اراء

عبيدات يكتب عن “أنسنة” مؤسسة الضمان الاجتماعي

ليس من خلاف على أهمية الإعلام ومصادره وتأثيره، ولذلك تتخذه المؤسسات الرسمية غالبا وسيلة للترويح، وتخشاه مؤسسات أخرى فلا تتواصل مع جمهورها على طريقة: الفتنة نائمة، فتنأى بنفسها عن الإعلام ، علما بأن في كل مؤسسة جهازا إعلاميا ” كبير الحجم” فلا نكاد نسمع عنها شيئا سوى ما تسربه لمنافقين في محاولة لتحسين صورتها.

ولعل استثناء ما حدث حين دعت مؤسسة الضمان الاجتماعي عددا من الإعلاميين ، شرحت لهم خططها ، واستمعت إلى وجهات نظر متباينة، وأود أن أقول منذ البداية ما يأتي:

-إن مؤسسة تفتح أبوابها للإعلام هي مؤسسة واثقة، قادرة على التواصل، وعلى الدفاع عن خططها إن لزم الأمر.

-إن طبيعة الجلسة – شبه الرسمية- وتنظيمها وتقشفها قد توحي إلى أن ليس من أهدافها الترويج والتلميع ، كما أن طبيعة المدعوين لم يعرف عنها موالاة وتزييف ، فمن عرفته منهم كان نجما إعلاميا في مجال ما.

كان عرض المدير العام للمؤسسة رقميا ماليا ، طمأن الحضور على أن أوضاع المؤسسة بخير، وهذا ما أراح الماليين والاقتصاديين على مستقبل المؤسسة. هذا كان جيدا ، استمع المدير أكثر مما تحدث، وتقبل نقدا ربما كان عنيفا، لكن ما فهمته أنا شخصيا كتربوي كان مختلفا، فلم يعرف عني يوما أنني أستطيع إدارة شؤون راتبي المحدود!!

اطلعت على أوراق الاجتماع وخاصة الإطار القانوني ومواده المختلفة، ولم أر غير مال وتعويض مالي عن ضرر أو عجز، حتى المواد القانونية المتعلقة بالأمومة كانت بعيدة عن معنى الأمومة وقداستها، واقتصرت على الجانب المادي والتعويضات المالية.

ولذلك بحثت عن أنسنة مؤسسة الضمان الاجتماعي – وخطر ببالي أن أسأل عن برامج إنسانية وإمتاعية وحتى مهنية لإعداد العاملين ممن وصلوا إلى حافة التقاعد!

وبرامج مماثلة لرعايتهم بعد تقاعدهم!! فسألت عن إمكان الأنسنة والتعامل مع العملاء كبشر لهم حاجات نفسية وجمالية وحياتية ومهنية ورياضية واجتماعية، فليس بالمال وحده يحيا الإنسان!!

أعجبتني سرعة تفاعل د. رحاحلة مع موضوع الأنسنة، حتى شعرت بأن تغيرا ما قد يلحظ في أداء مؤسسة الضمان الاجتماعي في حفز مصادر سعادة المنتسبين إليها والمستفيدين من أموالها، وقد نشاهد قريبا مجتمعات لمتقاعدي الضمان: مجتمعات رياضية وفنية وإعلامية وتربوية وثقافية.

ونرى أندية للمتقاعدين ، فخدمات ما بعد التقاعد أشبه بخدمات ما بعد البيع، إذا ما توافرت، فإن ريادة مؤسسة الضمان قد تزداد تألقا، وهل سنرى تربويين وسيكلوجيين وفنانين في لجان المؤسسة؟

شكرا لإعلام الضمان وإدارة الضمان ومن تفاعل مع هذا اللقاء!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى