الاخبار الرئيسيةدوليعربي ودولي

شروط نتنياهو “الخيالية” لإنقاذ مستقبله السياسي تؤجج مطالب داخلية بتنحيه

ثلاثة شروط “خيالية” وغير منطقية إستراتيجيا يطلقها رئيس حكومة الحرب، “بنيامين نتنياهو”، من ثنايا مطالب داخلية في الكيان المحتل للإطاحة به، عله يطيل أمد عمره السياسي، تزامنا مع إعادة هدف قديم بتهجير سكان غزة، وسط تنديد فلسطيني واسع، بينما يواصل عدوانه الهمجي الذي يستشهد بسببه كل ساعة 15 فلسطينيا ويدمر 3 منازل كل دقيقة في القطاع المنكوب.

وعلى وقع قصف جوي كثيف ضد قطاع غزة أدى لارتقاء زهاء 300 شهيد بالساعات الماضية وتصعيد بالضفة الغربية أدى لاستشهاد شابين فلسطينيين؛ يسعى “نتنياهو” للاستفادة من إطالة عدوانه رغم فشله لإنقاذ مستقبله السياسي وإبعاد شبح الحبس بتهم الفساد عنه، فيزعم أن “شروطه” تحقق السلام وتحظى بدعم أميركي غربي، وماكينة إعلامية غربية متعاطفة.

وبينما تفوح رائحة الموت بقصف أو جوع من أنحاء غزة الثكلى باستشهاد 4 أطفال كل ساعة وتدمير نحو 4 آلاف وحدة سكنية باليوم الواحد، فإن أهداف الاحتلال تجد ما يدعمها ويخدم تحقيقها، “بتدمير حركة “حماس” ونزع سلاح المقاومة و”استئصال التطرف” من المجتمع الفلسطيني”، ولكنها أهداف بسقف مرتفع، ولهذا لم يحقق انتصاره الموعود، بعد قرابة شهرين ونصف على عدوانه.

وفي ضوء شكوك أوساط سياسية وأمنية وعسكرية داخل الكيان المحتل تعتبر أن “نتنياهو” خسر المعركة وعليه التنحي؛ فإن رفع “نتنياهو” لهدف القضاء على “حماس” ينطوي على جهل فاضح بأيديولوجية الحركة وفكرة المقاومة وعقيدتها الدينية وبنيتها الهيكلية التنظيمية ومصادرها التمويلية وارتباطاتها الإقليمية، وبوصفها حركة تحرر وطني متجذرة في نسيج المجتمع الفلسطيني وراسخة في وجدانه، تحظى بتأييد شعبي إسلامي وعربي وعالمي لا سيما بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

بينما اختبر الاحتلال قدرات التنظيم العسكري “لحماس” وإمكانياته أثناء العدوان، فلم يستطع أسر مقاوم واحد أو العثور على نفق له دلالة أو مخزن صواريخ وأسلحة ثقيلة، عدا أدائه منقطع النظير لناحية القدرة على المناورة والاستهداف العسكري، بما تظهره تلكؤات جيش الاحتلال في حركته، مما ثبت فشل هدفه الآخر بشل قدراتها العسكرية وضرب بنيتها التحتية، حينما واصلت “حماس” إطلاق صواريخها على مدن وبلدات داخل عمق الكيان المحتل.

ولا شك أن ترويج “نتنياهو” لمزاعم استئصال التطرف في المجتمع الفلسطيني يجانب الحقيقة لأجل إيجاد مسوغ أمام الرأي العام العالمي لمجازره الوحشية بالقطاع، ولكسب الدعم الغربي حول قضية تثير مخاوفه. أما تصريحه، خلال جلسة لحزب “الليكود” أمس، بأنه يدفع باتجاه تهجير سكان غزة، وإيجاد دول تريد استيعابهم كلاجئين، فإنه يكشف الهدف الحقيقي من وراء جرائمه بالقطاع.

وإذا كان مخطط الاحتلال للتهجير قد اصطدم بصلابة التمسك الغزي بأرضه، وبالموقف الأردني والمصري الصلب الرافض لتهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، واعتباره بمثابة إعلان حرب، كما رفضته، لعدة مرات، الإدارة الأميركية بالإضافة إلى دول أوروبية وعربية، إلا أن فشله حينا، لا يعني إلغاءه، فالتهجير ركيزة أساسية في المشروع الصهيوني وعماد حركته الاستيطانية.

ويسعى الاحتلال، وفق منظوره الصهيوني، لتهجير سكان غزة و”تطهير القطاع” من المقاومة الفلسطينية لمنع تكرار تهديدها وتسهيل سيطرته، ولربما إعادة استيطانه كحال ما قبل 2005، توطئة لتكرار المشهد في الضفة الغربية نحو الأردن، والاستيلاء على كامل الأرض الفلسطينية، وهي أهداف خطيرة بالنسبة للمنطقة برمتها.

وقد أشعلت تصريحات “نتنياهو” حول “الهجرة الطوعية” لسكان غزة غضب الفلسطينيين وتنديدهم الواسع، فأكدت اللجنة التنفيذية لـمنظمة التحرير، في اجتماعها برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أول من أمس، رفضها لمحاولات التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني إلى خارج الوطن، مثلما ترفض أي حديث أو مبادرة حول إدارة الضفة وغزة بعيدا عن إطار مسؤوليتها.

كما طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية “بموقف دولي لوقف هذه الجريمة والحرب، ووقف جريمة التطهير العرقي والتهجير قبل فوات الأوان.

بدورها، اعتبرت حركة “حماس”، إن ما ورد على لسان “نتنياهو” يعد “محاولة لإطالة أمد العدوان”، مضيفة بأن “نتنياهو يظن أنه يستطيع الهرب من استحقاق وقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية”، غير أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير أي مخطط يهدف لطمس قضيته أو يبعده عن أرضه ومقدساته”.

وفي الأثناء؛ يواصل الاحتلال عدوانه الهمجي ضد قطاع غزة، مرتكبا 25 مجزرة راح ضحيتها زهاء 300 شهيد و500 إصابة بالساعات الماضية، عبر سلسلة غارات كثيفة طالت مختلف أنحاء قطاع غزة.

ويعاني 900 ألف طفل نازح من خطر الجفاف والمجاعة والأمراض، بينما تضع 180 سيدة فلسطينية في مراكز الإيواء مولودها يوميا في ظروف غير آمنة وغير إنسانية، وفق المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أشرف القدرة.

وأضاف القدرة أن “50 ألف سيدة حامل في مراكز الإيواء بلا غذاء ولا رعاية صحية”، مبينا أن 70 % من مرضى الفشل الكلوي يتعرضون لمخاطر صحية كارثية، نتيجة القصف والنزوح وصعوبة وصولهم لخدمة غسيل الكلى وخاصة شمال غزة.

وأفاد بأن الاحتلال تعمد تدمير مستشفيات شمال غزة، وترك بذلك 800 ألف نسمة فيها بلا خدمات صحية، محذرا من أن الجرحى والمرضى والنساء الحوامل والأطفال الرضع، في مناطق شمال غزة، يتعرضون للموت المحقق.

وطالب القدرة المؤسسات الأممية بالعمل الفوري لتشغيل مجمع الشفاء الطبي بشكل عاجل، ومستشفيات شمال غزة من أجل إنقاذ حياة الجرحى والمرضى، لافتا إلى أن المساعدات الإنسانية التي تصل القطاع لا تلبي احتياجات وزارة الصحة الفلسطينية.

وكان قطاع غزة يستقبل يوميا نحو 600 شاحنة من الاحتياجات الصحية والإنسانية، قبل عدوان الاحتلال، إلا أن العدد تدنى إلى متوسط حوالي 100 شاحنة يوميا في أفضل الظروف.

في غضون ذلك؛ يصعد الاحتلال عدوانه الخطير في الضفة الغربية؛ حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، استشهاد كل من: الفتى أحمد محمد ياغي (17 عاما) وإبراهيم ماجد عبد المجيد الطيطي (31 عاما) برصاص قوات الاحتلال في مخيم “الفوار” جنوب الخليل.

وفي وقت سابق أمس؛ اقتحمت قوات الاحتلال المخيم، وتمركز عدد منها فوق المنازل والأبنية، كما انتشر جيش الاحتلال وسط المخيم، واندلعت مواجهات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين، وقام بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية باتجاهمم مما أدى لوقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوفهم.

-الغد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى