بَيْني.. وبَيْني!!

يُؤَرِّقُني فارِقُ اللونِ
بَيْني.. وبَيْني!
هُو الوَجْدُ: حَدُّ السَّكاكينِ حيناً
ونارُ البراكينِ، حيناً
ولكنَّهُ الفَرَحُ المُتَجَدِّدُ فينا
وراءَ الضّفافِ ضفافٌ
وَبَعْدَ المَسافاتِ بَعْدُ
وَخَلْفَ العُيونِ عيونْ
– لماذا تُكَسِّرُني لغتي كُلَّما أَوشكت لَحْظَتي
أنْ تَبينْ!؟
– لتبدأَ من أَوّلِ الحُلْمِ..
– كيفَ يكونُ بكائي عليَّ،
بكاءً إليَّ؟!
– إذا غبَت في الكشفِ حتى الحضور
– متى؟!
– حين تبلغُ حدَّ اليَقين!!
نهاري كغيري..
ولكنّ ليلَ الحمامِ المُهاجرِ
لا ينتهي!!
وحنينَ الغمامِ المُسافرِ
لا يَنْتَهي.. قبل أنْ أَنْتَهي
فيا نَخْلُ: هل نَتبادَلُ
جذعَك هذا بِجِسمي؟!
وهذي القطوفَ، بهذي الحروفِ
فَيَصْفَعُني: مَنْ يُبادِلُ
واحةَ أمنٍ، بِسجْنٍ رهيبِ
وما أَصْعبَ الكشفَ عن حاضرٍ غائبٍ،
مُمْكِنٍ مُستحيلْ؟!
وما أكبَر الخوفَ يا وجعي بانتظارِ الوصول
ويا وَجَعَ الشوقِ دَعْني
لأهربَ منّي..
وخُذْني.. لأبحثَ عنّي!!