منوعات

دراسة تكشف وسيلة قد تساعد بحماية الأطفال من حساسية الفول السوداني

كشفت أدلة جديدة عن أن إطعام الأطفال زبدة الفول السوداني أثناء الرضاعة والطفولة المبكرة يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بحساسية الفول السوداني بعد سنوات.

ارتبط البدء بتناول الفول السوداني بمرحلة الطفولة، في وقت مبكر من عمر 4 أشهر تقريبًا، كمعجون ناعم مهروس، على سبيل المثال – والاستمرار بتناوله في انتظام حتى عمر 5 سنوات تقريبًا، بانخفاض معدل حساسية الفول السوداني بنسبة 71% بين المراهقين في المملكة المتحدة، وفقا لدراسة نشرت الثلاثاء في المجلة الطبية “NEJM Evidence”.

قال جديون لاك، وهو أستاذ حساسية الأطفال في جامعة “كينغز كوليدج لندن” ومؤلف الدراسة، في رسالة بالبريد الإلكتروني: “لم أتفاجأ تمامًا لأن الأطفال في إسرائيل يتعرضون للفول السوداني في وقت مبكر ولا يبدو أن الحساسية تظهر في مرحلة المراهقة أو البلوغ.

وأضاف: “تتطور حساسية الفول السوداني في وقت مبكر لدى غالبية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 شهرًا. وإذا كنت تريد الوقاية من مرض ما، فيجب القيام بذلك قبل أن يتطور المرض”، موصحُا أن هذه الظاهرة البيولوجية تعتمد على مبدأ مناعي يُعرف باسم تحريض التسامح الفموي.

وأشار لاك إلى أن “الفئران أو حيوانات التجارب الأخرى التي تتغذى على أطعمة مثل البيض، أو الحليب، أو الفول السوداني، لا يمكنها أن تصاب بهذه الحساسية لاحقًا”.

وبدءاً من عام 2000، أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتأخير تقديم الفول السوداني حتى عمر 3 سنوات، لكنها أنهت تلك التوصية في عام 2008.

وبعد حوالي عقد من الزمن، في عام 2019، قامت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتحديث إرشاداتها موضحة أن تأخير تقديم الأطعمة المسببة للحساسية لا يمنع المرض وأن “هناك الآن دليل على أن الإدخال المبكّر للفول السوداني قد يمنع حساسية الفول السوداني”.

وأصبحت الحساسية الغذائية مصدر قلق متزايد للصحة العامة في الولايات المتحدة، إذ تشير التقديرات إلى أن حساسية الفول السوداني تؤثر على حوالي 2% من الأطفال في الولايات المتحدة، أو نحو 1.5 مليون شخص تقل أعمارهم عن 18 عامًا.

يُعد الفول السوداني من بين أنواع الأطعمة التي يمكن أن تسبب أخطر ردود الفعل التحسسية، بما في ذلك خطر الحساسية المفرطة التي تهدد الحياة.

من جهتها، قالت الدكتورة جين مارازو، وهي مديرة المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، في بيان صحفي الثلاثاء: “يجب أن تعزز النتائج التي توصلنا إليها اليوم ثقة الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية بأن إطعام أطفالهم الصغار منتجات الفول السوداني بدءًا من مرحلة الطفولة وفقًا للمبادئ التوجيهية المعمول بها يمكن أن يوفر حماية دائمة من حساسية الفول السوداني”.

وتابعت: “إذا نفّذت على نطاق واسع، فإن هذه الإستراتيجية الآمنة والبسيطة يمكن أن تمنع عشرات الآلاف من حالات حساسية الفول السوداني بين 3.6 مليون طفل يولدون في الولايات المتحدة كل عام.”

وتضمنت الدراسة الجديدة، التي تسمى تجربة “LEAP-Trio”، بيانات حول أطفال في المملكة المتحدة شاركوا كأطفال في دراسة لحساسية الفول السوداني تُسمى تجربة “LEAP”.

بشكل عام، عندما بدأ الأطفال بتناول الفول السوداني في مرحلة الطفولة واستمروا في تناوله حتى سن الخامسة تقريبًا، بدا أن هذا يوفر “تحملًا دائمًا” للفول السوداني في مرحلة المراهقة، وفقًا للباحثين.

تُعتبر النتائج الجديدة  “مطمئنة” لفكرة الإدخال المبكر للفول السوداني، الذي لم يقلل فحسب من تطوّر حساسية الفول السوداني، بل الحماية استمرت حتى مرحلة المراهقة حتى عندما توقّف الأطفال عن تناول الفول السوداني باستمرار بعد سن الخامسة، حسبما ذكره الدكتور بورفي باريك، وهو اختصاصي الحساسية والمناعة في جامعة نيويورك لانغون في نيويورك، الذي لم يشارك في البحث الجديد، في رسالة بالبريد الإلكتروني، يوم الثلاثاء.

وعند إدخال الفول السوداني في النظام الغذائي للرضيع، يوصى باستخدام زبدة الفول السوداني الناعمة على شكل هريس، وتجنب قطع الفول السوداني التي قد تشكّل مخاطر الاختناق.

وقد دعمت الدراسات السابقة أيضًا هذه النتيجة ومفادها أن تقديم الفول السوداني في وقت مبكر يحفز التحمل، ولكن تعريف طفلك بالفول السوداني يجب أن يكون قرارًا مشتركًا مع طبيب الأطفال الخاص بك، حسبما ذكره الدكتور دانيال ديجياكومو، وهو اختصاصي مناعة الأطفال في مستشفى K. Hovnanian للأطفال في المركز الطبي بجامعة جيرسي شور في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى