احداث اقتصاديةاقتصاد

خبراء: قطاع الألعاب الإلكترونية يشهد نموا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة

شهد قطاع الألعاب الإلكترونية في الأردن والعالم العربي نموا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة.

وقال خبراء في هذا القطاع، إن مختبر صناعة الألعاب الأردني يدعم الصناعة في هذا المجال، ورفع مستوى الوعي بها بين الجيل الجديد، لكنها في الوقت نفسه تواجه تحديات تتمثل بعدم استمرارية عمل الموظفين العاملين في هذا القطاع، وقلة الموارد البشرية ذات الخبرة، داعين إلى تسليط الضوء على هذه الصناعة لتوعية المجتمع بأهميتها، وتوفير الدعم المادي والمعنوي والدراسات حولها.
ووضعت وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة في أولوياتها توفير الدعم لصناعة الألعاب الإلكترونية وتبسيط إجراءاتها، والمقرر تنفيذها خلال العام الحالي ضمن البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي 2023.
وبدأت الوزارة الشهر الماضي بدراسة لأفضل الممارسات الدولية حول قطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية ستنتهي خلال شهر نيسان الحالي، بالإضافة إلى إعداد مسودة إطار تنظمي لهذا القطاع، بالتعاون مع اللجنة الأولمبية تبدأ في شهر أيار المقبل، وتنتهي في شهر كانون الأول.
وقالت مديرة الإعلام والاتصال ومديرة البرامج والمبادرات بالوكالة في صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية، راما الرواش، إن مختبر صناعة الألعاب الأردني يدعم صناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن، ورفع مستوى الوعي بأهمية صناعة الألعاب بين الجيل الجديد، ومساعدة الشباب على تطوير أفكارهم وتعليمهم أسس تصميم الألعاب الإلكترونية وإنتاجها، بالإضافة إلى التشبيك بين الشباب الأردني المهتمين في المجال والشركات العالمية.
وأوضحت أن المختبر هو عبارة عن مبادرة ملكية سامية في عام 2011، اطلقها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، لتلبية احتياجات المطورين والشركات في تصميم الألعاب الإلكترونية وبرمجتها، ليكون حاضنة لمشاريع الشباب المبدع وتنمية عقولهم، وتوفير الفرصة لتطوير أفكارهم وتنميتها وإخراجها إلى حيز الوجود.
وبينت أن المختبر يهدف إلى توعية المجتمع بأهمية هذه الصناعة، وترويج الأردن كمركز إقليمي للألعاب الإلكترونية، وبناء قدرات الشباب واكسابهم المهارات التقنية اللازمة لتطوير الألعاب الإلكترونية، وتطوير مستوى التعليم في الأردن لتوفير موارد بشرية متميزة في مجال التكنولوجيا وتطوير الألعاب، وإيجاد بيئة حاضنة لمطوري الألعاب الإلكترونية وإشراكهم في تطوير هذا القطاع المهم.
وأشارت إلى أن الالتحاق في المختبر متاح لمن لا يقل عمره عن 9 سنوات، وأن يبدي اهتمامه بمجال صناعة الألعاب الإلكترونية.
ويوفر المختبر- بحسب الرواش، المرافق والأجهزة والبرمجيات الحديثة، والدورات والورشات التدريبية للعضو الجديد، ومتابعة تقدم المنتسبين للمختبر ومتابعة ألعابهم ومشاريعهم، وربط الأعضاء بالشركات المحلية والعالمية.
ولفتت إلى أبرز منجزات المختبر، والمتمثلة بإنشاء سبعة مختبرات مجهزة بأحدث التقنيات في العاصمة، وإربد، العقبة، معان (جامعة الحسين بن طلال)، والزرقاء، والكرك (نادي الإبداع وجامعة مؤتة)، بالإضافة إلى المختبر المتنقل، فيما بلغ عدد المنتسبين إليه حوالي 10000 عضو من مختلف الأعمار.
ووفر المختبر نحو (32569) فرصة مباشرة وغير مباشرة للمستفيدين من الأنشطة والدورات التدريبية التي ينظمها، وحوالي (2381) دورة تدريبية ونشاطا في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، والتعاون والشراكة مع (17) شركة محلية وعالمية متخصصة بهذا القطاع، وتنظيم قمة صناعة الألعاب الإلكترونية منذ عام 2011 بشكل سنوي، واستضافة المؤتمر العالمي لصناعة الألعاب الإلكترونية منذ عام 2019، ونظم المختبر المتنقل 302 زيارة لمختلف محافظات المملكة عقد خلالها 1129 ورشة استفاد منها 14224 شابا وشابة.
وبينت أن صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية أطلق نافذة تمويلية لدعم مطوري الألعاب الإلكترونية بهدف بناء قدرات الشباب، وتعزيز مستوى كفاءاتهم وقدراتهم الإنتاجية في مجال هذه الصناعة.
وقال الشريك التقني للمختبر نور خريس إن أبرز التحديات التي تواجه قطاع صناعة الألعاب في المنطقة هي استمرارية عمل الموظفين العاملين في هذا القطاع من مبرمجين ومصممين، وعدم توفر تخصصات ومخرجات جامعية تتوافق مع متطلبات القطاع المتنامية، وصعوبة القيام بعمليات الشراء داخل التطبيق لأن نسبة كبيرة من المستخدمين هم من الفئات العمرية الصغيرة والطلاب الذين يصعب عليهم الحصول على اعتماد (credit).
بدوره، قال المدير التنفيذي لشركة (ماد هوك) حازم الحنبلي، إن الشركة هي لتطوير ألعاب للهاتف المحمول وأنشئت عام 2018، محققة حوالي 50 مليون تحميل لألعابها، مبينا أن التحديات التي تواجه المطور الأردني في قطاع الألعاب الإلكترونية، تتلخص بقلة الموارد البشرية ذات الخبرة، وصعوبة المنافسة مع الشركات العالمية عند إطلاق الألعاب عالميا، وصعوبة الحصول على بعض الأدوات اللازمة لصناعة الألعاب بسب عدم توفرها وأسعارها المرتفعة.
ودعا الحنبلي إلى تسليط الضوء على هذه الصناعة وتوعية المجتمع بأهمية تعلمها، وإيجاد صندوق استثماري متخصص لدعم الشركات الناشئة في هذا القطاع، بالإضافة إلى استحداث تخصصات حصرية بصناعة الألعاب في الجامعات الحكومية،لما لهذا القطاع من اهمية في توفير الدخل وفرص عمل جديدة وجلب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة.
من جهته، قال المدير التنفيذي لشركة (ربابة جيمز) حسام الناطور، إن الشركة مختصة بتصميم وتطوير ألعاب إلكترونيه تأسست عام 2013، وأصدرت لعبتها الرئيسة (هجولة) في عام 2016 على الأجهزة المحمولة و(البلايستيشن)، محققة نجاحا ملحوظا بحصولها على حوالي 120 مليون تحميل على الأجهزة المحمولة، وفي عام 2017 جرى إصدارها في متاجر (بلايستيشن)، وباعت اللعبة حوالي من 500 ألف نسخة.
وأضاف أن أبرز التحديات التي يمر بها مطور الألعاب الإلكترونية هي الدعم المادي لغياب الدعم أو الاستثمار بالألعاب الإلكترونية بسبب عدم الوعي بأهمية هذه الصناعة، مشيرا إلى أنه في عام 2022 وصلت قيمة أرباح الألعاب الإلكترونية نحو 170 مليار دولار على مستوى العالم.
وأوضح أن عدد الموظفين المهتمين بهذه الصناعة لا يتجاوز في الأردن 400 موظف يعملون في جميع شركات الألعاب الإلكترونية، داعيا إلى توفير دعم مادي ومعنوي وعمل دراسات لأهمية صناعة الألعاب الإلكترونية ووضع خطط بمساعدة الأفراد المبدعين بالشركات الأردنية والعربية والعالمية.
بدوره، قال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة (شنب) للألعاب الرقمية، عبيده رواشدة، إن هذه الشركة المتخصصة في تطوير الألعاب الرقمية للهواتف المحمولة، والتي تأسست في عام 2016، احتلت المرتبة 17 لأفضل شركات الألعاب في الشرق الأوسط مع حوالي 10 ملايين تحميل لألعابها.
وأضاف رواشدة أن قطاع صناعة الألعاب وتكنولوجيا المعلومات، يسهم في توفير فرص عمل وزيادة الإنتاجية وتحسين الخدمات التي يتلقاها المستهلك، وفي جذب الاستثمارات الأجنبية، ما يتطلب مزيدا من الدعم لتطويره؛ مثل زيادة التشجيع على الاستثمار في صناعة الألعاب، ووضع التشريعات والقوانين لتسهيل عملية الاستثمار، وتوفير الحوافز والامتيازات للشركات الناشئة مثل تخفيض الضرائب وتقديم المساعدة المالية والتدريب والتوجيه، بهدف دعم وتعزيز نمو الصناعة وتوفير فرص العمل الجديدة وتحسين الاقتصاد الوطني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى