وقال الدكتور تشارلز مارشال، مؤلف الدراسة الرئيسي، وكبير المحاضرين السريريين، واستشاري طب الأعصاب الفخري بمعهد “ولفسون لصحة السكان” في جامعة “كوين ماري أوف لندن”، إنّه “يمكن أن يكون تشخيص الخرف مدمرًا، لكن غالبًا ما توصف الفترة التي تلي التشخيص مباشرة بأنها الأكثر معاناة”.
وقالت بيث كالمير، نائب رئيس الرعاية والدعم لجمعية الزهايمر، غير المشاركة في الدراسة إنّ “تلقّي تشخيص لمرض الزهايمر في سن مبكرة أمر نادر، وغير متوقع، وهائل، ما يجعل تقبله أمرًا غاية في الصعوبة”.
ولفتت إلى أنّ “أحد أهم الأمور التي يمكن أن تقولها لمن شُخّصت إصابته بمرض الزهايمر أنه ليس وحيدًا وأنّ الدعم له متاح”.
صغيرة لكنها مهمة
وكانت أبحاث سابقة أثبتت وجود علاقة واضحة بين الخرف والانتحار، ضمنًا دراسة وضعها علماء جامعة ييل عام 2021. وأوضحت كالمير أنّ “البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، وشُخّصت إصابتهم بمرض الزهايمر كانوا أكثر عرضة للوفاة انتحارًا بمقدار الضعف مقارنة مع البالغين الأكبر سنًا الذين لم يعانوا من الخرف”.
وتصيب غالبية حالات الخرف كبار السن، لكن الحالات المزمنة والخيارات السلوكية قد تلعب دورًا، وفقًا لما ذكرته كالمير. وأوضحت: “البدانة، والسكري، وأنماط الحياة المتّسمة بقلة الحركة لدى الشباب آخذة بالارتفاع بسرعة، وهذه عوامل خطر تؤدي للإصابة بالخرف”.
وشملت الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة “JAMA Neurology” الاثنين، 95 مريضًا، عدد قليل منهم ماتوا انتحارًا عقب اكتشاف إصابتهم بالخرف. ورغم ذلك، قال مارشال إن ذلك لم يقلّل من قيمة الدراسة التي حدّدت المجموعات الفرعية الأكثر ضعفًا وفترة الثلاثة أشهر.
ووجدت الدراسات السابقة أيضًا علاقة بين تشخيص الخرف والانتحار لدى الأشخاص الذين شخصوا بسنّ مبكرة.
وبينما لم تتمكن الدراسة الجديدة من تحديد سبب ذلك، فقد أشار مارشال إلى نظرية العلاقات الشخصية للانتحار كإجابة محتملة.
ولفت مارشال إلى أنّ “الأعباء المتصورة تمثّل ركيزة أساسية للسلوك الانتحاري”، مشيرًا إلى “أنّ هذا الإحساس بالأعباء قد يكون أعلى لدى المرضى الأصغر سنًا المصابين بالخرف والذين يرجح أن يكونوا في سنوات عملهم المنتجة، بالإضافة إلى مسؤوليات رعاية الأسرة”.
وكتب مارشال وزملاؤه في الدراسة الأخيرة، أنّ نتائج مثل هذه الدراسات تشير إلى أنّ على الأطباء إجراء “تقييم قوي لمخاطر” علامات الانتحار في وقت التشخيص.
وأضاف: “نحن نعلم أن مرض الزهايمر المبكر قد يتسبب بتراجع الحالة المزاجية، والقلق، والعزلة الاجتماعية. وتابع في حديثه مع CNN: “قد تكون هذه الأعراض أسبابًا ومؤشرات لخطر الانتحار”.
دعم من تحب
ولفتت كالمير إلى أهمية الوعي حول الخرف، لا سيما عند تشخيص مريض شاب بإصابته بمرض الزهايمر، فإن ذلك يُعد خطوة أولى مهمة لدعم الشخص الذي يتلقى تشخيصًا مبكرًا.
واقترحت وضع الخطط الصحية والمالية في وقت مبكر حتى يتمكن الشخص المصاب بالخرف من المشاركة في تلك القرارات.