اراء

الوفاء والبيعة عمل وانجاز لتتويج آمال الحسين الباني وتطلعات عبدالله الثاني المعزز

تعود الينا ذكرى الوفاء للباني الحسين في يوم حزين حين فقدت الانسانية واحدا من اعظم الرجال وبكى على رحيله الجميع.

طالما كان المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله “أيقونة”حملها الاردنيون في قلوبهم وعقولهم ، الحسين الذي كان يقول دائما لاسرته الاردنية الواحدة “انا منكم وانتم مني” ، وعندما ولد جلالة الملك عبدالله الثاني اعلن المغفور له الحسين قائلا :  “مثلما أنني نذرت نفسي، منذ البداية، لعزة هذه الأسرة ومجد تلك الأمة كذلك، فإني قد نذرت عبد الله لأسرته الكبيرة، ووهبت حياته لأمته المجيدة، ولسوف يكبر عبد الله ويترعرع، في صفوفكم وبين إخوته وأخواته، من أبنائكم وبناتكم، وحين يشتد به العود ويقوى له الساعد، سيذكر ذلك اللقاء الخالد الذي لقي به كل واحد منكم بشرى مولده، وسيذكر تلك البهجة العميقة، التي شاءت محبتكم ووفاؤكم إلا أن تفجر أنهارها، في كل قلب من قلوبكم، وعندها سيعرف عبد الله كيف يكون كأبيه، الخادم المخلص لهذه الأسرة، والجندي الأمين، في جيش العروبة والإسلام”.

هذه الاسس التي بنيت عليها الدولة الاردنية بأنسانية الهاشميين وانحيازهم التام الى جانب شعبهم على الدوام وهي العلاقة التي خلقت ارضية صلبة واصل بها الاردنييون بناء مملكتهم بقيادة ملوك بني هاشم ، فكان الشعب ملتحما بكل المفاصل مع قيادته الهاشمية.

ساروا خلف الملك الباني رحمه الله وواصلوا مسيرة الاردن الظافرة خلف قيادة الملك عبدالله الثاني المعزز ، الذي نذر نفسه لخدمة وطنه وشعبه ووضع كل طاقاته في سبيل منعة الاردن وحمايته من كل المخططات التي باءت بالفشل على صخرة صمود القيادة والشعب والايمان بهذا الوطن  الاغر .

تستمر المسيرة مع عبدالله الثاني ويستثمر الاردنيون كبير محبتهم وولائهم في قيادتهم المظفرة لتخطي كل الصعاب والتحديات بأمل بغد افضل مع قائد لم يخيب ظن اهله وعشيرته الاردنية الكبيرة ووقف على الدوام الى جانبهم وكان في مقدمة الركب قائدا وملهما ، نباهي بجلالته امام العالم بمواقفه الانسانية ووسطيته التي كرست نهج الاردن بين دول العالم وحاز على احترام كل دول العالم ، ونال العديد من التكريم تقديرا لمواقفه المنحازة دوما للحق والعدالة والحرية.

كبر عبدالله واحتفلنا قبل ايام بعيد ميلاده الميمون ولازال فينا ذلك الملك الشاب المفعم بالحياة والامل والاعتزاز بشعبه ، يقدمه في كل المحافل ويعتزبه ايما اعتزاز ، ويبادله شعبه يوما اثر يوما محبة وولاء وانتماء .

في ذكرى الوفاء والبيعة لا نكتفي باستذكار هذه المناسبة المؤثرة فينا على الدوام ، ولكن ما يمكن ان يرضي روح الحسين رحمه الله ، ويرضي الملك عبدالله الثاني حفظه الله واطال بعمره ، هو ان نعمل لخير هذا الوطن الذي نحب ونطلق الطاقات ونحقق آمال الملك عبدالله في غد افضل.

هذه المناسبات ليست فقط للمجاملات بل هي محطة مراجعة لما تم وما هو المطلوب ان يتم ، قتلنا النفاق السياسي والمحاصصة والشللية قتلت البلد وارجعته الى الخلف كثيرا .

في ذكرى يوم الوفاء والبيعة ندعو جميع المسؤولين الى تمثل المعاني الكبيرة التي يمثلها جلالة الراحل المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله وجلالة الملك المعزز عبدالله الثاني في العمل بشكل فعلي وحقيقي لخدمة الاردن بلدنا الذي يستحق منا جميعا ان نعمل ونقول هنا موطن الخلل ليتم تصحيحه وليس ليكون محل نزاع وشقاق وانتقام ممن ينتقد بقصد تصحيح المسار وان يتنحى المسؤول الضعيف والمرتجف عن كرسي المسؤولية ليترك المجال امام من يستطيع ان يعمل ولديه الفكر والقدرة على احداث التغيير المطلوب ، بعيدا عن شللية المناصب والاهواء والمناطقية.

من يحب الملك عبدالله ويعيش على ذكرى الملك الراحل فليكن مرآة للحقيقة يؤشر على الخلل ويعزز الانجاز.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى