رفع أميركا عقوباتها عن بعثات روسيا.. هل يمثل انفراجا للأزمة؟

في تطور لافت قد يؤشر لحدوث انفراجات في العلاقات المتوترة بين موسكو وواشنطن، وصف السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، الجمعة، قرار واشنطن رفع القيود المفروضة على البعثات الدبلوماسية الروسية بأنه خطوة بالاتجاه الصحيح.

وقال أنتونوف إن: “قرار وزارة الخزانة الأميركية برفع القيود المالية عن البعثات الدبلوماسية الروسية، رغم أنه جاء متأخرا، خطوة في الاتجاه الصحيح”.

وأضاف: “أملنا في أن تدرك البنوك الأميركية بشكل صحيح إشارة الجهة الرقابية المالية، وأن تتوقف عن عرقلة التحويلات اللازمة لضمان سير عمل المؤسسات الروسية بشكل طبيعي”.

بوادر انفراج

يرى مراقبون أن هذا الإجراء الأميركي قد يكون نتاج تقارب ولو طفيف بين الجانبين، من خلال قنوات الاتصال الدبلوماسية والأمنية وراء الكواليس، وأن الإشادة الروسية به تعكس تطور مناخ أقل تشنجا وحدة في التعاطي بين العاصمتين، بعد شهور طويلة من احتدام الصراع بينهما على وقع الحرب الأوكرانية.

ويرى خبراء أن مصلحة كافة الأطراف المتورطة والمعنية بالأزمة الحادة التي فجرتها حرب أوكرانيا، وفي مقدمهما أميركا وروسيا، باتت تقتضي تغليب الخيار الدبلوماسي لمعالجة الأزمة، التي ربما يكون الاستثمار في تأجيجها وفقهم في سياق صراعات ومزاحمات النفوذ والسيطرة بين لاعبيها الكبار، قد بات خيارا مكلفا ومدمرا للجميع.

تخفيف حدة التوتر

وفق رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية رائد العزاوي، فإن “الولايات المتحدة وحسب مصادر متطابقة وموثوقة، تسعى منذ شهرين لتخفيف حدة التوتر مع روسيا على خلفية الحرب الأوكرانية، وهناك تواصل بين قيادات أجهزة الاستخبارات والأمن في كلا البلدين، وثمة حتى حديث عن تفعيل الخطوط الدبلوماسية بين الطرفين”.

وأوضح العزاوي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “إلى جانب تشجيع واشنطن كييف على الانخراط في حوار جاد مع موسكو، وحثّ العواصم الأوروبية كذلك على الحوار معها، هناك سعي واشنطن لفتح قنوات اتصال عبر أطراف ثالثة مع الروس، بغية بلورة مناخات إيجابية تمهد لحل سلمي وسياسي للصراع في أوكرانيا”.

وتابع: “الخطوة الأميركية بتخفيف ورفع بعض العقوبات والقيود على التحويلات المالية إلى البعثات والشخصيات الدبلوماسية الروسية في الخارج، والتي رحب بها السفير الروسي بواشنطن، دليل على أن الولايات المتحدة تسعى لتقليص حجم التبعات الخطيرة للحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها القاسية على الاقتصاد الأميركي واقتصاد منطقة اليورو ومختلف اقتصادات العالم”.

وبيّن أن إدارة الرئيس جو بايدن “تحاول تخفيف وطأة تمادي الصراع أكثر مع روسيا في الملعب الأوكراني، حيث أن تكاليف الصراع على أمن العالم بمجال الطاقة والغذاء باتت تفوق قدرة الجميع على التحمل والمكابرة والمضي في التصعيد، في ظل انفلات معدلات التضخم وارتفاع أسعار المحروقات والحبوب والغلال بشكل مهول عالميا، ما يهدد بتفجير الاستقرار الاجتماعي والسياسي في الولايات المتحدة ومختلف بلدان الكتلة الغربية”.

واختتم العزاوي حديثه قائلا: “لابد من وضع نهاية لهذه الحرب الفظيعة بأسرع وقت، والركون لخيار التفاوض والحوار، حيث لا يمكن بقاء الأزمة على حالها المشتعل هكذا، ويبدو على ضوء ما يحدث من انفراجات ولو رمزية وأولية في مشهد التصادم الروسي الأميركي، أن كافة الأطراف تريد الآن إنهاء الحرب بطريقة أو أخرى”.

Mahmoud Dabbas

Recent Posts

48.5 دينارا سعر الذهب عيار 21 في السوق المحلية

بلغ سعر غرام الذهب عيار 21، الأحد، 48.5 دينارا لغايات البيع من محال الصاغة، مقابل…

34 ثانية ago

فنانة مصرية شهيرة تنجو من حادث سير مميت

كشفت الفنانة المصرية الشهيرة نشوى مصطفى تعرضها لحادث خطير بسيارتها تسبب في حدوث إصابات بليغة…

19 دقيقة ago

موجة حر شديد تضرب 3 دول عربية

تشهد عدة أجزاء من شبه الجزيرة العربية موجة حر شديد من المحتمل أن تصل معها درجات…

29 دقيقة ago

#عاجل.. شهداء في قصف للاحتلال الإسرائيلي على غزة في اليوم الـ275 للعدوان

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين، فجر الأحد، في قصف صاروخي ومدفعي وإطلاق نار من قبل…

43 دقيقة ago

كولومبيا تسحق بنما وتصعد لقبل نهائي كوبا أمريكا

أحرز جيمس رودريجيز هدفا وأسهم في صنع هدفين آخرين بينما سحقت كولومبيا منتخب بنما 5-صفر…

58 دقيقة ago

أوروجواي تهزم البرازيل بركلات الترجيح وتصعد لقبل نهائي كوبا أمريكا

فازت أوروجواي على البرازيل 4-2 بركلات الترجيح اليوم الأحد، وتأهلت للدور قبل النهائي في بطولة…

ساعة واحدة ago