عربيعربي ودولي

بؤر المقاومة في الضفة.. تطور وتمدد رغم تصعيد الاحتلال وجرائمه

شهدت الضفة الغربية خلال الأشهر الأخيرة ازديادا في ظهور التشكيلات العسكرية وبؤر المقاومة التي أخذت بالتمدد والتطور رغم تصاعد جرائم الاحتلال بحقها وملاحقتها المستمرة بكافة الأشكال.

ويرى كتّاب ومحللون سياسيون التقتهم “قدس برس”، اليوم الأربعاء، أن “جرائم الاحتلال لم توقف تنامي وتفشي المجموعات والتشكيلات المسلحة في أغلب مدن الضفة الغربية وأن محاولات الاستئصال باءت بالفشل”.

ورأى الكاتب والمتابع للشأن الصهيوني عصمت منصور، بأن “مقاومة الشعب الفلسطيني لم تنقطع يوما واحدا ولكنها أخذت أشكالا مختلفة ففي مراحل معينة كانت فعاليات جماهيرية وإضرابات ومقاومة مسلحة وعمليات فردية وأخرى منظمة”.

وأضاف “ما ميز العام الأخير هو ظهور التشكيلات العسكرية وبؤر المقاومة بعد سنوات عجاف من الاقتصار على العمل المقاوم الفردي”.

وأشار إلى أن “عدة أمور تسهم في رفع وتيرة العمل المقاوم أو خبوه في بعض الأحيان وفي مقدمة ذلك وجود الدعم المادي والتسليح للأفراد والمجموعات، بالإضافة إلى القدرة على الاحتماء من الاحتلال الذي يسعى بكل قوته إلى إجهاض أي محاولة للنهوض بالمقاومة”.

ونبه منصور إلى أن “وجود حاضنة شعبية في البؤر التي تظهر فيها المقاومة لها دور كبير في المحافظة عليها أو ضعفها”.

وشدّد على أن “الاحتلال يسعى من خلال عملياته اليومية والخراب الذي يحدثه في الممتلكات إلى إيجاد شرخ بين المجموعات المقاومة والسكان إلا أنه يجد نتائج عكسية كلما تمادى في جرائمه”.

من جانبه رأى المحلل السياسي عزام أبو العدس، أن “الضفة الغربية تعيش ظروفا وتحديات كبيرة جدا على صعيد المحافظة على أشكال المقاومة ولا سيما بأنها جاءت بعد سنوات من الاستهداف”.

وقال أبو العدس، إن “الاحتلال وخلال الأشهر الأخيرة صعد من استهدافه للمقاومة والبؤر المنشرة في الضفة الغربية من خلال جرائم الاغتيالات الكبيرة واستخدام القوة المفرطة وإحداث الدمار بهدف خلخلة الحاضنة المجتمعة وزرع الرعب إلا أنه ما زال يتلقى الفشل تلو الآخر”.

وأكد أبو العدس أن “المنظومة السياسية والاجتماعية والوطنية في الفترة التي تلت عام 2007 حتى عام 2020 شهدت حالة من التخدير والتشويه من خلال إغراق الفلسطيني بالأزمات المالية والاقتصادية من جانب وملاحقة كافة أشكال المقاومة والعمل المسلح من جهة ثانية”.

ولفت أبو العدس إلى أن “المرحلة التي تزامنت مع خطة دايتون وما بعدها لم تخلُ من وجود بعض العلميات الفردية والتي سرعان ما كان يتم كشف أمرها بفعل التنسيق الأمني وغياب الحاضنة الشعبية الحقيقية”.

ورأى أبو العدس بأن “تصاعد جرائم المستوطنين وتعاقب الحكومات التي تبنت النهج القائم على المزيد من الجرائم، بالإضافة إلى فساد السلطة أسهم في عودة العمليات الفردية وغيرها وخصوصا بعد عام 2020″.

وذات الأسباب تابع أبو العدس، كانت سببا رئيسيا لظهور تشكيلات مسلحة حازت على تعاطف  المجتمع الفلسطيني المتعطش للمقاومة على شاكلة مجموعات (عرين الأسود) و(كتيبة جنين)”.

ولفت إلى أن التشكيلات العسكرية يجب أن تغير طريقة تفكيرها وتنتقل من مرحلة التحصن داخل المدن والمخيمات، إلى “الخروج إلى القرى والطرقات الالتفافية التي تمتلأ بالأهداف وإشغال العدو في أكثر من مكان ومعركة صغيرة واستنزافه”.

ونصح أبو العدس التشكيلات العسكرية إلى “الانتقال لاستخدام ما يسمى بحرب التخريب ضد البنى التحتية والشوارع والكهرباء التابعة للاحتلال بالإضافة إلى افتعال الحرائق وكل ذلك فقط من أجل إشغال الاحتلال في أكثر من مكان وبؤرة”.

تجدر الإشارة إلى أن عدد الشهداء في الضفة الغربية تجاوز 500 شهيد منذ بداية عام 2023، من بينهم قرابة 300 شهيد بعد الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كما وشهدت مخيمات الضفة وخصوصا جنين وطولكرم ونور شمس وبلاطة والفارعة عمليات عسكرية شنها جيش الاحتلال، أوقعت عددا كبيرا من الشهداء وحالة من الدمار منقطعة النظير.

ويتزامن عدوان الاحتلال ومستوطنيه على مدن وقرى الضفة الغربية، مع عدوان يشنه بمساندة أمريكية وأوروبية على قطاع غزة لليوم الخامس والسبعين، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود، ما أدى لارتفاع حصيلة الشهداء إلى نحو 20 ألف، وأسفر عن دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى