Categories: اراء

دولةُ القانون “هذا ما أرادهُ جلالةُ الملك”

إن المتابعَ للمشهدِ السياسي في الأردنِ يستشعرُ الحرص الكبير على تدعيمِ المسار الديمقراطي حيثُ سَعت الدولةُ الأردنية ومنذُ تأسيسها إلى ضمانِ الحريات وإشراكِ المواطن بصُنعِ القرار, وما كانَ حرص جلالةَ الملكِ على إتمامِ العملية الإنتخابية في موعدِها المحددِ وبالرّغم من تَداعياتِ الوضعِ الوبائي، إلا تأكيداً واضحاً على ذلك.

إن نجاحَ العملية الإنتخابية وتحقيقها لنسبةِ إقتراعٍ قريبةٍ من الدورات الماضية (مع الأخذِ بالاعتبار وباء كورونا) يعتبرُ إنجازاً حقيقياً اجتمعَ على تحقيقه جميع المؤسسات الوطنية بشكلٍ عام والمؤسسة الأمنية بشكلٍ خاص, لاسيما وانه تم نشرِ قُرابةَ الخمسين ألف رجل أمن عام لِضمان نزاهة الإنتخابات وحماية مُجرياتها.

إن ما جرى بعدَ إعلانِ نتائج الإنتخابات النيابية يعتبرُ من الظواهرِ المؤسفة والمحزنة التي أزعجت الجميع , وقد تحدثَ جلالة الملك عنها من خلالِ تغريدة جلالته على حسابهِ بتويتر وقال (المظاهرُ المؤسفة التي شهدناها من البعض بعد العملية الانتخابية، خرق واضح للقانون، وتَعدٍّ على سلامة وصحة المجتمع، ولا تُعبّر عن الوعي الحقيقي للغالبية العُظمى من مواطنينا في جميع محافظات الوطن الغالي نحن دولة قانون، والقانون يطبق على الجميع ولا إستثناء لأحد، وهنا لا بد من العمل وبشكلٍ مُجتمع على اجتثاث مثل هذه الفئة من المجتمع التي تعتبر مصدر أذى وبؤرة خطورة على المواطنين لما تحمله مثل هذه الممارسات وخصوصًا إطلاق العيارات النارية من مآس تنالُ من الأرواحِ البريئة التي لا ذنب لها, وهُنا يُطرح سؤالً على غايةٍ كبيرةٍ من الأهمية وهو كيفية قراءة رسالة جلالة الملك وتطبيقها على أرضِ الواقع, وهُنا تتضح المفاتيح والخطوط العريضة وهي أننا دولة قانون وأنه لا وجود لاستثناءٍ لأحد فدولة القانون التي تعتمد على الركائزِ والثوابتِ التي لا يُقبل الخروج عليها بأي شكلٍ من الأشكالِ تصبح بمثابةِ السد المنيع في وجهِ الخارجين على القانون وهم وبحمد الله قلة فلا بد من تشديدِ الخناق عليها ومحاولة إصلاحهم فإن صلحوا فبها ونَعِمَت وإن أبوا فلا بد من الضرب بيدٍ من حديدٍ، وهنا يأتي دور المجتمع بعدم قبولهم وعدم التوسط لهم لما يضمرونه من سوءٍ وأذى للأفراد والمجتمع.

أما عن رفضِ الاستثناءات في حديثِ جلالة الملك فهو ما تم التشديد عليه أكثر من مرةٍ لِيُصار إلى اتّباعه ضمن الأبجديات الأساسية في مسارِ الدولة الأردنية ليأخذ كل ذي حقٍ حقه ويصار إلى نهجِ المحاسبة دونَ استحياءٍ, وهنا لا بُد على الجميع الاجتماع على قلبِ رجلٍ واحدٍ خلف جلالة الملك والمُضي على خُطاه ونهجه الساعي إلى تعزيز الدور المؤسسي ليبقى الأردن مثالاً للحضارة والرُقي والالتزام بالتشريعات والقوانين لتتوحد الأصوات في صوتٍ واحدٍ يَصدح بالحقِ ويقول معكَ يا جلالة الملك وبكَ ماضون.

Mahmoud Dabbas

Recent Posts

وفيات الثلاثاء 2-7-2024

وفيات يوم الثلاثاء الموافق 2-7-2024 سوسن مصطفى عبدالحليم الداوود سعاد (محمد أشرف) (محمد شريف) رمو…

7 دقائق ago

المحامي الشاب توفيق الدباس في ذمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي…

15 دقيقة ago

المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية يصدرُدراسة حول الفجوة الكمية والنوعية بين جانبي العرض والطلب في قطاع السياحة

  أصدر المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية التابع للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا دراسة الفجوة الكمية…

26 دقيقة ago

نص.ر الله غير مكانه بعد تلقيه تحذيرا من المخابرات الإيرانية بأن إسرائيل تنوي تصفيته

ذكر موقع "epoch" العبري في تقرير نشر مؤخرا أن أمين عام حزب الله اللبناني حسن…

32 دقيقة ago

بدء التسجيل للدورة الصيفية لامتحان “الشامل” الأسبوع المقبل

أعلن رئيس جامعة البلقاء التطبيقية، رئيس اللجنة العليا للامتحانات أحمد فخري العجلوني مواعيد التسجيل والامتحانات…

49 دقيقة ago

8672 طالبا استُشهدوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة

قالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، إن 8672 طالبا استُشهدوا و14583 أصيبوا بجروح منذ بدء…

58 دقيقة ago