحدث بصوت عالٍ عن ضرورة وقف اطلاق النار في غزة، ولا نملك تحمل مأساة انسانية جديدة في اجتياح منطقة رفح في غزة، ويقول الملك إننا لا نستطيع ان نقف متفرجين امام كل ما يجري ونريد وقف اطلاق النار وفتح افق جديد لعملية سلام متكاملة، لان الاستمرار في الحرب لا يخلق سبيلاً للسلام ولا يجلبه.

إن الحرب الحالية هي اكثر الحروب تدميراً، حيث ادى الى قتل وجرح ما يزيد عن 100 ألف مواطن ولا نملك القدرة على تحمل استمرار تلك الحرب التي خلفت مآسي كثيرة.

ويتابع الملك امام الملأ في البيت الابيض ان ممارسات اسرائيل في الضفة الغربية والقدس غير مقبولة، حيث قتل ما يزيد عن 400 فلسطيني في الضفة، وان هناك استمرارا لعمليات الانتهاك من قبل المستوطنين، ومنع المواطنين من الصلاة في المسجد الاقصى وضرورة التذكير بمنع الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية لانها اراضٍ فلسطينية ويجب ان تكون متصلة ولا يقبل الفصل بينهما، وان هناك ضرورة لاستمرار تدفق المساعدات الانسانية ودعم وكالة الغوث الاونروا لانها تقوم بدور انساني كبير في القطاع كذلك الامر في بقية ارجاء المنطقة اذ وكالة الغوث تعمل في الاردن وتغطي ما يزيد عن 3ر2 مليون لاجئ في المخيمات على الارض الاردنية.

وركز جلالة الملك على ضرورة وقف شامل لاطلاق النار في غزة وعدم امتداد الصراع في ارجاء المنطقة، وان الحل السياسي الذي يقود للسلام على اساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان أمن الفلسطينيين والاسرائيليين معا والمنطقة بأكملها.

وجاء في احاديث الملك لزعماء الدول الكبرى في كل من الولايات المتحدة، وكندا وبريطانيا وفرنسا عدة مرتكزات هي:

اولاً: ضرورة وقف اطلاق النار الشامل والدائم لهذه الحرب الكارثية وغير الانسانية.

ثانيا: رفض التهجير للشعب الفلسطيني من القطاع واي منطقة اخرى من فلسطين.

ثالثاً: رفض الهجوم على منطقة رفح لما لها من تبعات كارثية على الشعب الفلسطيني التي يعيش فيها ما يزيد عن 5ر1مليون مواطن ولا يمكن القبول بذلك.

رابعا: ضرورة استمرار تدفق المساعدات الانسانية والطبية للشعب الفلسطيني في القطاع عبر المعابر المختلفة.

خامسا: ضرورة الابقاء على وكالة الغوث الاونروا والاستمرار في دعمها لانها تقوم بدور انساني كبير في فلسطين وخارجها.

سادساً: عدم اتساع العمليات العسكرية لارجاء منطقة الشرق الاوسط.

سابعاً: ضرورة ايجاد افق جديدة لعملية سلام شاملة تقوم على حل الدولتين لان ذلك هو السبيل الوحيد لضمان امن الفلسطينيين والاسرائيليين معا، وان قيام دولة فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس الشريف هو نقطة الانطلاق للاستقرار في المنطقة برمتها.

ان ما يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني لهو دور كبير لحشد الدعم الدولي لوقف العدوان على قطاع غزة وحماية المدنيين، ناهيك عن ايجاد سبل لبناء السلام والاستقرار في المنطقة برمتها، هذا جزء من السياسة الخارجية الاردنية التي يقودها جلالة الملك بواقعية سياسية، وصوت الحق والعقل والعدل في العالم أجمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى