اراء

بين العصر و”المغرب ” مرت لمة خيالة في ربوع البرتغالي

لم يخطر في بال الفنانة اللبنانية المعروفة سميرة توفيق أن جمهور كرة القدم على وجه الخصوص سيردد أغنيتها فرحا بفوز المنتخب المغربي الشقيق الذي طعن كبرياء منتخبات القارة الأوروبية الواحد تلو الآخر ليبلغ الدور نصف النهائي لمونديال كل العرب “قطر 2022 “.

بفوزه الرائع على المنتخب البرتغالي يكون المنتخب المغربي الشقيق قد حقق انجازا غير مسبوق للكرة المغربية والعربية، انجاز ستتغنى به الأجيال طويلا لما له من دلالات عميقة ابرزها أن الشباب العربي والرياضي قادر في ظل انعدام الدعم والمساندة الحكومية والرسمية على رسم خطواته للتفوق على الغرب المتعجرف والمتقدم .
وبتحليقه الى القمة وحيث تجرؤ النسور، فان المنتخب المغربي بات قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم العربي بالمنافسة على لقب بطل كأس العالم ، فمنذ عقود والكرة العربية تعتبر مجرد الظهور في المونديال انجازا للكرة العربية والتأهل الى الدور الثاني يعد من المعجزات ، بيد أن المغرب كسرت كل القوالب والقواعد ، بل وغيرت معطيات وقوانين اللعبة، وتمردت على السيطرة الأوروبية والأمريكية اللاتينية على بطولات كأس العالم، وفرضت نفسها قوة كروية جديدة قد يكون لها شأن كبير في قادم السنوات.
الحديث هنا لا تسيطر عليه العاطفة بقدر ما يسيطر عليه الفخر بالأمة العربية وبالمنتخب المغربي، الذي يقود منذ سنوات طويلة بدأها في سبعينات القرن الماضي مرورا بوسط الثمانينات عندما تأهل للدور الثاني من مونديال المكسيك، وصولا الى مونديال العرب في قطر، بهذا التسلسل تمت عملية بناء الكرة المغربية لتصل الى قمة الاحترافية مع الفرق الاوروبية ولتنعكس ايجابا على النتائج المهولة للمنتخب العربي الشقيق في هذا المونديال .
نبارك للأمة العربية قبل أن نبارك للمغاربة الذين استلوا السيف العربي من غمده من جديد مؤكدين قدرتهم على التفوق رغم شح وضعف الامكانات فهنيئا لكرة القدم العربية التي وجدت أخيرا ملهمها ووجدت نموذجا عربيا قادرا على التنافس لا على المشاركة فقط.
ما قدمه المغرب أمام اعتى فرق العالم وأمام ناظري الدون البرتغالي المعجزة والقفزة العربية التي ارتقت بقدمي نواصري فوق كل الطموحات لتستقر في المرمى البرتغالي قد تكون بداية انطلاقة كروية عربية ننتظرها منذ عقود، وطموحنا أن يفعلها أسود الأطلسي أمام أبطال العالم رغم ايماننا أن المواجهة المغربية الفرنسية ستكون أصعب مواجهات الأسود ، فالديك الفرنسي أبرز وأقوى عمالقة المونديال ويستعد لمعانقة اللقب مجددا… فهل يفعلها المغرب ويتخلص من الجار الفرنسي الثقيل ويزيحه عن عرشه بعد أن عجزت المنتخبات الأخرى عن ذلك … ندعو الله أن يفعلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى