صحفيون: المجزرة الإعلامية في غزة غير مسبوقة.. والسردية الأردنية تقتحم العالم

أكد إعلاميون وصحفيون أن المجرزة الإعلامية التي شهدها قطاع غزة في العدوان الصهيوني الأخير، لم تشهد سابقة لها، مشيرين إلى أن الرواية الأردنية الرسمية والشعبية عما يحدث في غزة تمكنت من الوصول إلى الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى حول العالم

جاء ذلك، خلال المنتدى الإعلامي الذي نظمه مركز حماية وحرية الصحفيين، أمس، تحت عنوان الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في الحروب والأزمات- العدوان الإسرائيلي على غزة نموذجا وعقد في فندق لاندمارك في العاصمة عمّان، لتسليط الضوء على ما تعانيه غزة من تداعيات الحرب الصهيونية عليها وكيفية تناول وسائل الإعلام المختلفة رواية الحرب

وأدار المنتدى الإعلامي مدير المركز نضال منصور الذي أكد أنه بعد العدوان الصهيوني على غزة، لم يشهد الإعلام مجزرة في تاريخه كالتي حصلت في القطاع

ولفت منصور إلى استشهاد 73 صحفيا وصحفية في غزة، وبأن الحديث عن حماية الصحفيين سقط في ميدان غزة، مبينا ضرورة تسليط الضوء على قضايا إعلامية مهمة

وفي الجلسة الأولى بعنوان الموقف والمقاربات السياسية والميدانية خلال العدوان ، قال وزير الإعلام الأسبق الدكتور محمد المومني إن الإعلام استطاع أن يكون مرآة نبض الشارع الحقيقية في عكس توجهات الرأي العام والقوى السياسية المختلفة، بما في ذلك الحكومة وقراراتها بطريقة جيدة ومهنية

وأوضح المومني أن ما ساعد الإعلام في ذلك هو التلاحم والتقارب بين الموقفين الشعبي والرسمي

وأضاف أن الإعلام الأردني كان له محددات للوصول إلى الرأي العام العالمي، ونجح في تغطية ما يحصل على الساحتين الأردنية والفلسطينية بشكل مهني مدعوم بقوة الحق، ومستندا إلى سردية توثق الظلم الذي وقع على أبناء الشعب الفلسطيني

من جانبه، قال وزير الثقافة والشباب الأسبق الدكتور محمد أبو رمان إن الإعلام الأردني حاول قدر المستطاع إفراد تغطيات ومواكبة الأحداث في غزة ونقل موقف الشارع بدون تردد أو تحفظ

وأوضح أبو رمان أن الحرب في غزة كشفت حجم الفجوة بين الإعلام وحجم التحديات التي منها المعلومات الضرورية والفورية لصناعة الرواية السباقة

وقال إن الدبلوماسية الأردنية تفوقت على نفسها بشكل كبير، وتمكنت من إعادة صياغة العالم ومواقف دول غربية وأوروبية كانت في حال جمود هائلة. واعتبر أن حرب غزة كشفت خرافة الحياد، وأن الإعلام في العالم مسيس وغير حيادي في أعرق المؤسسات الإعلامية الغربية

وخلال الجلسة الثانية التي حملت عنوان العدوان على غزة، حرب الروايات في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ، تحدث مؤسس ومدير تنفيذي في مكانة 360 عبد الرحمن الحسامي، ومدير الأخبار في قناة المملكة حسن الرواشدة

وقال الحسامي إن الأردنيين، وفي الأسابيع التي تبعت الحرب على غزة، ضاعفوا من استخدامهم للغة الإنجليزية والمحتوى الرقمي بشكل ملحوظ لإيصال صوتهم عالميا، كما أن الرواية الأردنية الرسمية والشعبية تمكّنت من الوصول إلى الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى حول العالم

فيما أكد الرواشدة أن القناة ساهمت في حمل الرواية الأردنية الرسمية بشكل قوي منذ اللحظات الأولى للحرب على غزة، مبينا أن المملكة كانت أول وسيلة إعلام محلية وعربية ودولية تنشر خبر إلغاء القمة الرباعية التي كان مزمعا عقدها في عمّان قبل الهجوم على المستشفى المعمداني

ولفت إلى أن جميع المؤسسات الإعلامية الأردنية أدت أداء ممتازا وتمكنت من حمل الرواية الأردنية الرسمية وتطويرها

وتحدث في الجلسة الأخيرة عبر الهاتف نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، ومدير مكتب قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، وممثلة المركز الوطني لحقوق الإنسان نهلة المومني

وأشار أبو بكر إلى المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون الذين فقد الكثير منهم أرواحهم خلال الحرب في غزة، مستشهدا بعملهم المهني والمحترف

ولفت أبو بكر إلى أن أكثر من 60 مؤسسة إعلامية تم تدميرها، وأكثر من 22 إذاعة مغلقة ولا تعمل بسبب القصف الصهيوني

بدوره، تحدّث مراسل قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح وقال إن الوضع صعب جدا هنا، مشيرا إلى تجربة الصحفيين في تغطية أحداث الحرب والمعاناة التي يواجهونها

وقال الدحدوح إنه قام بتغطية جميع الحروب التي مرت بها غزة، مبينا أن الحرب الأخيرة مختلفة بكل شيء عن سابقاتها، وهذا الأمر انعكس على طبيعة التغطية الصحفية.