اراء

صندوق إستثمار الضمان “لا خوف عليه” فالأرقام تؤكد أننا في الأمام

أسامه الراميني

هل ارتفعت موجودات صندوق استثمار الضمان الاجتماعي عن العام الماضي؟ وهل ارتفع معدل العائد على الموجودات ؟ وهل يدار الاستثمار في الصندوق بطريقة حصيفة تجعلنا في وضع نشعر به ان الامور بخير وفي تقدم مستمر ؟ وهل المحافظ الاستثمارية سواءً في السندات او الاسهم او الاستثمارات العقارية والسياحية وادوات السوق النقدي والقروض في وضع جيد ؟ وهل نسب توزيع المحافظ الاستثمارية عادلوبطريقة تتناسب مع حجم هذا الاستثمار به ام ان هنالك خلل في توزيع النسب على تلك المحافظ ؟ أسئلة عديدة ومتعددة وفي اكثر من اتجاه تدار هذه الايام وتسأل بين المهتمين والمراقبين لعمل الصندوق الذي يصدر تقاريره بكل شفافية ومصداقية حيث لا يوجد ما يتم اخفائه او التستر عليه، فكل رقم او نسبة يتم التصريح بها تؤخذ بمحمل الجد وبشكل صادق وليس كما كان عليه الامر في السابق عندما كان يدار الصندوق بعقلية حكومية بهدف التنفيع وافادة القوى الخفية التي كانت تحاول ان تخطف الصندوق وتهيمن على قراراته ومقدراته وعلى مستقبله.

صندوق استثمار الضمان ورث “تركة” كبيرة ومعقدة ولا يجوز ان نلوم الادارات اللاحقة ونحاسبها عن فترات سابقة فكما يقول المثل “كل شاهٍ معلقةٌ بعرقوبها” فما يهمنا الآن هو كيف الحكم على الصندوق وادائه ونشاطاته وانجازاته وارباحه وطريقة تفكيره وعمله الذي يجب ان يكون منصباً في زيادة الموجودات وتعظيم الاصول وتحقيق الارباح والعوائد بفعل السياسات الاستثمارية والمالية والادارية المرتبطه بطريقة اتخاذ القرار وهي بالامانه تسير في الطريق الصحيح بالرغم من صعوبة المعيقات والتحديات والظروف الاقتصادية الوطنية والاقليمية والاجتماعية التي تلقي بظلالها بثقل على المشهد الذي بات مريضاً جرّاء ارتفاع نسب البطالة والعجوزات في الميزان التجاري والنمو العام والتصنيف الائتماني وارتفاع نسب التضخم وتراجع القوة الشرائية جرّاء تداعيات بعضها محلي والآخر مستورد.

مديرة صندوق استثمار الضمان خلود السقاف الامينة المؤتمنة على اهم صندوق تقاعدي خاص بالاردنيين هي بنت تخصصها فتاريخها وسيرتها المهنية تؤكد بأنها تحمل معرفة وخبرة من الصعب مجاراتها ومسارها الوظيفي يثبت ذلك سواء من عملها في شركة مناجم الفوسفات والى عملها بالبنك المركزي كمحللة في مراقبة الاعمال وخبيرة رقابة على الجهاز المصرفي بالاضافة الى جزء من عملها في هيئة التأمين حتى وصلت الى نائب محافظ البنك المركزي وعملها أيضاً في البنك العربي اهم مؤسسة مصرفية وأكثرها عراقة وكل هذا جعل منها مديرة متمرسة ذات معرفة وخبرة وسيرة وظيفية تضاف الى مسيرتها المهنية باعتبارها امينة مخلصة وفية ورثت عن والدها النزيه المرحوم محمد السقاف كل ادبيات واخلاقيات الوظيفة العامة ما جعل وجودها في صندوق استثمار الضمان يمثل صمام امان وضبط وربط وحزم ورؤية ثاقبة وامانة وقدرة على اتخاذ القرار وتفانٍ في العمل وقدرتها على الوقوف بقوة ضد اي محاولات للتدخل بالصندوق فهي ببساطة تمتلك قوة وقدرة وسلطة لرفض اي قرار استثماري تجده لا يخدم الصندوق ونشاطه.

المراقب من بعيد او المتابع من قريب عندما يقلب بيانات الصندوق في النشرات الربعية او الختامية سيكتشف بأن ما تحقق كان مهماً وضرورياً وعلى كل المحاور والصعد، فموجودات الصندوق ارتفعت بأكثر من مليار حتى 30 حزيران الماضي فقد وصلت الموجودات الى 13.3 مليار دينار والعائد ايضاً بلغ 8% وهو رقم مهم وكبير ومهما حاول المشككون نفيه او التقليل من شأنه فهذا العائد كبير ومهم جداً في ظل ظروف صعبة للغاية والتنوع في المحافظ الاستثمارية سليم للغاية ولكنه يحتاج الى مراجعة بين الحين والآخر فمثلاً نجد ان الصندوق اهم عامل في سوق عمّان المالي ويمتلك 19% من محفظته وحتى السندات التي تضمن عوائد بدون مخاطر او خوف بدلاً من وضع الفوائض كودائع في البنوك التجارية لفوائد متواضعة للغاية، فالصندوق يقرض الحكومة بسندات لا تتجاوز السقف المحدد له ويحصل على عوائد كبيرة وبشكل افضل مما لو وضعها في البنوك التجارية التي كانت تستفيد من هامش الفائدة لاقراضها مرة اخرى كسندات للحكومة هذا عدا عن الاستثمارات العقارية التي يحاول الصندوق اعادة تنشيطها بدلاً ان تكون اصول جامدة في سجل الموجودات فهناك خطط بدأت في تأجيرها او حتى بيعها او شراء ما تجده لانه فرصة استثمارية.

صندوق استثمار الضمان مع ادارته الفذة يسير بطريق سليم مأمون، والعوائد تتحدث عن نفسها، والمشاريع الاستثمارية والتموية والمالية والخدماتية ناجة بالمجمل وهناك عوائد ايضاً من الاستثمارات في قطاع الزراعة والطاقة ومشاريع وطنية أخرى وان محاولات “التنظير” من بعيد للصندوق بأن يجتهد في ادواته واستثماراته لا يفيد شيئاً بالرغم من اهمية اي مقترح جديد يمكن ان يحقق اي عائد للصندوق.

وأخيراً ان الخوف على اموال الصندوق لم يعد كما كان في السابق فهناك خلية نحل وادارة نشطة وجهاز رقابي فعّال وفكر متقدم ورؤية واضحة وعمل مستمر وتفكير متقدم والاهم ان ادارة الصندوق تتمتع بكل صفات القيادة وفكر الاستثمار ويكفي ان خلود السقاف قد اثبتت بفترة ولايتها التي نتمنى ان يجدد لها لا يمكن ان تقبل من يتطاول على اموال الاردنيين او يستغل موقعه لتحقيق مكاسب على حساب هذا المال الذي يكبر يوماٌ بعد يوم بالرغم من الظروف الصعبة المعقدة التي يعيشها العالم على المستوى الاقليمي والدولي ونقول الخوف على اموال الصندوق بات من الماضي وخلف ظهورنا، فالارقام تتحدث عن نفسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى