Categories: اراء

عام على خطة التحديث

سلامة الدرعاوي

تتجهز الحكومة لعقد ملتقى في البحر الميت يومي الجمعة والسبت المقبلين، بحضور جمع كبير من المسؤولين والمختصين والاقتصاديين والإعلاميين تتناول فيه سير العمل حول خطة التحديث التي مضى عام على إطلاقها من المكان نفسه.

خطة التحديث تميزت بضمان ملكي، مما أثار توقعات وأسئلة حول طبيعتها وأهدافها، فبينما أيد البعض الخطة، معتبرين أنها واقعية، وأن الحكومة قادرة على تحقيقها بالتعاون والتنسيق الكامل، اعتبر آخرون أن أهدافها تتجاوز القدرات الحالية للحكومة، مشيرين إلى الصعوبات التي قد تواجهها بسبب نقص الخبرات والموارد المالية في القطاع العام.

الآن، ومع مضي عام على إطلاق الخطة، يترقب المواطنون والمراقبون النتائج الأولية ومقارنتها بما تم التخطيط له، حيث تظل الحكومة ملزمة بتقديم رؤية شفافة للمجتمع حول تقدم الخطة والعمل عليها، لضمان استمرارية الثقة والتفاعل الإيجابي بين جميع أطياف المجتمع.

لا شك، إذا كان هناك دور حيوي يجب أن تلعبه الحكومة في هذه المرحلة، فهو تحقيق التواصل المستمر والفعّال مع المواطنين، ومن هذا المنطلق، يتوجب على الحكومة تقديم تقارير دورية توضح فيها ما تم إنجازه والتحديات التي واجهتها، بالإضافة إلى الاستراتيجيات التي تعتزم اتباعها للتغلب على هذه التحديات.

كما يعتبر الاستماع إلى مداخلات الخبراء والاقتصاديين واعتبار آراء المجتمع أمرًا أساسيًا لضمان تحقيق النجاح، ومن الضروري أن تكون هذه الآراء جزءًا من العملية التحليلية التي تقوم بها الحكومة لتحسين الخطة وتوجيهها.

زيادة على ذلك، تعزيز التفاعل المجتمعي ودمج المبادرات الفردية والجماعية في إطار الخطة يمكن أن يسهم في تسريع وتيرة التنفيذ وزيادة فعاليته، في حين ان الاعتماد المطلق على الجهاز الحكومي فقط قد لا يكون كافيًا؛ فالابتكار والمرونة التي يمكن أن تأتي من قطاع الأعمال والمؤسسات غير الحكومية هي مكملة أساسية لجهود الحكومة. كما أن التكنولوجيا تؤدي دورًا مهمًا في هذه المرحلة، من خلال استخدام أحدث الوسائط التقنية، يمكن للحكومة أن تقدم منصات تفاعلية لمتابعة سير العمل وتحقيق الشفافية، بالإضافة إلى تحفيز المشاركة المجتمعية في تقييم وتطوير الخطة.

ومن الضروري التركيز على التدريب وبناء القدرات، واستثمار الحكومة في تطوير مهارات فرق العمل وتحسين قدراتهم سيساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الخطة بشكل أكثر فعالية، وفي فترة زمنية أقل.

وفي الأفق، الطموح والعزيمة والتكامل بين جميع أطياف المجتمع هي المفتاح لتحقيق نجاح مستدام وتحويل خطة التحديث إلى واقع ملموس ينعكس إيجابيًا على حياة كل مواطن.

في آخر الأمر، الطريق أمام خطة التحديث طويل ومليء بالتحديات، ولكن بالتعاون والتواصل الدائم والشفافية، يمكن للحكومة أن تضمن تقديم الأفضل للمجتمع وتحقيق الأهداف المرجوة من هذه الخطة.

 

Nada Shareef

Recent Posts

وفيات السبت 6-7-2024

وفيات يوم السبت الموافق 6-7-2024 حمدي حامد أمين الشخشير عريف عرفات عبدالرحمن ابوخلف خديجة عبدالله…

13 دقيقة ago

رغم تحديات المنطقة… نمو العديد من مؤشرات الاقتصاد الوطني في 2024

شهدت العديد من مؤشرات الاقتصاد الوطني نمواً ملحوظا الفترة الماضية من العام الحالي، في وقت…

15 دقيقة ago

كنعان: ذكرى الهجرة النبوية تأتي بوقت عصيب على أهلنا في فلسطين

قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان إن مناسبة ذكرى الهجرة النبوية،…

39 دقيقة ago

في حالة نادرة.. الثعبان “رونالدو” يتكاثر دون تزاوج!

كشف فريق من الخبراء في كلية مدينة بورتسموث، أن ثعبان "قوس قزح" البرازيلي وضع 14…

53 دقيقة ago

29 شهيدا خلال 24 ساعة و38098 منذ بدء العدوان الاسرائيلي على غزة

قالت وزارة الصحة بغزة ان الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة…

ساعة واحدة ago

وائل جسار يردّ على أسماء جلال بعد طلبها الزواج منه

ردّ الفنان اللبناني وائل جسار على تصريحات الفنانة أسماء جلال خلال لقائها ببرنامج "معكم"، الذي…

ساعة واحدة ago