بالأرقام.. الحرب تحوّل معظم شمال غزة إلى “مدينة أشباح”

حوّل الهجوم العسكري الإسرائيلي معظم الشطر الشمالي من قطاع غزة إلى “مدينة أشباح” وربما لن يكون صالحا للسكن، حيث تم محو أحياء بأكملها، وتعرضت منازل ومدارس ومشافي للقصف الجوي، واحترق بعضها بنيران الدبابات، ولا تزال بعض المباني قائمة، لكن معظمها عبارة عن هياكل متضررة.

وفرّ ما يقرب من مليون فلسطيني من شمال غزة، بما فيه المركز الحضري للمنطقة، مدينة غزة، مع اشتداد القتال البري.

وأدى استخدام الجيش الإسرائيلي للمتفجرات القوية في المناطق السكنية المكتظة، والذي تصفه إسرائيل بأنه النتيجة الحتمية لاستخدام حركة حماس للمواقع المدنية كغطاء لعملياتها، إلى استشهاد أكثر من 14000 فلسطيني وإلى دمار مروع.

قصف مكثف ودمار هائل

نقلت “الأسوشيتد برس” عن إميلي تريب، مديرة منظمة “إير وورز”، وهي منظمة تتابع الصراعات ومقرها في لندن، قولها إن القصف الإسرائيلي أصبح أحد أكثر الحملات الجوية كثافة منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي الأسابيع السبعة التي تلت هجوم حماس غير المسبوق في 7 أكتوبر، أطلقت إسرائيل ذخائر أكثر مما أطلقته الولايات المتحدة في أي عام من حملة القصف التي استهدفت تنظيم (داعش).

ودمر نحو نصف مباني شمال غزة أو هدم، وفقا لتحليل بيانات الأقمار الاصطناعية.

ويتساءل كثيرون عما إذا كانت غزة ستتعافى على الإطلاق بعد أن أصبح 1.7 مليون شخص مشردين، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وفي هذا الصدد، قال رفائيل كوهين، عالم السياسة البارز في مؤسسة “راند” البحثية: “سينتهي الأمر بالنازحين وهم يعيشون في خيام لزمن طويل”.

أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة

دمرت الحرب 27 من أصل 35 مستشفى في أنحاء غزة، وأخرجتها عن العمل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

ويقول سكوت بول، مستشار السياسة الإنسانية البارز في منظمة “أوكسفام أميركا”: “دمرت المخابز والطواحين، كما دمرت منشآت الزراعة والمياه والصرف الصحي. إنك تحتاج لأكثر من أربعة جدران وسقف ليكون المكان صالحا للعيش، وفي العديد من الحالات، أصبح الناس حتى غير قادرين على ذلك”.

وفي أنحاء الجيب بأكمله، أصبح أكثر من 41 ألف منزل، أي 45 بالمائة من إجمالي الإسكان في غزة، مدمرا أكثر من اللازم للعيش فيه، وفقا للأمم المتحدة.

وشهد مخيم الشاطئ للاجئين 14 ألف حالة من دمار الحرب (تتراوح بين حفر تسبب فيها القصف الجوي إلى انهيار مبان) في 0.5 كيلومتر مربع فقط من الأرض، حسبما أظهرت تحليلات بيانات الأقمار الاصطناعية.

وبالنسبة للوضع في جنوب القطاع، فقد أظهرت بيانات الأقمار الاصطناعية زيادة في الدمار بأنحاء مدينة خان يونس، ويقول السكان إن الجيش الإسرائيلي أمطر الأجزاء الشرقية بتحذيرات الإخلاء.

ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن يستعيد الجيش الأمن في غزة، وقد دفع المسؤولون الأميركيون إلى السيناريو غير المحتمل على ما يبدو المتمثل في سيطرة السلطة الفلسطينية التي تتخذ من الضفة الغربية مقرا لها، على القطاع.

وقد رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس، هذه الفكرة في غياب الجهود الإسرائيلية نحو “حل الدولتين”.

وعلى الرغم من أهوال الحرب، يأمل عدد من الفلسطينيين أن توفر إعادة الإعمار فرصة لتحويل مخيمات اللاجئين المتداعية في غزة، والبنية التحتية المتدهورة منذ فترة طويلة إلى مكان أكثر قابلية للسكن وأكثر إنصافا وإنسانية.

غير أن فلسطينيين آخرين يقولون إن البينة التحتية المدمرة ليست هي الشيء الوحيد الذي يتطلب إعادة البناء ولكن أيضا المجتمع الذي أصيب بصدمة من الأحداث الأخيرة.

editor

Recent Posts

المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية يصدرُدراسة حول الفجوة الكمية والنوعية بين جانبي العرض والطلب في قطاع السياحة

  أصدر المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية التابع للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا دراسة الفجوة الكمية…

6 دقائق ago

#عاجل.. نص.ر الله غير مكانه بعد تلقيه تحذيرا من المخابرات الإيرانية بأن إسرائيل تنوي تصفيته

ذكر موقع "epoch" العبري في تقرير نشر مؤخرا أن أمين عام حزب الله اللبناني حسن…

12 دقيقة ago

بدء التسجيل للدورة الصيفية لامتحان “الشامل” الأسبوع المقبل

أعلن رئيس جامعة البلقاء التطبيقية، رئيس اللجنة العليا للامتحانات أحمد فخري العجلوني مواعيد التسجيل والامتحانات…

29 دقيقة ago

#عاجل.. 8672 طالبا استُشهدوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة

قالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، إن 8672 طالبا استُشهدوا و14583 أصيبوا بجروح منذ بدء…

38 دقيقة ago

الخيار عند 60 قرشا في آلسوق المركزي اليوم

بلغت كميات الخضار والفواكه والورقيات الواردة إلى سوق الجملة المركزي التابع لأمانة عمان الكبرى، اليوم…

54 دقيقة ago

270 يوما من الحرب على غزة … نزوح جديد و مجاعة في الشمال

دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اليوم الثلاثاء، يومها الـ270، حيث كثف جيش الاحتلال هجماته…

ساعة واحدة ago