منوعات

“تسونامي” .. مد بحري ناجم عن زلزال

يحصل تسونامي أو المد البحري كالذي بدأ الاثنين بضرب السواحل الغربية لليابان مع أمواج بارتفاع متر واحد، نتيجة وقوع زلازل تحت البحار.

ومن بين الشروط المواتية لنشوء مد بحري ان يكون الزلزال قوياً، وبلغت قوة زلزال اليابان 7.5 درجات بحسب تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية و7.6 بحسب وكالة الأرصاد الجوية اليابانية.

ويصل ارتفاع أمواج تسونامي الناشئة عن نشاط زلزالي من أعلى إلى أسفل الكتلة المحيطية، إلى مئات الأمتار وتزداد قوتها في كل مرة تصطدم فيها بقاع البحر.

وفي نقطة الانطلاق لا يولد التسونامي سوى أمواج صغيرة متباعدة جداً لأن كتل المياه الهائلة التي حركها الزلزال تتنقل على عمق القاع بخلاف الأمواج العادية التي تقتصر على سطح الماء.

ومع اقتراب أمواج المد البحري من السواحل بسرعة 800 كلم/ساعة تقريبا، ترتفع المياه من قاع المحيط مما يركز الطاقة التي يحركها التسونامي. وتتباطأ سرعة الأمواج وتتقارب ويزداد ارتفاعها بشكل ملحوظ إذ يمكن أن تصل إلى أكثر من عشرين مترا.

وحذرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية من احتمال حدوث أمواج تسونامي يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، لكنها عادت لتخفّض هذا التوقع إلى ثلاثة أمتار.

وبإمكان موجة التسونامي بما انها تفقد القليل من طاقتها، الامتداد على مساحات كبيرة لتصل إلى سواحل تبعد آلاف الكيلومترات.

وفي العام 1960، تسبّب زلزال بقوة 9.5 درجات على مقياس ريختر ضرب تشيلي بتسونامي مدمر بلغ سواحل اليابان.

وأصدرت مدن في أقصى الشرق الروسي الاثنين بينها فلاديفوستوك الواقعة على الجانب الآخر من بحر اليابان تنبيهاً من احتمال حدوث تسونامي.

وتنسق البلدان الرئيسية المطلة على المحيط الهادئ مراقبتها تحسبا لمخاطر هذه الامواج. ويجمع مركز الانذار من تسونامي المعلومات في هاواي بالولايات المتحدة.

وإن كانت العديد من امواج تسونامي تحصل بعد زلزال، فهناك أسباب أخرى ممكنة ومنها الانجرافات تحت البحار التي تتسبب بها أحيانا الزلازل مثلما حصل في بابوازيا-غينيا الجديدة في 1998 (2000 قتيل)، وانفجار بركان مثلما حصل في كراكاتوا الجزيرة الصغيرة بين جاوا وسومطرة (36400 قتيل في آب/اغسطس 1883)، او سقوط نيزك في البحر.

ويمكن أيضاً أن يحصل مد بحري خفيف بسبب ظواهر تتعلق بأحوال الطقس.

وفي 26 كانون الاول/ديسمبر 2004، اجتاح تسونامي سواحل نحو عشر دول في جنوب شرق آسيا مما أسفر عن سقوط 220 ألف قتيل. وعادلت قوته نحو 23 ألف قنبلة ذرية كتلك التي أُسقطت على هيروشيما، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

وتعرضت اليابان في آذار/مارس 2011 لإحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث، اذ ضرب زلزال بقوة تسع درجات قرب سواحلها الشمالية الشرقية، نتجت عنه موجات مد “تسونامي”، وأودى بـ18 ألفا و500 شخص بين قتيل ومفقود.

ولا يقتصر حصول التسونامي على المحيط الهادئ. فقد شهد المحيط الاطلسي والبحر المتوسط في الماضي مدا بحريا كما اورد المؤرخ البريطاني اميانوس مارسيلوس الذي شهد الزلزال في الاسكندرية (مصر) في العام 365.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى