Categories: اراء

انت و «الراتب» والشهر طويل

علاء القرالة

ادارة المصاريف الشهرية ووفق القدرات الشرائية والاعتبارات الاستهلاكية الضرورية اصبح امرا لابد منه ويجب على الجميع اتباعه بغض النظر عن الدخول الشهرية سواء كانت منخفضة او متوسطة او مرتفعة وذلك بهدف تنظيمها و زيادة مدد قدرتها الشرائية لأكثر وقت ممكن بعيدا عن الاستدانة او العوز، فكيف ننظم دخولنا الشهرية ؟.

الدخول الشهرية الثابتة «الرواتب» تعتمد بقدرتها الشرائية على طريقة الاستهلاك نفسها وكيفية الانماط التي تصرف لأجلها، فاما ان تنفق وتصرف على الضروريات والاشياء الاكثر الحاحا واما على الكماليات وما يتم انفاقه عليها دونما اي حسابات او تقديرات لها، وهذا ما لمسناه مؤخرا من حالو تذمر وشكوى من قبل بعض المستهلكين عبر منصات التواصل جراء صرف رواتبهم وعدم قدرتهم على استكمال الشهر الحالي ومتابعة الحياة للشهر المقبل لصرف رواتبهم كلها على لوازم العيد بعيدا عن التقديرات ودراسة القدرة المالية للاستمرار بتلبية المتطلبات اليو?ية لبقية الايام التي تليها بعيدا عن الاقتراض او العوز.

اليوم نحن جميعا مطالبون باعادة التفكير بطرق عملية وعلمية وواقعية لادارة مصاريفنا الشهرية لتتوافق مع دخولنا الشهرية وقدرتها على الوفاء بالالتزامات الشهرية، وهذا لن يتم الا باعادة النظر بانماط استهلاكنا بشكل كامل وتفصيلي والتجاوز عن الكماليات ومصاريفها وعدم الضغط على الدخول الشهرية بالاقساط والاستدانة وتحميلها ما لا طاقة لها به او الوفاء بتسديدها، مبتعدين عن المجاملات و مصاريف الانفاق على النفاق الاجتماعي وخاصة انها اصبحت تتسبب بتآكل الدخول الشهرية واستنزافها بشكل يجعلها عاجزة عن تلبية كافة المتطلبات دون است?انة او عجوزات مالية.

في الحقيقة العالم من حولنا يتغير وبكل ما فيه ما دفع الكثير من شعوب العالم الى اعادة النظر بمصاريفها الشهرية لتتوافق مع تلك المتغيرات، وكوننا جزءا من العالم فان تلك المتغيرات ستطالنا ان طال الزمن او قصر من ارتفاع اسعار الاغذية والطاقة وغيرها من السلع الاساسية التي يستخدمها الجميع وفي حياتهم اليومية وبشكل مستمر، ما يستدعي ان نبدأ و على الفور ان نعود انفسنا وناقلمها على هذه المتغيرات حتى وان نجحت الحكومة ولغاية الان بكبح جماحها وتأثيرها علينا، وذلك لكي لا نتفاجأ بها على حين غره.

مقولة » اصرف ما بالجيب يأتيك ما في الغيب » لربما لن تكون بصفنا ولصالحنا خلال الفترة المقبلة ولن يكون لها مفعولها الذي اعتدنا عليه خلال السنوات الماضية والتي كانت تشهد استقرارا عالميا وعلى مختلف المستويات، ما يجعل من مغادرة هذه المقولة باتجاه التفكير والتخطيط المنطقي للمصاريف الشهرية امرا لابد منه فما عاد الوقت ملائما للبعزقة، فتحوطوا ليرحمكم الله.

Mariam Biedas

Recent Posts

الصفدي يؤكد لنظيره الأميركي ضرورة بذل كل جهد للحؤول دون توسع الصراع إلى لبنان

نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الأربعاء، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية…

16 دقيقة ago

التربية: 9 طرق لحل السؤال في امتحان الرياضات الورقة الأولى

قال مدير إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم محمد شحادة إن اللجان المكلفة بمناقشة…

28 دقيقة ago

اسرائيل: 11 وفاة و​​153 اصابة بحمى غرب النيل

أعلنت وزارة الصحة الاسرائيلية مساء اليوم الاربعاء، وفاة 11 شخصا وإصابة 153 بحمى غرب النيل.…

38 دقيقة ago

مندوبا عن الملك وولي العهد…العيسوي يعزي آل الساكت

مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، قدم…

52 دقيقة ago

شكر على تعاز بوفاة العميد المتقاعد علي عبدالقادر اللواما “أبو رامي”

قال رسول الله ﷺ "من لا يشكر الناس لا يشكر الله". الْحَمْدُ للّهِ من قبل…

58 دقيقة ago

الفيصلي يعين معمر مدربا للياقة البدنية

أعلن النادي الفيصلي عن تعيين قيس معمر مدربا للياقة البدنية في فريق كرة القدم. وقال…

ساعة واحدة ago