تقرير: الغزيون يحنون لإقامة صلاة الجمعة وسماع خطبتها

تمر اليوم الجمعة الرابعة عشرة خلال العدوان على قطاع غزة ولم يؤد الفلسطينيون في القطاع أي صلاة منها في مساجدهم التي دمر الاحتلال العشرات منها، ويتشوق الفلسطينيون المحاصرون في بيوتهم والذين يتعرضون لحرب الإبادة؛ لاداء صلاة الجمعة والسماع لخطبتها.

وعلى مدار قرابة المائة يوم، أدى الفلسطينيون في غزة الالاف من صلوات الجنازة، على شهدائهم الذين يقترب عددهم من 24 الف شهيد، في حين لا يمكنهم أداء صلاة جمعة واحدة أو حتى الاقتراب مما تبقى من مساجد لم يطالها القصف، خشية استهدافهم وهم بداخلها كما حصل مع المصلين في مسجد احياء السنة في حي الصبرة بغزة، حينما قصف قبل اكثر من شهرين خلال أداء أحدى الصلوات وارتقى فيه قرابة 60 مصليا، وكذلك الحال مع في مسجد إبراهيم المقادمة في مخيم جباليا وغيره من المساجد.

وأعرب عدد من الفلسطينيين المحاصرين في غزة، عن حنينهم للصلاة في المسجد وسماع خطبة الجمعة، معتبرين ان منعهم من ذلك انتهاك لحرية العبادة، التي كفلها القانون الدولي.

واكد إسماعيل الثوابتة مدير مكتب الاعلام الحكومي في غزة، ان طائرات الاحتلال دمرت منذ بدء العدوان (380) مسجدا و(3) كنائس خلال حربها على غزة، كان اخرهم مسجد ومركز الدعوة شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والذي يعتبر مقرا لجماعة التبليغ والهجرة في قطاع عزة.

واكد الثوابتة ان (140) مسجدا دمرت بشكل كلي، و(240) مسجدا دمرت بشكل جزئي، إضافة الى استهداف وتدمير 3 كنائس.

وأشار الى ان “عدد من المساجد التي دمرت اثرية، ويعود تاريخها الى الاف السنين، في مقدمتها المسجد العمري الكبير في مدينة غزة، ومسجد السيد هاشم، ومسجد الظفر دمري، والمسجد العمري في مدينة جباليا، ومسجد الشيخ شعبان وسط مدينة غزة، وخليل الرحمن في خان يونس”.

واستعرض أبرز أساليب تدمير المساجد والذي كان من خلال إلقاء عليها صواريخ وقنابل وزن بعضها 2000 رطل من المتفجرات، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل.

وأشار الثوابتة إلى ان “بعض المساجد قصفها عدة مرات لضمان نسفها بالكامل وعدم تمكن الناس من الصلاة بها”، مؤكدا أن ذلك دليل واضح على حقد وإجرام الاحتلال الإسرائيلي ضد المساجد والكنائس.

وقال: “تدمير المساجد والكنائس، هي محاولة فاشلة لطمس الوجود الثقافي والتراثي الفلسطيني ومحاولة لدثر الشواهد التاريخية والعمق التاريخي الفلسطيني في قطاع غزة”.

واضاف أن: “جريمة قصف وتدمير المساجد يهدف إلى اختفاء صوت الأذان من عشرات الأحياء المنتشرة في محافظات قطاع غزة، وكذلك توقف طرق أجراس الكنائس، وهذا يعبر عن حالة الإفلاس والجبن والعجز التي وصل لها جيش الاحتلال المجرم، وكذلك الحقد وكراهية الأديان الأخرى”.

واعتبر الثوابتة “تدمير دور العبادة ومنع اعمارها بالصلوات جريمة دولية واضحة وفقاً للقوانين الدولية، وخاصة للقانون الدولي الإنساني، ولاتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الدينية في حالة النزاع المسلح، والبروتوكول الثاني للاتفاقية لعام 1999م الذي يحظر الاستهداف المتعمد في الظروف كافة للمواقع الثقافية والدينية”.

وطالب جميع الاتحادات العالمية والهيئات الدينية والمنظمات الدولية ذات العلاقة؛ إلى “إدانة هذه الجرائم المُنظّمة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة”.

ودعا إلى “التدخل الفوري والعاجل من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وكذلك ضد جرائم تدمير واستهداف المساجد والكنائس، والعمل على إعادة بنائها وتأهيلها وترميمها كي يعود روادها للصلاة فيها واعمارها”.

ولليوم الثامن والتسعين على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين، وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود. ما أدى لارتقاء 23 ألفا و469 شهيدا و59 ألفا و604 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.