منوعات

حقائق ومفاهيم .. حول الاجسام المضادة لفيروس كورونا المستجد

رؤيا نيوز – يكثر الحديث في المجتمع الاردني حاليا عن الاجسام المضادة لفيروس كورونا في ضوء ارتفاع المنحنى الوبائي وازدياد قلق المواطنين على قضايا عديدة اهمها قضية المناعة والمقاومة لهذا الفيروس وكيفية قياسها ومعرفة فعاليتها، وبالرغم مناستماع المواطن للمسؤولين والمتخصصين في المجال الصحي هنا وهناكالا انه هنالك الكثير من التساؤلات حول تفاصيل هذة القضية وابعادها, لذلك ارتأيت ان اضع بعض الحقائق حول هذا الموضوع كي استطيع الأجابة عن استفسارات وتساؤلات المواطنين الكرام.
وللعمل على فهم هذا الموضوع دعونا نستعرض الحقائق التالية :

1- هنالك نوعان من ردة الفعل المناعي في جسم الانسان:
أ‌. الاجسام المضادةِ Antibodies: وهي مواد سائلة بروتينيه تعمل على حوصلة الفيروس وابطال مفعوله والقضاء عليه .
ب‌. الخلايا المناعية Cellular immunity: وهي نوعان :
– أ – نوع يهاجم الفيروس بشكل مباشر ويبطل مفعوله
– ب- نوع يعمل على انتاج وافراز الاجسام المضادة الخاصة بالفيروس.
ويضع العديد من العلماء المناعة الخلوية في مستوى اكثر اهميةمن الاجسام المضادة كونها ذات ديمومه اطول وفاعلية أكيدة, وقد تبقى متأهبة لسنوات عديدة، الا انها غير خاضعة للقياس بالفحوصات المخبرية السائدة.

2- أن لكل فيروس اجساما مضادة خاصة به ينتجها جسم الأنسان كوسيلة دفاع عن النفس وتعمل هذه الأجسام على ابطال فاعلية الفيروس ومن ثم القضاء عليه. فالاجسام المضادة لفيروس الكورونا المستجد تكون خاصة به وينتجها الجهاز المناعي لمحاربته حصريا ولا تتفاعل مع اي فيروسات اخرى مثل الأنفلونزا وغيرها.

3- تبدأ الاجسام المضادة بالظهور في دم المصاب بعد الأسبوع الأول من الأصابة وتستمر في الصعود حتى الاسبوع الرابع او الخامس ، ثم تصل الى الذروة ، وبعدها تستقر لفترة ما ( غير محدودة) وقد تنخفض مع الوقت, الا ان انخفاضها لا يدعو للقلق ولا يشير الى فقدان المناعة لأن الجهاز المناعي الخلوي قادر على تصنيعها من جديد وبسرعة ملحوظه في حال تعرض الجسم للفيروس في اي وقت لاحق .
4- تظهر الاجسام المضادة بعد عدة ايام من ظهور الأعراض لذلك لا يجوز الاعتماد عليها في تشخيص الاصابة في الايام الاولى من المرض بل يعتمد على فحص ال PCR والذي يحدد وجود او عدم وجود الفيروس نفسه.
5- ان مستوى الاجسام المضادة وكميتها في الدم لا تعكس بدقة قوة او ضعف المناعة ، وذلك بسبب وجود نوع اخر من المقاومة كما ذكرت وهي المناعة الخلوية ( الخلايا المناعية ).
فعلى سبيل الميثال قد تتواجد كمية قليلة من الأسلحة على ارض المعركة لكن قد يكون هنالك كمية كبيرة منها في مخازن الذخيرة وجاهزة للأستعمال اذا استدعى الأمر. لذلك لا داعي لقياس نسبة الأجسام المضادة بعد الأصابة بكوفيد 19 لأن جهازك المناعي قد وصل الى اقصى درجات التأهب.
6- ان وجود الاجسام المضادة الخاصة بكوفيد 19 في دم اي شخص حتى وان كانت بنسبة ضئيلة هو دليل صلب على تعرضه لفيروس كورونا في وقت سابق، وفي اغلب الاحيان تكون نسبة الاجسام المضادة مرتفعة لدى الاشخاص الذين اصيبوا باعراض شديدة ومنخفضة لدى الاشخاص الذين اصيبوا باعراض طفيفة او الذين لم تظهر عليهم اية اعراض اطلاقا.
7- ان وجود الاجسام المضادة في الدم لا يعتبر مانعا لتلقي لقاح الكورونا, لا بل ان اخذ المطعوم سيعمل على تعزيز المناعة ورفعها الى مستوى اعلى مما هي عليه ولا يتسببب اعراض غير مألوفة او يعمل على تفاقم الأعراض الجانبية للمطعوم.
8- ان الاشخاص الذين لديهم اجسام مضادة بمستويات مرتفعه هم اقل حاجة لتلقي لقاح الكورونا من الاشخاص الذين لديهم مستويات متدنية .
9- ان المرضى الذين لم يتسنى لهم عمل فحص PCR للتأكد من اصابتهم بالفيروس يستطيعون الاعتماد على فحص الاجسام المضادة بفيروس كورونا لفترة تمتد لعدة اشهر لمعرفة فيما اذا كانوا قد اصيبوا ام لا.
10- يساعد فحص الاجسام المضادة في عملية المسح الوبائي للسكان لمعرفة مدى انتشار المناعة المجتمعية ومدى تفشي الفيروس بين السكان وبالتالي في وضع الخطط وتحديد الاجراءات السليمة للسيطرة على الجائحة.
11- لا داعي لأجراء فحص الاجسام المضادة قبل اخذ لقاح الكورونا ، فان لم يكن لديك اجساما مضادة فانت بالتأكيد بحاجة الى اللقاح ، وان كان لديك اجساما مضادة فلا مانع من اخذ المطعوم لتعزيز وتقوية المناعة لديك.

مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة
د. عيسى مقدح
8-أذار-2021

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى