احداث اقتصاديةاقتصاد

ابو حمور : الحرب الروسية – الأوكرانية قد تغيّر التكتلات العالمية وتنشئ تحالفات وقوى دولية واقتصادية جديدة

أكد الأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبو حمّور خلال ترؤسه الجلسة الأولى لندوة تأثير الطاقة على التوازنات السياسية والاقتصادية الدولية التي نظمتها مؤسسة منتدى أصيلة في المملكة المغربية خلال الفترة ما بين (24-27/10/2022)، أن الحرب الروسية – الأوكرانية قد تغيّر التكتلات العالمية وتنشئ تحالفات وقوى دولية واقتصادية جديدة، كما أن هذه الحرب فاقمت أزمة الضغوط الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا، في الوقت الذي تخطت فيه بعض دول العالم حالياً المرحلة الحرجة من الجائحة.

وأضاف د. محمد أبو حمّور في كلمته أن الاقتصاد العالمي بأكمله يواجه أيضاً تحديات تباطؤ النمو وزيادة سرعة التضخم وأزمة في الإمدادات نتيجة الحرب الروسية – الأوكرانية، وذلك من خلال ارتفاع أسعار السلع الأولية ولا سيما النفط والغاز الطبيعي والقمح، وانقطاع سلاسل الإمداد بين الاقتصادات المجاورة، وتراجع الثقة لدى مجتمع الأعمال، وزيادة شعور المستثمرين بعدم اليقين، مشيراً إلى أنه من المتوقع حسب تقارير دولية أن يصل تباطؤ النمو العالمي من 6,1% تقريباً في عام 2021 إلى 3,6% في عامي 2022 و2023، وهو ما يعني تراجع التوقعات السابقة لصندوق النقد الدولي بمقدار 0.8% و0,2% لعامي 2022 و2023، كما يتوقع أن يتراجع النمو العالمي إلى حوالي 3,3% على المدى المتوسط أي بعد عام 2023.

وقال د.أبو حمّور: إن هذه الحرب دعت إلى مفاضلات أكثر تعقيداً على مستوى السياسات ولا سيما المفاضلة بين التصدي للتضخم وحماية التعافي، وبين دعم الفئات الضعيفة وإعادة بناء هوامش الأمان المالي والغذائي، مما ألزم صناع القرار على معالجة ضعف الهيكلية الاقتصادية التي ظهرت قبل الأزمة بفترة طويلة، وذلك من خلال تحسين مناخ الأعمال المحلية لإيجاد ظروف أكثر ملاءمة لريادة الأعمال والابتكار، وتعزيز شبكة الحماية الاجتماعية وتحسين السياسات المالية، ووضع خطط تقوم على الاعتماد على المصادر الذاتية للدولة، وتطوير التعامل مع الأزمات المترتبة على الحرب وفق رؤية استراتيجية تأخذ في اعتبارها مختلف المتغيرات الآنية والمستقبلية، وبما يتلائم مع الظروف الموضوعية في كل دولة من الدول.

كما دعا د.أبو حمّور الدول العربية إلى العمل الجاد والمشترك نحو دعم الأمن المائي والغذائي خصوصاً أنها من أكبر المستوردين للغذاء بمعدل يصل إلى 285 دولاراً للفرد سنوياً، وإيجاد حالة من الاكتفاء العربي في السلع الاستراتيجية وخصوصاً الحبوب للوصول إلى الأمن الغذائي، وأن تتعاون الدول العربية الحليفة في منظمة “أوبك” من خلال الاستفادة من أرباح ارتفاع أسعار النفط والغاز للقيام بمشروع عربي لزراعة الحبوب في الدول العربية المؤهلة للزراعة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، مبيناً أن من أهم أسباب التراجع الاقتصادي في بعض الدول العربية ضبابية الفكر التنموي وغياب الرؤية الاقتصادية، وتجاهل التحولات الاجتماعية السلبية الناتجة عن تفاقم مشكلات الفقر والبطالة.

يذكر أن الندوة التي يشارك فيها خبراء ومسؤولون في مجالات الطاقة والاقتصاد تهدف إلى دراسة التطورات الرئيسية في مجال الطاقة خلال السنوات القليلة الماضية، وما رافق ذلك من ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي، ودراسة الأزمة المناخية والبيئية وخصوصاً المخاطر المرتبطة بأزمة الطاقة، وأهمية التوجه إلى الاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة والاستثمار في هذه الموارد كآفاق مستقبلية لأمن الطاقة العالمي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى