الاخبار الرئيسيةعربيعربي ودولي

“المواصي” مخيم مؤقت ليس أكثر أماناً.. ملاذ النازحين الفلسطينيين الأخير

الأونروا: منطقة المواصي مكتظة بأكثر من 400 ألف شخص، ولا توجد مرافق ضرورية لاستيعاب المزيد

أثارت الدبابات الإسرائيلية التي دخلت محيط رفح، يوم الثلاثاء، مخاوف عالمية من إمكانية تعريض الهجوم على المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، أكثر من مليون مدني فلسطيني يحتمون هناك للخطر.

أدى الهجوم البري الإسرائيلي إلى إضعاف الآمال في التوصل لاتفاق فوري لوقف إطلاق النار، والذي أمضت الولايات المتحدة ومصر وقطر شهورا في الضغط من أجله. وفي الساعات التي سبقت الهجوم، وافقت حركة حماس على اقتراح لوقف إطلاق النار رفضته الحكومة الإسرائيلية بسرعة.

يتكدس حوالي 1.3 مليون فلسطيني – أكثر من نصف سكان غزة –في رفح، ويواجهون احتمال الاضطرار إلى الإخلاء دون خطة جيدة حول مأوى مناسب لهم.

إلى أين سيذهب الفلسطينيون؟

الآن، بعد أن بدأت إسرائيل في توجيه أوامر للفلسطينيين بإخلاء أجزاء من رفح، سترسلهم إلى المواصي التي يقول سكانها الحاليون إنها “ليست أكثر من مجرد مخيم مؤقت” في ظل ظروف مزرية.

أصدرت إسرائيل يوم الاثنين، تحذيرا لإخلاء منطقة شرق رفح، التي يقيم فيها نحو 100 ألف فلسطيني. وشجعتهم على الانتقال إلى المواصي التي أعلنها الجيش “آمنة”، وتقول إنه سيتم تجهيزها بمستشفيات ميدانية، ومواد إيواء، ومرافق أخرى.

تقول الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية، إن المواصي غير مستعدة لإيواء عشرات الآلاف الذين قد يلتمسون اللجوء هناك.

تبلغ مساحة المواصي حوالي 8 كيلومترات على طول الساحل من مدينة رفح في أقصى جنوب غزة إلى مدينة خان يونس.

وأعلنت إسرائيل بشكل أحادي أن المنطقة “إنسانية” في وقت مبكر من الحرب، وأخبرت السكان أنهم سيكونون آمنين هناك. وتقول وكالة الأونروا الأممية إن المواصي أصبحت الآن موطنا لأكثر من 450 ألف فلسطيني نازح، بينهم كثيرون وصلوا في الأشهر الماضية مع تكثيف إسرائيل هجومها البري وسط وجنوب غزة.

شاهد صحافي في “الأسوشيتدبرس” عشرات الفلسطينيين يصلون إلى شمال المواصي يوم الاثنين. ورغم وجود عشرات الخيام الفارغة في مكان قريب، لم يكن هناك الكثير من علامات الاستعدادات المناسبة لاستيعاب هذا التدفق الكبير المتوقع للنازحين.

لماذا يرفض الفلسطينيون التوجه إلى المواصي؟

قرر فلسطينيون آخرون في أنحاء رفح، حتى من خارج منطقة الإخلاء، التوجه إلى وسط غزة أو إلى خان يونس بدلا من المواصي. ويقول سكوت أندرسون، مدير الأونروا في غزة، إن الوكالة لم تساعد في جهود الإعداد لمخيم المواصي لأنها لا تريد إغراء السكان بالانتقال إلى منطقة غير مستعدة لاستقبالهم.

لكنه مع ذلك أفاد بأن الأونروا ستقدم المساعدة للنازحين الجدد، وللذين يصلون إلى هناك للمضي قدما.

يقول سكان إن المراحيض نادرة، كما أن المياه الجارية قليلة في المواصي. يقضي معظمهم حاجتهم في حفر مسورة يحفرونها خارج خيامهم لتجنب الصفوف الطويلة أمام المراحيض العامة، ومن أجل الحفاظ على الخصوصية.

يقول الفلسطينيون إنهم ينتظرون ساعات طويلة للحصول على مياه الشرب من الصهاريج التي تتواجد في مواقع مختلفة بالمخيم.

المواصي.. ليست أكثر أمناً

تباع في عدة أكشاك بمخيم المواصي أطعمة معلبة وخضراوات كالطماطم والبطاطس، لكن أسعارها مبالغ فيها. يصل سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطس حوالي 6 دولارات، وهو سعر مرتفع ولا يستطيع معظم السكان دفعه.

كما يقول السكان هناك إن بناء خيمة كبيرة من الخشب والنايلون تبلغ تكلفته حوالي 500 دولار، في حين أن تكلفة شراء خيمة جاهزة ضعف هذا المبلغ. قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، على حسابه الرسمي بموقع إكس “منطقة المواصي مكتظة بأكثر من 400 ألف شخص، ولا توجد مرافق ضرورية لاستيعاب المزيد من السكان، كما أنها ليست أكثر أمانا من مناطق غزة الأخرى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى