Categories: اراء

تأجيل القروض.. حماس رسمي غريب

سواء كان قرار البنوك ومن خلفها الحكومة تأجيل أقساط القروض لشهر آذار أو نيسان أو عدم التأجيل فإن ما كان خلال الفترة الأخيرة انقلاب من الجهات الرسمية على قرارات التأجيل التي كانت تتم في رمضان والأعياد أو دون مناسبة مثلما كان الأمر في أزمة إضراب الشاحنات.

 

وكان ملفتا كما لاحظ الناس الحماس الرسمي وممن حول الجهات الرسمية في رفض أو التحذير من تأجيل أقساط قروض البنوك، وسمعنا من خبراء وغيرهم حماسا في إقناع الناس أن تأجيل أقساط القروض البنكية يحمل ضررا وأنه غير صحي، ووجه الاستغراب أن الحكومة كانت متحمسة قبل أسابيع لقرار تأجيل أقساط القروض في أزمة الديزل دون مناسبة إلا استعمال قرار التأجيل لأغراض سياسية وتبريد الأجواء العامة ولم نسمع حينها أو نقرأ من الخبراء أو من البنك المركزي تحذيرات من التأجيل، بل اعتبر القرار حينها إيجابيا للتخفيف على المواطنين في مواجهة ارتفاع الأسعار، رغم أن ذات الأصوات كانت تمدح قرارات التأجيل السابقة باعتبارها تضخ سيولة في الأسواق وتخفف الأعباء على المواطن.
وفي أزمة كورونا كانت قرارات التأجيل تتم وكانت حينها ضمن الإجراءات الإيجابية للتخفيف على الناس، وحتى مواسم رمضان والأعياد في السنوات الأخيرة كانت قرارات التأجيل تتم بشكل تلقائي ولشهرين في فترة رمضان وعيد الفطر وأيضا في عيد الأضحى.
هذه المرة هنالك حملة من الجهات الرسمية على تأجيل أقساط القروض وكأنها تتم للمرة الأولى أو كأنها لم تكن من إنتاج الحكومات التي كانت تقوم بهذا بالتنسيق مع البنوك، فما الجديد؟
البعض يقول إن الحكومة لا تريد رفع نسب التضخم عن طريق توفير سيولة سيتم إنفاقها من الناس، فهل كان التضخم مثاليا في أزمة الديزل أو العام الماضي أم أن هناك “نصيحة” من المؤسسات الدولية بهذا الأمر، ولهذا انقلبت الجهات الرسمية على القرار.
مؤكد أن بعض البنوك عند التأجيل تتقاضى فوائد وتزيد من العبء على المواطن، لكن هذا أمر يجب أن يعالجه البنك المركزي، فالقرار اختياري بالنسبة للمواطن؛ أن يؤجل أو لا يؤجل.
التأجيل ليس حلا جذريا لمشاكل الناس المعيشية لكنه التقاط أنفاس في مواسم تحتاج إلى إنفاق خاص مثل رمضان والأعياد، والتأجيل يغني الناس عن الديون والاقتراض في مواسم خاصة لها نفقاتها.
الحكومة تعلم أن ثبات الرواتب في ظل الغلاء يضعف قدرة الناس على تلبية حاجاتهم، والحكومة لا تزيد الرواتب وليس هناك مبالغ تعطى للناس في بعض المواسم، مثل ما كان في سنوات سابقة، فعلى الأقل يكون تأجيل الأقساط فرصة للمواطن لكي يلتقط أنفاسه ويتجاوز مواسم يحتاج فيها إلى نفقات إضافية.
كثافة الهجوم من الجهات الرسمية ومن حولها يدلل على محاولة صناعة رأي عام ضد التأجيل، لكنها محاولة فاشلة حتى لو لم يتم التأجيل، فمن يغلق بابا عليه فتح باب آخر لمساعدة الناس في مواجهة الحاجة إلى حل ما للتعامل مع مواسم لا غنى فيها عن نفقات إضافية.

Mariam Biedas

Recent Posts

بلدية الفحيص توقع اتفاقية لتطوير منطقة البلد القديمة بمبلغ 250 ألف دينار

وقعت بلدية الفحيص، اليوم الأربعاء، اتفاقية لتطوير البلد القديمة، بالتشارك مع وزارة السياحة والآثار، وذلك…

12 دقيقة ago

وزارة الصناعة والتجارة: 491 شكوى لحماية المستهلك في 6 أشهر

بلغ عدد الشكاوى الواردة إلى مديرية حماية المستهلك في وزارة الصناعة والتجارة والتموين، خلال النصف…

27 دقيقة ago

ارتفاع أسعار الذهب 30 قرشا في الأسواق المحلية

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الربعاء 30 قرشا، بحسب التسعيرة الثانية الصادرة عن النقابة العامة لأصحاب…

40 دقيقة ago

مجلس إدارة المقاصد يطلع على إجراءات توسعة المستشفى

 اطلع مجلس إدارة مستشفى المقاصد الخيرية التابع لصندوق الزكاة/ وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، على…

45 دقيقة ago

الحنيطي يستقبل المبعوث الخاص لرئيس روسيا الاتحادية للتسوية السورية

استقبل رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، اليوم الاربعاء، في مكتبه بالقيادة…

53 دقيقة ago

اغتيال قائد وحدة “عزيز” بح.زب الله

اغتال الاحتلال الاسرائيلي ظهر اليوم الاربعاء، قائد وحدة "عزيز" في حزب الله بغارة إسرائيلية في…

ساعة واحدة ago