وذكرت الدعوى أيضا أن إسرائيل “فشلت في منع الإبادة الجماعية وفشلت في مقاضاة التحريض المباشر والعلني على الإبادة الجماعية”.

رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ، هاجم لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، جنوب إفريقيا، وادعى أنه “لا يوجد ما هو أكثر وحشية” لا من الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا وتتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في حربها على قطاع غزة.

ووصف رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، اتهام جنوب إفريقيا لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة بأنه “افتراء”، وقال: “سوف ننضم إلى (القضية) وندحض الاتهام السخيف الذي يصل إلى حد فرية الدم”.

وزارة الخارجية الإسرائيلية، أعلنت بدورها، رفضها رفع جنوب إفريقيا الدعوى، وادعت أنها “مؤامرة، وأن حجة جنوب إفريقيا تفتقر إلى أساس واقعي وقانوني وتشكل استغلالاً رخيصاً لمحكمة العدل الدولية”.

وأعلنت في وقت لاحق، أنها ستحضر جلسات الاستماع التي ستعقد في المحكمة يومي 11 و12 من شهر كانون الثاني الحالي.

وعلى الصعيد ذاته، نقلت هيئة البث الإسرائيلي (رسمية) عن سفير دولة الاحتلال لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، زعمه أن رفع جنوب إفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل

محكمة العدل الدولية “مؤامرة دموية وتعاون مع منظمة إرهابية”.

وعمدت إسرائيل لاختيار القاضي المتقاعد أهارون باراك، الرئيس السابق للمحكمة العليا الإسرائيلية، لتمثيلها في فريق قضاة محكمة العدل الدولية، في إطار الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا.

علما أنه كان قد تعرض لهجمات من وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، بسبب انتقاده خطة التعديلات القضائية، التي طرحها نتنياهو مؤخرا.

وقالت المحكمة الدولية ومقرها لاهاي، إنها ستعقد جلسات علنية في الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا على إسرائيل بشأن حربها على قطاع غزة يومي 11 و12 كانون الثاني الحالي.

وطلبت جنوب إفريقيا من المحكمة إصدار أمر عاجل يعلن أن إسرائيل تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.

وأنشئت محكمة العدل الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة وتفصل في النزاعات بين الدول.

وعادة ما تحتاج المحكمة أسبوعا أو اثنين لإصدار قرار في الإجراءات الطارئة بعد الجلسات، ومع أنّ قرارات المحكمة ملزمة قانونا، إلا أنّها لا تتمتّع بصلاحية كبيرة لوضعها موضع التنفيذ.

وتتعامل هيئة محكمة العدل الدولية المؤلفة من 15 قاضيا -والتي سيضاف إلها قاض واحد من كل طرف في قضية إسرائيل- مع النزاعات الحدودية والقضايا المتزايدة التي ترفعها الدول لاتهام أخرى بانتهاك التزامات معاهدة الأمم المتحدة.

ومنذ السابع من تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال عدوانا مدمرا على قطاع غزة، خلّف في حصيلة غير نهائية، 23084 شهيدا، واصابة 58926 آخرين، أكثر من 70% منهم نساء وأطفال، وأكثر من 7 آلاف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، إضافة إلى ما خلفه العدوان من دمار هائل في البنية التحتية وكارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة.

– محكمة العدل الدولية –

محكمة العدل الدولية هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، وتتولى الفصل طبقا لأحكام القانون الدولي في النزاعات القانونية التي تنشأ بين الدول، وتقديم آراء استشارية بشأن المسائل القانونية التي قد تحيلها إليها أجهزة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.

وأصدرت محكمة العدل الدولية في التاسع من تموز عام 2004، قرارا أكدت فيه أن جدار الفصل العنصري “مخالف للقانون الدولي”.

وطالبت المحكمة في قرارها، الذي أصبح يعرف فيما بعد بـ “فتوى لاهاي”، وأيده أربعة عشر صوتا مقابل صوت واحد معارض، إسرائيل بوقف بناء الجدار وهدم ما تم بناؤه، ودفع تعويضات لكل المتضررين بمن فيهم القاطنون في القدس الشرقية وما حولها.

_ترحيب فلسطيني ورفض أمريكي

ورحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بخطوة جنوب إفريقيا، وقالت إن إسرائيل سلطة احتلال غير شرعي وتصريحات مسؤوليها وممارساتها وحربها التدميرية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هي إبادة جماعية.

وذكرت الوزارة أن تشبيه الشعب الفلسطيني “بالحيوانات البشرية وأطفال الظلام” يعكس نوايا قوات الاحتلال بارتكاب هذه الجريمة، بالإضافة إلى القطع الفعلي للماء، والغذاء والكهرباء، ومنع دخول الدواء، والوقود، واستهداف البيوت، والمستشفيات وأماكن الإيواء، وتدمير محطات توليد الكهرباء وخزانات الماء.

وطالبت الوزارة الفلسطينية محكمة العدل الدولية بسرعة الاستجابة إلى طلب جنوب إفريقيا للإجراءات المؤقتة وبشكل عاجل من أجل منع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

فيما اعتبر البيت الأبيض الأربعاء، أنّ الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية واتّهمت فيها إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة “لا أساس لها” و”تؤتي نتائج عسكية”.

وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إنّ “هذه الدعوى لا أساس لها، وتؤتي نتائج عكسية، ولا تستند إلى أيّ حقائق”.

بدوره، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر ردّا على سؤال بهذا الشأن خلال مؤتمره الصحفي اليومي “لا نعتقد أنّ هذا يعد إجراءً مجديا في الوقت الحالي”.

ورفض ميلر الاتهامات التي وجّهتها جنوب إفريقيا إلى إسرائيل التي تُعدّ الولايات المتحدة حليفها الأول في العالم وأكبر داعم عسكري لها.

صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أوضحت في تقرير لها أن المؤسسة الأمنية والنيابة العامة في إسرائيل تخشيان أن تنسب محكمة العدل الدولية لإسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة.

وأضافت أن أحد كبار الخبراء القانونيين الذين يتعاملون مع القضية حذّر قادة الجيش من خطر إصدار أمر من محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.