الاخبار الرئيسيةدوليعربي ودولي

جريح في قصف مسرح ماريوبول وضربات تستهدف عدة مدن أوكرانية

رؤيا نيوز – صيب شخص بجروح خطرة ولم يُسجل قتلى في قصف روسي على مسرح ماريوبول وفق حصيلة أولية أصدرها المجلس البلدي للمدينة الجمعة، في حين يحتدم القتال في مناطق أخرى من أوكرانيا.

وقال مجلس بلدية ماريوبول في أول حصيلة عبر تلغرام “بحسب معلومات أولية، لا قتلى. لكن هناك معلومات عن شخص إصابته خطرة”.

اتّهمت القوات الأوكرانية الأربعاء سلاح الجوّ الروسي بأنه قصف “عمدًا” مسرح ماريوبول الذي لجأ إليه مئات السكان، الأمر الذي نفته روسيا.

ويبحث رجال الإنقاذ بين الأنقاض لإخراج مئات المدنيين الذين يخشى أن يكونوا محاصرين تحت حطام المسرح.

في وقت يحاول الغربيون زيادة الضغوط على روسيا لإرغامها على وقف حربها على أوكرانيا، أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي جينبينغ وطلب منه الضغط على فلاديمير بوتين الذي وصفه بأنه “مجرم الحرب” لوقف الهجوم.

ورد الرئيس الروسي في بيان عقب مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، متهما أوكرانيا بارتكاب “جرائم حرب” ضد المدنيين في منطقة الدونباس.

وشدد بوتين على أن القوات الروسية تبذل “قصارى جهدها” لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، رغم أن التطورات الميدانية مثل قصف المسرح وفق كييف تكذب هذا الادعاء.

ضربت الصواريخ الروسية موقعًا لإصلاح الطائرات قرب مطار لفيف في أقصى غربي أوكرانيا، لتطال الحرب منطقة ظلت بمنأى نسبيا عن القتال.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن الضربة دمرت منطقة بها طائرات مقاتلة ومخازن ذخيرة ومعدات عسكرية أوكرانية.

ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى في تلك الضربة، لكن ضربات وقعت في الصباح الباكر حصدت أرواحا في مدن أوكرانية أخرى.

في غضون ذلك، نظم بوتين فعالية في أجواء احتفالية في موسكو في الذكرى الثامنة لضم شبه جزيرة القرم رغم الدلائل على أن هجومه في أوكرانيا يصيبه الضعف.

وقالت السلطات في كييف إن شخصا قتل عندما أصاب صاروخ روسي أبراجا سكنية في ضواحي شمال غربي العاصمة، مؤكدة أن مدرسة وملعبا أصيبا أيضا.

وسجّيت جثة تحت ملاءة قرب حفرة ضخمة بعد الانفجار الذي تسبب في تحطم كل نوافذ المدرسة.

وخشيت كييف من حصيلة قتلى مرتفعة في ماريوبول بعد قصف مسرح الدراما الأربعاء رغم اللافتات التي تعلن أن أطفالا كانوا يحتمون هناك. وقال مسؤولون إن ما يصل إلى 1000 شخص احتموا في ملجأ تحت المسرح.

وتعهّد الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي مواصلة عمليات الإنقاذ في ماريوبول “رغم قصف” القوات الروسية التي حولت المدينة إلى أطلال.

“ليست من مصلحة أحد”

القصف العشوائي على ماريوبول هو من الأسباب التي قادت الرئيس بايدن هذا الأسبوع إلى وصف بوتين بأنه “مجرم حرب” – وهو أمر أثار غضب الكرملين.

وأجرى بايدن الجمعة مكالمته الأولى مع الرئيس الصيني شي جينبينغ منذ تشرين الثاني/نوفمبر، على أمل إقناعه بالتراجع عن أي مخططات لإنقاذ روسيا بعد أن استهدفها الغرب بعقوبات قاسية.

وقال شي لبايدن إن الحرب “ليست من مصلحة أحد”، مضيفا أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة أن “تتحملا المسؤوليات الدولية المتوجبة علينا”، وفق ما أوردت وسائل الإعلام الصينية.

في روسيا، توسط سيّد الكرملين عشرات الآلاف من أنصاره الذين لوحوا بالأعلام في ملعب لوجنيكي لكرة القدم في موسكو، وكان العديد منهم يرتدون علامة “Z” التي تظهر على الدبابات الروسية التي تغزو أوكرانيا.

وقال بوتين خلال إحياء ذكرى مرور ثماني سنوات على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، إن الخطوة كان لها ما يبررها لإخراج شبه جزيرة القرم من “وضعها المهين”.

وأضاف أن الهجوم الأوسع حاليا هدفه “تخليص هؤلاء الناس من معاناتهم ومن الإبادة الجماعية”.

لا مفر

تقع لفيف على بعد 70 كيلومترا من الحدود البولندية، وقد بقت إلى حد بعيد بمنأى عن هجوم القوات الروسية، وأصبحت قاعدة خلفية للدبلوماسيين الأجانب الفارين من كييف.

وقال فالنتين فوفتشينكو (82 عاما) لوكالة فرانس برس في لفيف “لقد فررنا من كييف بسبب الهجمات لكنهم بدأوا الآن يقصفون هنا”.

وفي خاركيف شرقي أوكرانيا، قال مسؤولون إن الضربات الروسية على المدينة دمرت مبنى من ستة طوابق لمؤسسة للتعليم العالي، ما أسفر عن مقتل شخص وترك آخر محاصرا تحت الأنقاض.

بينما يواجه الهجوم البري مقاومة أوكرانية شرسة، صارت موسكو تلجأ بشكل متزايد إلى ضربات عشوائية جوية وبعيدة المدى.

الغزاة يعانون نقصا في “الغذاء والوقود”

من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا تواجه صعوبات في إمداد قواتها المتقدمة “حتى بالضروريات الأساسية مثل الغذاء والوقود”.

وأضافت أن “الهجمات المضادة الأوكرانية المتواصلة تجبر روسيا على تحويل أعداد كبيرة من القوات للدفاع عن خطوط الإمداد الخاصة بها. وهذا يحد بشدة من إمكانات روسيا الهجومية”.

وتعمقت العزلة الدبلوماسية لموسكو مع إعلان دول البلطيق إستونيا ولاتفيا وليتوانيا طرد 10 دبلوماسيين روس، بعد أن أعلنت بلغاريا خطوة مماثلة.

لكن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرهما من كبار المقرضين العالميين حذروا من أن “الكارثة الإنسانية المدمرة” التي تتكشف الآن تهدد بظهور تداعيات اقتصادية “واسعة النطاق” حول العالم.

وأضافوا في بيان أن “الاقتصاد العالمي برمته سيشعر بالتبعات من خلال نمو أبطأ وبلبلة في المبادلات التجارية، وسيكون الأكثر فقرا وهشاشة هم الأكثر تضررا”.

“أوديسا صامدة”

بالنسبة للعديد من الأوكرانيين، تعد تصرفات روسيا على الأرض ومن الجو استخفافا بمحادثات السلام المتواصلة هذا الأسبوع.

في اتصال هاتفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس، اتهم بوتين الجمعة “نظام كييف يحاول بكل طريقة ممكنة المماطلة في المفاوضات”.

تريد روسيا من أوكرانيا أن تنزع سلاحها وألا تدخل أيا من الأحلاف الغربية – وهي خطوات تقول كييف إنها ستحولها إلى دولة تابعة لموسكو.

وقد أدانت الحكومات الغربية رؤية بوتين للسلام.

في أوديسا المطلة على البحر الأسود، يستعد المدنيون لهجوم روسي مع نشر دبابات عند تقاطعات الطرق وتغطية التماثيل بأكياس الرمل.

قالت ليودميلا، وهي امرأة مسنة، وهي تنظر بائسة إلى شوارع مدينتها الخالية والمحصنة “أوديسا الجميلة”، قبل أن تستدرك “لكن الحمد لله نحن صامدون! الكل صامد!”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى