شركات الطيران الوطنية اين الخلل وما هي اسباب ضعف التنافسية !!

رؤيا نيوز – تشكو شركات الطيران الوطنية شكوى مريرة من عدم الالتفات لها من قبل مسؤولي القطاع السياحي والنقل الجوي ، وان هناك ايادي خفية تعمل ضدها لإجهاضها واخراجها من دائرة المنافسة ، وعدم تمكينها من الاستفادة من اية حوافز او دعم.

ويبدو ان هذا الطرح قد اراح تلك الشركات من عناء البحث عن اسباب تراجع تنافسيتها وعدم استفادتها من برامج الدعم والتحفيز التي تمنح لشركات عالمية تعمل على الطيران منخفض التكاليف.

اذ للوهلة الاولى يقتنع المتلقي بوجهة نظر تلك الشركات وانه يقع عليها ظلم وان هناك مؤامرة ما لتصفيتها واخراجها من السوق!!

الا ان المتابع للشأن السياحي يرى القضية من عدة زوايا وليس من زاوية واحدة ، وتتمثل هذه الرؤية بمدى قدرة الشركات الوطنية على تقديم خدمة مماثلة للشركات الاجنبية التي تمتلك اسطولا حديثا من الطائرات بعكس الشركات الوطنية التي تمتلك عدد محدود جدا من الطائرات وعمرها لا يعتبر حديثا مقارنة بالشركات الاجنبية .

وبالتالي فإن الخيارات هنا يحددها الراكب او السائح وينظر الى نوعية الطائرات وحداثتها وطرازها ومأمونيتها بشكل عام.

وهنا تظهر التنافسية بين الشركات وتفضيل السائح شركة طيران على اخرى .

اذا الموضوع لا يوجد فيه مؤامرة ولا استهداف ، ولا يعدو ان يكون من ضمن آليات السوق في العرض والطلب والتفضيل من عدمه.

وهنا تظهر حقيقة الموضوع باختصار بأن على الشركات الوطنية اما الاندماج في شركة واحدة لتقديم خدمة طيران منخفض التكاليف بحيث يكون رأس مالها موحد وموجه لرفع جودة الخدمات ورفد اسطول الشركة بطائرات حديثة تتوزع على مختلف الخطوط الاكثر طلبا وتنافس شركات الطيران الاجنبية وتأخذ من حصتها في نقل السياح الاجانب من البلدان العربية والاجنبية القادمين للاردن،  طالما انها تمتلك اسطول طائرات حديث ومؤهل ومتوافق مع شروط هيئة الطيران العالمية والسماح لها بالطيران فوق البلدان الاجنبية .

والخيار الاخر هو ان تقوم كل شركة برفع رأس مالها وتحديث اسطولها والمنافسة بشكل متساو مع شركات الطيران الاجنبية للحفاظ على تواجدها وحصتها.

يجب ان يسمع المواطن والسائح ان هذه الشركة او تلك نظمت احتفالية بدخول عدد جديد من الطائرات الحديثة للخدمة ويجب ان يسمعوا كذلك ان الشركة قد اخرجت من الخدمة عدد من الطائرات القديمة او التي استهلكت ولم تعد صالحة لنقل الركاب شكلا ومضمونا من حيث رفاهية ومأمونية رحلات الطيران.

وبدلا من ان نطالب بتغيير المسؤولين غير المتفقين مع رؤيتنا ، لماذا لا تطالب بتغيير استراتيجيات عملك والبحث عن السبب الحقيقي للاخفاقات وعدم التنافسية.

وهنا نشير الى حديث جلالة الملك خلال لقائه ممثلين عن القطاع السياحي قبل ايام، حيث اكد جلالته على ضرورة استقطاب شركات طيران جديدة منخفضة التكاليف لتعزيز أعداد السياح، داعياً إلى التعاون والتخطيط المستقبلي وبمساعدة الحكومة للنهوض بالقطاع السياحي الذي يمتلك إمكانيات كبيرة.

بالمناسبة يجب ان تتدخل هيئة تنظيم الطيران في هذا الموضوع ووضع محددات صارمة فيما يتعلق بالسماح للطائرات بنقل الركاب دون التأكد من وجود شروط ملائمة على ارض الواقع وليس على الورق فقط .