اراء

حديث هادئ بأجواء ملتهبة حول ما حدث ويحدث في الرابية

المهندس عامر الحباشنة

قضية فلسطين هي قضية وطنية بامتياز لكل اردني ايا كان أصله ومنبته وهذا امر محسوم منذ زمن، وهي قضية زاد عمرها عن ٧٥ عاما وما زالت تتفاعل وما يحصل الان من عدوان غاشم على غزة هاشم والضفه الغربيه هو حلقة من حلقات ذاك العدوان، وعلى ذلك فإن التعبير الوطني عن الموقف الشعبي هو حالة تراكمية تعلمنا منها دروس كثيره إيجابية وسلبيه، فكثيرا ما كانت الرؤوس الحامية التي تتلاعب بمشاعر الناس وانتماءها لأهداف مرحلية لا تخدم الإطار العام للقضية الفلسطينية بل وتشتت الجهد الوطني الجامع

منذ عشرين يوما ونحن نشاهد ونتابع ونشارك في الجهد الوطني لإظهار وتعرية العدوان الغاشم المدعوم غربيا على غزه، وبجوله في عواصم ومدن المسيرات والوقفات سواء ذات الطابع المؤيد للقضية من( تركيا وايران والعراق وقطر وسوريا ومن يتبعهم في لبنان ) وشوارع بعض الدول الغربية، وذلك الدول المحوسبة بالمعتدله كالاردن ومصر وكثير من الدول العربية والغربية، بمتابعة هؤلاء تلاحظ ان النشاط المعارض للعدوان والحاشد للدعم والذي من المفترض انه صوت الداخل للخارج، نجده في تلك الدول موحدا سواء كان متناسقا مع المواقف الرسمية ام متعارض معها،
الا انه في الأردن استثناء غريب، فالموقف الرسمي وإن لم يكن ثورجيا ولكنه موقف معارض للعدوان ويعمل بجد ضمن حدود إمكانياته في متاهات الاستقطاب الدولي والاقليمي، هذا الموقف يريد البعض من الداخل ولاسباب فئوية او حزبية او طفوله سياسية ان يظهره بعكسه بدلا من تعزيزه ودعمه.

نفهم بل من الواجب في الحد الأدنى ان نكون في الشارع لرفع الصوت تعبيرا عن ضمير كل أردني واردنية ولكن لا نفهم كيف يصر البعض من المحسوبين على أطر سياسية ونقابيه واجتماعيه على إظهار التناقض مع الموقف الرسمي، بل والدعوة للصدام معه من خلال الدعوه احيانا او غض النظر عن تصرفات تبدوا فرديه او جماعية لشباب حانق مكبوت الطاقات، يقوم بحرق واشغال نيران والاعتداء على حرمات بيوت بالجوار لا بل ويتجاوز ذلك إلى الشتم والتشكيك بالمنظومه الأمنية المناط بها حمايته وحماية مصالح وممتلكات الوطن والمواطن والمقيم

هذه التصرفات وهي ظواهر متوقعه في التجمعات والهيجان الشعبي، ان لم يتم المساعدة على ضبطها من القوي الوطنية فهم شركاء فيها او تعجبهم لحصد مكاسب بعيدة كل البعد عن القضية الأساسية التي ندعي الخروج لأجلها،

كون الفلتان و الاندفاعات الشعبية غير محددة الأهداف لا يخدم المبتغى من خروجنا وتعبيرنا.

بصراحة ،في الأردن مكونات حزبية قديمة وحديثة وبينها تنافس ومشاحنات وهناك انتخابات واستحقافات قادمة ،كل هذا يجب أن تبقى وقفاتنا لفلسطين سواء وسط البلد او الرابيه او المحافظات، وان لا تكون تلك الفعاليات منصات لاستعراض القوه والمزاودات على البعض وعلى الجمهور، فكلنا يعي حجم التحدي ومقدار العدوان وان الكيان الغاشم ومن خلفه لا يضيره ان ينفجر الأردن وشوارعه بصدامات داخلية لابل هو مستفيد منها ويرغب بها، ويعمل عليها….. وما هو موجود ع الحدود الشرقيه الا دليل لكل عاقل مخلص

هذا كله يضع القوى السياسية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني بالإضافة للدولة الأردنية أمام واجب المحافظة على تحصين الجبهة الداخلية أمام اي محاولات تخريب وجر وتناحر، بل الواجب توحيد الجهود لمن هم مخلصين في مواقفهم وقطع الطريق على الاستثمار الفئوي والشعارات الفئوية التي يزج بها البعض ،خاصة وان بلدنا صغيرا بحجمه ونعرف بعضنا ولدينا تجارب ودروس واجب الاتعاظ منها، ولنكن لمرة واحدة بوصلتنا الوطن الذي نعيش فيه و فلسطين البوصله والوجدان…. ولتسقط كل الحسابات الفردية والفئوية أمام استقرار الأردن وامام تضحيات الوطن الفلسطيني في غزة والضفة وكل فلسطين .

حفظ الله الوطن وأهله.
دامت فلسطين بعاصمتها القدس
النصر لغزة العزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى