مجتمع

سوق جبل الحُسين.. سلوكات عبثية تشوه جماليات المكان

 بسلوكيات عبثية وغير مسؤولة، يتحول مشروع تجميل جبل الحسين الذي نفذته أمانة عمان الكبرى إلى مكان تشوهه النفايات وفوضى الاصطفاف المزدوج رغم الجهود الدؤوبة من الجهات المعنية وعلى مدار الساعة للمحافظة على المكان هادئا ونظيفا وجميلا، وسياحيا.

وكانت أمانة عمان الكبرى أنجزت مشروع تطوير وسط جبل الحسين بكلفة مالية كبيرة شملت أعمال مرحلته الأولى تأهيل جزيرة سكينة الوسطية بتصغيرها من 12 مترا إلى 10 أمتار وإعادة الشارع لوضعه السابق بثلاثة مسارب، وإعادة تأهيل الأرصفة في تقاطع فراس، وتنظيم مسارب السير باتجاه ميدان جمال عبد الناصر (الداخلية) وبالاتجاهين بحيث تكون متساوية ومنظمة.

وشملت عملية التطوير مؤشرات أرضية ملموسة لاستخدام ذوي الإعاقة البصرية “بلاط التكتايل”، الذي يعد لغة عالمية مصبوبة على الأرض على شكل بلاط يتلمسه الكفيف بعصاه ليتمكن من تحديد الاتجاهات المطلوبة والمسارات، بالإضافة إلى أعمال أخرى من تهيئة الأرصفة وإزالة العوائق التي تعترض حركة المشاة.

وكالة الأنباء الأردنية (بترا) تجولت في أحد أجمل جبال العاصمة والذي ازدهر منذ ستينيات القرن الماضي وحمل اسم جبل الحسين، ورصدت ما حلَّ بمشروع تطويره والذي افتتحت المرحلة الأولى عام 2019، أي قبل 4 سنوات، حيث رصدت سلوكات يومية في النهار والليل تركت مكاره واعتداءات على الأرصفة وإشعال الأراجيل في أماكن غير مخصَّصة لذلك.

مرتادون لهذا لسوق الحيوي يروون معاناتهم عند دخول هذا المكان الجميل الذي يُعدُّ جزءًا من تاريخ الأردن سواء للتسوق الاستمتاع بجمالياته، والسبب كما يقولون، سلوكات بعض الأشخاص خاصة في ساعات المساء والليل، وعدم وجود مواقف مجانية، والتعدي على المرافق التي وفرتها الأمانة.

وخلال الجولة توافقت شكاوى أصحاب محلات تجارية مع أهالي منطقة جبل الحسين وروادها من الازدحام المروري وعدم وجود مواقف مجانية خاصة للمتسوقين، مشيرين الى التعدي على الأرصفة من بعض أصحاب المصالح وتحويلها الى مواقف لسياراتهم طيلة ساعات عملهم، ما يحرم مرتادي السوق من حقهم الطبيعي بالسير الآمن على الأرصفة، وتعريضهم لمخاطر السير في حرم الشارع وبين المركبات.

فؤاد صاحب محل مجوهرات قال، انه “يعاني يوميا خلال بحثه عن مكان للاصطفاف، ومثله يعاني مرتادو السوق الذين عبثا يحاولون العثور على موقف لمركباتهم.

أما خالد وزوجته ايمان فيعربان عن استيائهما من الحال التي وصل اليه الوضع في جبل الحسين، “فالمشي في هذا المكان أصبح مسألة مزعجة رغم جمالياته نتيجة الانتهاكات على الأرصفة والتعدي عليها وعدم وجود اماكن اصطفاف لمركباتهم وكذلك عدم تمكنهم من قطع الشارع من خلال ممر المشاة المخصص لهم والذي تغلقه مركبات اصطفت على جانبي الطَّريق”مطالبين الجهات المسؤولة بالتدخل لحفظ حق المواطن بالرصيف.

ويبدي ابو احمد انزعاجه من المخالفات التي تتم بحق بيئة جبل الحسين، مشيرا الى أن النفايات التي يجمعها عمال الوطن على مدار الساعة، لا تلبث أن تتجدد خلال دقائق بسبب ممارسات خاطئة من بعض مرتادي المكان.

ويشير ابو أحمد الى “تحول نوافير المياه إلى حاوية لأكواب القهوة والأكياس الفارغة وبقايا الأكل. إنه أمر مؤسف”، مؤكدا مسؤولية مرتادي المكان في هذه المسألة تحديدا.

مجالس السَّمر والسَّهر غير المسؤولة، بحسب تعبير المحامي محمد، تحول دون تحقيق رغبته في إحضار عائلته للتنزه في جبل الحسين خاصة في فترات المساء لاستعادة ذكرياته التاريخية والتمتع باللمسات الجمالية التي أضفها عليه مشروع تحسينه وتجميله، مضيفًا أنَّ “ما يزيد الطين بلة” ان هناك من يحول الأرصفة إلى مقاهٍ تقدم فيها الأرجيلة والمشروبات الأخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى