Categories: اراء

حماس تغادر جادة الصواب .. المعركة هناك .. والاردن ساحة عصية

محمود علي الدباس

يبدو ان المستجدات على الارض وفي الاقليم ضغطت على قيادات حماس الخارج بشكل جعلها تخرج عن جادة الصواب والرؤية والبصيرة بحقيقة ما ترتكبه من اخطاء استراتيجية.

الاردن الرسمي والشعبي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وطوال السنوات الطويلة الماضية وما قبل قرار حماس تنفيذ عملية السابع من اكتوبر والتي استمرت لساعات وتبعها رد عنيف ودموي لا زال مستمرا حتى الان تسبب بسقوط اكثر من 33 ألف شهيد ومئات الالاف من المصابين واكثر من مليون شرد من منزله في غزة وبات اسير النزوح في جنوب غزة ، قام ويقوم بواجبه القومي والاسلامي والاخلاقي تجاه القضية المركزية “الفلسطينية” مدافعا عن حق الفلسطينين في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة وحق الفلسطينين في تقرير مصيرهم وفقا لقرارات الامم المتحدة.

ولا يمكن ان نحيط بمقال ولا اكثر حجم التضحيات التي قدمها الاردن في سبيل دعم حقوق الشعب الفلسطيني ، والمواقف السياسية والعملية التي دفع ثمنها الاردن على مر العقود الماضية.

بالعودة الى سلوك قادة حماس في الفترة الاخيرة ، والمتمثلة في محاولة القفز عن الدولة الاردنية لتخاطب الجماهير التي تضامنت اخويا وانسانيا مع ما يتعرض له الاهل في غزة ، في محاولة لاستثمار هذا التعاطف الشعبي ، وتحويله الى حالة من حالات الصدام مع دولتهم تحت ذريعة دعم الضغط على الدولة الاردنية ، ولا ندري لماذا الا اذا كان في اطار تنفيذ مخطط اقليمي لضرب الاستقرار في الاردن.

لا سيما وان تصاعد خطاب قادة حماس لتأجيج الشارع الاردني يأتي بعد زيارة وفد قيادات حماس الى ايران ، فهل اصبحت حماس اداة ايران في المنطقة وتريد ان تنفذ اجندات قذرة ، لا يمكن ان تكون بحال من الاحوال في صالح خدمة القضية الفلسطينية.

فالاردن المستقر القوي المتماسك هو السند الحقيقي لامته العربية والاسلامية وقبل كل ذلك لاخوانه في فلسطين ، ولا يمكن ان تنجح اي خطط في ضرب وحدة الشعب الاردني وتماسكه ووقوفه خلف قيادته الهاشمية.

هل ستعود قيادة حماس الى جادة الصواب وتبتعد عن اللعب بالنار ، فقد تخطى الاردن مفاصل عديدة ومهمة بحنكة قيادته وذكاء شعبه ، وايمانه بأن الحفاظ على الاستقرار في الاردن مصلحة لا يمكن ان تغلبها اي مصالح فئوية ، وان تعي بعض الفئات  من داخل الاردن ، ممن غرهم الانسياق خلف ترهات قيادات حماس والتي لاحظنا انها تسير على خير هدى من هذه الاعتبارات بان تعود الى رشدها ، وان تقف بوجه مثل هذه المراهقة السياسية والاخطاء الاستراتيجية التي تقوم بها تلك القيادات.

ورغم كل ما يجري ، سيبقى الاردن والاردنيين وفي مقدمتهم القيادة الهاشمية السند الحقيقي للاشقاء في فلسطين وغزة ، وسيواصل الاردن دوره القومي في تقديم كل ما يمكن من دعم فعلي لدعم صمود الفلسطينين على ارضهم ونيل حقوقهم والعيش في دولتهم المستقلة ، لايثنيهم عن هذا الدور اي مراهقات او محاولات بائسة لخلق صدام بين الشعب والدولة ، وهذا امر لا يمكن ان يراهن عليه احد.

“الاردن ولد في النار ولكن لا ولن يحترق”

editor

Recent Posts

#عاجل.. مدير مستشفى الشفاء بعد الإفراج عنه: الأسرى يمرون بظروف “لم يمروا بها منذ عام 48”

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، عن 50 أسيرا من قطاع غزة، اعتقلوا خلال عدوانها المتواصل…

7 دقائق ago

موريتانيا: فوز الغزواني بفترة رئاسية ثانية

 أعلنت لجنة الانتخابات في موريتانيا، فجر اليوم الاثنين، فوز الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ…

33 دقيقة ago

ارتفاع النفط عالميا وسط توقعات بتراجع المعروض

ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، مدعومة بتوقعات بعجز في المعروض ناجم عن…

48 دقيقة ago

مذكرة تفاهم بين جامعة عمان الأهلية وجامعة العلوم التطبيقية “البحرينية “

وقعت جامعة عمان الأهلية ممثلة برئيسها الأستاذ الدكتور ساري حمدان مذكرة تفاهم مع جامعة العلوم…

58 دقيقة ago

المدن الصناعية الاردنية تستقطب 170 استثمار جديد خلال العام 2023 بقيمة 202 مليون دينار

اعلنت شركة المدن الصناعية الاردنية اليوم عن استقطاب 170 استثمار جديد خلال العام 2023 لمدنها…

ساعة واحدة ago

ديمقراطيون بارزون يستبعدون استبدال بايدن وسط دعوات لانسحابه

استبعد أعضاء بارزون في الحزب الديمقراطي احتمال استبدال الرئيس الأميركي جو بايدن كمرشح عن الحزب…

ساعة واحدة ago