عربيعربي ودولي

حجة بتقديسة” … عرف أفقده الاحتلال الإسرائيلي بهجته

ارتبط الحج على مدار عقود طويلة من تاريخ حضارتنا وتحديداً منذ العهد العثماني بمدينة القدس، بما يسمى (تقديس الحج) وهو زيارة المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بعد أداء فريضة الحج والإقامة فيه مدة ثلاثة أيام، زيادة وطمعاً في الثواب وتجسيداً للحديث النبوي الشريف “لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى”.

وهناك عرف قديم ومثل متداول “حجة بتقديسة”، ويعني تتويج العمل بعمل آخر ناجح ومثمر كما يتم اتباع الحج بزيارة المسجد الأقصى المبارك، لكن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة وعدم احترام إسرائيل للشعائر الدينية سرقت البهجة من المقدسيين وزوار القدس، خاصة في الأعياد، ومنها عيد الأضحى المبارك.

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله توفيق كنعان، قال إن استمرار الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية باختلاف أشكالها من قتل وتهجير ومصادرة للأملاك وهدم للمنازل وأسر واعتقال واقتحام للمسجد الأقصى المبارك، جعل الأعياد الدينية في القدس تفتقر إلى البهجة.

وأشار إلى أن عيد الأضحى المبارك في القدس شهد في بعض الأعوام السابقة اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، منها عام 2019، حيث تزامن مع ما يسمى كذباً، “ذكرى خراب الهيكل المزعوم”، وهذا العام استغلت الدعاية الصهيونية التي يقوم بها الإعلام الإسرائيلي وجماعات الهيكل، الإعلانات المقدسية المتعلقة بتوفير وبيع الأضاحي والمعلقة على جدران بعض المؤسسات في البلدة القديمة مثل لجنة زكاة القدس، حيث عمد المقتحم المتطرف (أرنون سيجال) في إطار ترويجه للأكاذيب، إلى نشر تنبيهات مضللة حول نية المسلمين ذبح أضاحيهم داخل المسجد الأقصى، وذلك لإثارة المستوطنين ودفعهم للضغط على الحكومة اليمينية للسماح لهم بتقديم قرابين هيكلهم المزعوم داخل باحات الأقصى المبارك، بالتزامن مع اقتحاماتهم اليومية، علماً بأن جميع القرارات الشرعية والحقائق التاريخية تؤكد أن الأقصى المبارك بمساحته الكلية البالغة 144 دونماً، ملك خالص للمسلمين وحدهم ولا علاقة لليهود به، وقد آن الأوان أن يدرك دعاة التطرف والنهج الصهيوني هذه الحقيقة الثابتة.

وقال إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وفي إطار الحرب الإسرائيلية الشرسة على أهلنا في فلسطين والقدس، تواصل التأكيد على ثبات الموقف الأردني الداعم لأهلنا العزل وذلك عبر مختلف قنوات المساندة، بما فيها واجب تسهيل الحج على البعثة الفلسطينية إلى الديار المقدسة، ومواصلة المؤسسات الأردنية الرسمية والأهلية مساعدتها للأشقاء، تجسيدا لمنطلقات وتوجيهات الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس، ترسيخاً للهوية الحضارية الثقافية للمدينة المقدسة والمحافظة على رمزيتها الدينية في الأعياد ومختلف المناسبات.

وأضاف أنه وبهذه المناسبة الشريفة تتقدم اللجنة الملكية لشؤون القدس، من أردننا الغالي شعبا وقيادة هاشمية ومن أمتنا الإسلامية بالتهنئة والمباركة، مؤكدة أن أعياد أمتنا تكتمل في وحدتنا وعملنا المشترك في حرية شعبنا الفلسطيني المحتل، وفي عودة الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية إلى أهلها الأصليين، وفي نيل حقوقهم الشرعية التي أقرها التاريخ والشرعية الدولية، بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

كما نبهت اللجنة العالم ومنظماته، من ممارسات الاحتلال المتعمدة والاستفزازية خلال المناسبات والأعياد في مدينة القدس، تنفيذا لبرامج حكومتها اليمينية الحزبية الصهيونية القائمة على تهويد القدس وفلسطين وطرد شعبها وإحلال المستوطنين مكانهم، وتدعو الإعلام العالمي الحر والمنظمات الحقوقية والإنسانية والقانونية لحماية الشعب الفلسطيني وحريته في ممارسة معتقداته والاحتفال بأعياده، تحقيقاً للسلام والأمن العالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى