اراء

تمكين الشباب … مؤسسة ولي العهد نموذجاً

د. محمد أبو حمور

يعيش الأردن في هذه الأيام فرحة زفاف ولي العهد الأمير الحسين حفظه الله، وهي مناسبة للإشارة الى الإسهامات والجهود التي يبذلها سموه لتمكين الشباب وإتاحة المجال لهم للقيام بدور محوري في نهضة الوطن ومساندة جهود الإصلاح التي تجري على قدم وساق، وتعزيز مشاركتهم في صنع القرارات وتمكينهم من بناء المهارات الشخصية والمعارف العلمية والتكنولوجية اللازمة للتعامل مع التطورات المستقبلية والتغيرات المتسارعة التي يشهدها عالم القرن الحادي والعشرين، وخلال السنوات الماضية أطلق سمو ولي العهد العديد من المبادرات الهامة الهادفة الى تنمية مهارات الشباب وتشجيع انخراطهم في الانشطة التطوعية، ومن أهم ما تنبغي الإشارة له هو أن هذه الأنشطة والمبادرات استندت الى اطار مؤسسي يضمن الاستمرارية والاستدامة وتحقيق الأهداف وشمول مختلف محافظات المملكة، ويساهم في رعاية الابداع وريادة الاعمال ونجحت هذه المبادرات في تحقيق إنجازات ملموسة واحداث تغيير على ارض الواقع، وتجدر الإشارة أيضاً الى تنوع هذه المبادرات التي تشمل تعزيز القدرات والمهارات الحياتية والتكنولوجية والرياضية وتحرص على الحفاظ على الموروث الثقافي والاجتماعي.

تم انشاء مؤسسة ولي العهد في عام 2015، وتسعى المؤسسة الى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية المرتبطة بتعزيز قدرات الشباب والاستثمار في المهارات الحياتية والمستقبلية التي تؤهلهم للمنافسة في بيئة متغيرة ومتجددة، وكذلك المساهمة في تمكين الشباب اجتماعياً واقتصادياً، وتوفير منصات لريادة الاعمال وصولاً الى دمج الشباب في الاعمال الريادية والقطاعات التكنولوجية المتطورة، وفي ذات السياق نشير الى المساهمة في تنمية راس المال الاجتماعي، وتعزيز المشاركة المجتمعية للشباب وتأهيلهم لقيادة الأنشطة المختلفة بما يمكنهم من تأدية دورهم التنموي اجتماعياً واقتصادياً، ويتم السعي لتحقيق هذه الأهداف ضمن استراتيجيّة عمل واضحة المعالم، تضم في ثناياها مجموعة من القيم الهامّه مثل الشمولية، والابتكار، والأخلاقيات، والإيجابية، وبما يعكس سعي سمو الأمير الحسين لبناء مستقبل مشرق لشباب الأردن، عبر إلهامهم وتوجيههم للمشاركة في خدمة مجتمعاتهم، وتولّي مسؤولية القيادة، واستثمار كافة الفرص الاجتماعية والاقتصادية المتاحة، خاصة وأن الشباب الأردني قادر على تحقيق الإنجازات إذا ما أتيحت له الظروف المناسبة.

وتشير وثائق المؤسسة الى أنها تعمل على تنفيذ مبادرات سمو ولي العهد وفق محاور عمل محددة، أولها محور الجاهزيّة للعمل والريادة، الهادف إلى تعزيز مهارات الشباب وتحفيزهم على الابتكار والريادة، يسير إلى جانبه محور القيادة، الهادف إلى تطوير قدرات الشباب القياديّة، ومحور المواطنة، الهادف إلى تعزيز مفاهيم خدمة المجتمع وتحفيز العطاء المستدام، ويتم العمل وفق نهج تشاركي مع الشباب يضمن مشاركتهم الكاملة ويسهم في مساعدتهم على بناء مستقبل أكثر نجاحاً وازدهاراً لأنفسهم ولأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية مع التركيز على توفير منصات ترفع أصواتهم وتمكنهم من تعزيز قدراتهم لإحداث الفرق، ويعتمد أسلوب عمل المؤسسة على فكرة الاكتفاء الذاتي وقابلية التوسُّع، بحيث يتيح ذلك مواجهة التحديات الخاصة التي تواجه الشباب فيما يتعلق بالمهارات الفنية والقيادية والقابلية للتوظيف وريادة الأعمال والابتكار والمشاركة المدنية، وتنفذ المؤسسة العديد من المبادرات التي تستهدف الشباب في مختلف المحافظات بما ينسجم مع محاور العمل والاستراتيجيات المعتمدة ويتلاءم مع احتياجات وطموحات الشباب، ومن هذه المبادرات مبادرة حقق لتعزيز مهارات القيادة لدى الشباب، والمبادرات التي تهدف إلى تشجيع الشباب على العمل التطوعي كمنصة نوى ومنصة نحن كذراع تطوعي لمؤسسة ولي العهد تهدف لمضاعفة العمل الخيري وتنمية حس المسؤولية المجتمعية، ورفع الوعي حول القضايا الاجتماعية والتنموية الهامة التي تساهم في بناء مستقبل أفضل، وجامعة الحسين التقنية، ومبادرة ض التي تهدف إلى خلق نموذج للشباب المؤمن بلغته، والساعي لإبراز هويته، كما تهدف إلى إدراج اللغة العربية ضمن تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، التي تستند إلى الثورة الرقمية وما يندرج تحتها من مجالات، مثل: الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء وغيرها.

تمكين الشباب عبر توفير الظروف الملائمة لهم ضرورة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وبالرغم من أن انخراط الشباب في المبادرات والبرامج المختلفة لا زالت دون المستوى المأمول الا أن العمل المنهجي الذي تقوم به مؤسسة ولي العهد يشكل علامة فارقة وقصص النجاح التي تحققت في هذا الإطار تستحق التوقف عندها لدعم وتعزيز هذا التوجه الذي يمكن من النهوض بالموارد البشرية وتمكينها من المساهمة الفاعلة في التنمية الاقتصادية ودعم جهود الإصلاح والتطوير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى