فن

عروض روائع الفيلم القصير في سينما “شومان” بجبل عمان الثلاثاء

يعرض قسم السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، عند الساعة السادسة والنصف من مساء الثلاثاء الموافق 23 نيسان، 5 أفلام قصيرة عالمية، في قاعة السينما بمقر المؤسسة بجبل عمّان.

وتتضمن العروض أفلام، الأميركي “نافذة الجيران للمخرج مارشال كاري، والبريطاني “الوداع الإيرلندي” لتوم بريكلي وروس وايت، والأميركي “حظر تجول” للمخرج شون كريستنسن، والأميركي “رجل الورق” للمخرج جون كارا، والأميركي “قصة هنري شوغر الرائعة” للمخرج ويس اندرسون.

في فيلم “نافذة الجيران”، ينتهي زوجان للتو من العشاء ويضعان الأطفال في الفراش، عندما يكتشفان أن زوجين شابين قد انتقلا حديثا إلى المبنى المقابل. ويتمكن الزوجان من خلال نوافذ الجيران الكبيرة المفتوحة المضاءة رؤية ما يفعله الجاران الشابان، وتصبح مراقبة ما يفعله الجاران عادة يومية، لكن الفضول سيسبب انقلابا في حياة الزوجين بعد أن صارا يقارنان ما بين وضعهما المثقل بهموم الحياة اليومية وقد أصبحا في منتصف العمر، ووضع زوجين شابين مقبلين على حياة جديدة. إنه فيلم مكتوب بذكاء عن أحوال البشر والعمر الذي يمضي.

أما فيلم “الوداع الأيرلندي”، فيروي قصة مؤثرة عن شقيقين، الأصغر منهما يعاني من تخلف ذهني، يصلان إلى بيت العائلة في موطنهما من مناطق مختلفة لدفن والدتهما المتوفاة، حيث يتم لم شملهما. الفيلم من إخراج روس وايت وتوم بيركلي اللذين استلهما حكاية الفيلم من تجربة كل منهما الشخصية.

ويستكشف فيلم “الوداع الأيرلندي” بنوع من “الكوميديا السوداء” العديد من المواضيع، بما في ذلك الأسرة والخسارة والتقاليد. ويلقي الفيلم نظرة حقيقية على ديناميكيات الأسرة في المناطق الريفية في أيرلندا، وربما في أيرلندا ككل.

إن وفاة الأم الحاكمة، أو الرابط الذي يجمع الأسرة معا، غالبا ما يجلب معه الظروف المعقدة وغير المريحة التي لا يحب أي أحد التحدث عنها حقًا. غادر أحد الشقيقين أيرلندا الشمالية للعمل في إنجلترا، وعندما عاد، كان عازمًا على بيع منزل العائلة الذي لا يزال يعيش فيه شقيقه الأصغر المصاب بمتلازمة داون. يكتشف الأخ الأصغر بين حاجيات والدته ورقة تحتوي على قائمة بمئة عمل كانت الأم ترغب بإنجازها قبل وفاتها.

وفي فيلم “حظر تجول”، يلعب الممثل/ مخرج الفيلم، كريستنسن، دور الشاب ريتشي، وهو مدمن مخدرات سابق يائس ليس لديه ما يخسره سوى حياته. تتغير نفسيته عندما تتصل أخته التي قطعت علاقتها به، لتسأله عما إذا كان بإمكانه رعاية ابنتها في المساء لبضع ساعات، فيوافق – على الرغم من أنه للتو قطع معصمه في محاولة للانتحار. يستلم ابنة أخته الذكية المرحة ويقضي معها وقتا ممتعا يستعيد فيه ماضي علاقته الجميلة بأخته. الفيلم دراما ممتعة، مؤثر عاطفيا، ومصنوع فنيا ببراعة. شخصية الطفلة في الفيلم وأداؤها المميز تضيفان الكثير إلى هذا الفيلم الغني بمعناه الإنساني.

يبني المخرج فيلمه على أسس متتالية من عدد من المشاهد هي تكرار للمشهد الأول الذي يبدأ من استيقاظ كارتر من كابوس يلازمه كل ليلة، إنما باختلاف بعض التفاصيل، وهو يعمل هذا ببراعة بحيث يضيف كل مشهد جديد بعدا إضافيا لفكرة الفيلم، ويزيد من تأثيره العاطفي: في الإعادة ما قبل الأخيرة للمشهد يقوم الشرطي بإطلاق النار من مسدسه على كارتر ويرديه أرضا، فيما نرى الدماء التي سالت منه قد تشكلت على الأرض على شكل خارطة إفريقيا.

وفي فيلم “رجل الورق”، يقف جورج في محطة القطار منتظرًا قدومه، تظهر ميج قبالته، وهي فتاة جميلة ذاهبة إلى مقابلة عمل. تطير ورقة من ملف يحمله جورج بفعل هبوب رياح وتلتصق بقطار مسرع على المحطة الأخرى فتصطدم بوجه ميج، يستعيد جورج الورقة فيجد أحمر الشفاه قد انطبع عليها متخذًا شكل قبلة من أثر الاصطدام. وقبل أن يبدي جورج إعجابه بميج تكون الأخيرة قد استقلت القطار تاركة إياه وحيدًا. لاحقا، أثناء جلوس جورج على مكتبه المجاور للنافذة يلمح ميج في أحد مكاتب العقار المقابل، يقف بقرب النافذة ملوحًا لها للفت الانتباه، لكنها لا تنتبه.

ويستخدم الأوراق التي ألقاها على مكتبه مديره في عمل صواريخ ثم يقذفها لكنها لا تصل إليها. تخرج ميج من المكتب إلى الشارع فيلحق بها جورج مسرعًا تاركًا عمله بيد أنه لا يعثر عليها، ينظر حوله يائسا فيجد آخر ورقة قذفها من نافذته يمسك بها ويطيرها، تطير الورقة إلى بقية الأوراق المقذوفة من النافذة فتتحد جميعا وتطير إلى محطة القطار، تطير الورقة المطبوع عليها القبلة إلى ميج فتجري ميج خلفها محاولة اللحاق بها، بينما الورقة تقود جورج هي الأخرى إلى محطة القطار فيتقابلان مرة أخرى. إنه فيلم عن المصادفات السعيدة مصنوع ببراعة استحق عليها العديد من الجوائز.

وفيلم “قصة هنري شوغر الرائعة”، فهو عن قصة للكاتب البريطاني روالد دال، حيث يبدأ الفيلم بالكاتب روالد دال يحكي للمشاهدين عن قصة غريبة تتعلق بشخص ثري بخيل يدعى هنري شوغر ينوي كتابتهاـ تمكن من تدريب نفسه على مدى سنوات على رؤية الأشياء بدون عينين، وهي مهارة اكتسبها من رجل هندي يمارس اليوغا كان يرى بدون عينيه. هنري شوغر يعشق القمار، ولهذا يقرر استخدام هذه المهارة في الغش، حيث صار بإمكانه رؤية أرقام أوراق الشدة وهي مقلوبة، ما يجعله يضمن الفوز ويحقق أرباحا عالية، إلى أن يكتشف بعد أن حقق ثروة طائلة أن لا أهمية للمال ويبدأ في توزيع ثروته على الأعمال الخيرية.

تبدو حكاية الفيلم أشبه ما تكون بحكاية خيالية، بما فيها من تفاصيل، من النوع الموجه لصغار السن قبل الكبار، لكن الحكاية وموعظتها ليستا ما يشكل أهمية الفيلم، بل تنبع أهمية الفيلم ومتعته من طريقة الإخراج المبتكرة، بخاصة من خلال تقديم مشاهد ولقطات الفيلم على شكل كولاج مركب من صور متنوعة ضمن ديكورات متحركة متحولة في نفس اللحظة داخل الكادر، وتبادل أدوار الشخصيات بين الممثلين، فلا دور واحدًا محدد لكل ممثل، بما في ذلك دور الراوي، وطريقة السرد غير التقليدية، هذا إضافة إلى الاستعمال المبهر للألوان والمشهدية البصرية الغنية، والإيقاع الذي لا يترك لحظة للملل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى