Categories: اراء

عملاء ومشبوهون لأنهم لم يركبوا قطار “الاخوان”

حسين الرواشدة

من هم الكُتّاب والصحفيون «المشبوهون» الذين حركتهم إحدى السفارات الأجنبية، ليتحدثوا بأصوات تدعو إلى هوية أردنية انعزالية، لمواجهة الحراك الأردني الداعم للمقاومة؟

الإجابة عند أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، فهذه الاتهامات التي اطلقها، امس الأول، يجب أن لا تمر، قبل أن نعرف مَن هؤلاء الأردنيين الذين تورطوا في الانعزالية و”العمالة”، مطلوب من الأمين العام أن يكشف عن اسمائهم او يعتذر، ومن نقابة الصحفيين، وإدارات الدولة، أيضا، أن تحقق في هذا الملف، لكي تضع الرأي العام أمام الحقيقة، سواء أكان ما ذكره الأمين العام صحيحا، أو مجرد إشاعات واتهامات باطلة.

‏صحيح، من حق الرؤوس الحامية في جماعة الإخوان أن تخرج للشارع، وأن تتظاهر وتتقمص صورة المقاومة، لكن ليس من حقها أن تسيء للأردنيين، أو أن تتهمهم بالخيانة العظمى، لأنهم لم يركبوا في قطار الإخوان، أو لم يصفقوا لبطولاتهم ، الأردنيون كلهم مع فلسطين ومع أهل غزة، فمن أعطى الإخوان “الطابو” لتصنيفهم إلى هويتين، هوية انعزالية، وهوية مقاومة، وهل تقبل الهوية الأردنية الوطنية مثل هذه التصنيفات المغشوشة؟

ثم من نصّب الإخوان ناطقين رسميين باسم الأردنيين، ليقرروا بالنيابة عنهم، أن الأردن تنظيم إستراتيجيته المقاومة، وليس دولة لها جيش ومؤسسات، وتتصرف بمنطق الدولة، لا بمنطق فصائل المقاومة؟

أعرف، تماما، أن أي انتقاد يمكن أن يُوجه للإخوان سيدرج في سياق انتقاد المقاومة، وهذا افتراء غير صحيح أبدا، أعرف، ثانيا، أن مليشيات الجماعة الإلكترونية ستتحرك بقوة لقمع أي رأي آخر يشير إلى أخطائها، لكي لا يجرؤ أحد على الاقتراب من قداسة مواقفها، أعرف، ثالثا، أن بلدنا يحتاج إلى أصوات عاقلة تحافظ على وحدة جبهته الداخلية، لكن من قال إن ما يفعله الإخوان من تجييش وتوظيف للشارع يصب في هذا الاتجاه، أعرف، رابعا، أن ثمة من يقول : هذا ليس وقته، يجب أن نؤجل خلافاتنا، ونقف خلف الدولة، وندعم مواقفها، لكن أليس من الواجب أن يقال ذلك، أولا، للإخوان، لكي يعقلنوا خطابهم العام، ويقدروا مواقف الأردن، وينحازوا إليه في هذه الظروف العصيبة؟

الإخوان، للأسف، لا يتعلمون الدرس، في العام 2012 تم انتخاب مرسي رئيسا لمصر، فأصابتهم نشوة النصر، وصعدوا فوق الشجرة، رافضين فكرة المشاركة بالحكم في الأردن، ومصرين على”الشراكة”، كأنهم دولة داخل الدولة، هذا الاستقواء الذي تتابعت فصوله، انتهى إلى إعلان حالة القطيعة بين الدولة والإخوان، الدولة كانت أعقل، دافعت عنهم حين صنفهم الآخرون بالإرهاب، ورفضت أن تتعامل معهم كما تعامل معهم الكثيرون، واعتبرتهم شريكا وطنيا، ولم تقايض عليهم بعروض سخية، أو ضغوطات ثقيلة، لم يفهم الإخوان منطق الدولة، ولم يردوا عليها التحية بمثلها.

جاءت الحرب على غزة، وقف الأردن، الدولة والمجتمع، مع اخوانهم الفلسطينيين هناك، كما فعلوا دائما، لكن الإخوان ركبوا موجة المقاومة، وجدوها فرصة ثمينة لمناكفة الدولة، واستعادة زخم الحضور في الشارع، تصوروا، في لحظة غرور، أن هذا الجمهور الذي يقف مع غزة وفلسطين، تحرك بكبسة زر منهم، فيما الحقيقة أن ذلك غير صحيح إطلاقا، ثم تقمص بعض قياداتهم صورة البطل المقاوم، وهتفوا باسمه، لكن بدل أن يتوجهوا لدعم الصامدين “اسأل كم بلغت قيمة تبرعاتهم للغزيين؟” ومساندة الدولة، استداروا للتحشيد والمزوادة على الأردنيين، واستعرضوا قوتهم في الشارع للضغط على الدولة، وانتزاع ما يمكن من مكتسبات سياسية، أو التشكيك في مواقفها والاستقواء عليها، فهل يصب ذلك في مصلحة دعم المقاومة، أم أنه يصب في أرصدة المقاولين باسمها، وضد وحدة صف الأردنيين، ومصالح الدولة وأمنها الوطني؟

editor

Recent Posts

#عاجل.. السجن 6 سنوات لـ5 أشخاص سرقوا أسلاك كهرباء ومركز صحي ومدرسة

 غلظت محكمة جنايات الرمثا عقوبة 5 أشخاص اعتادوا ارتكاب جريمة السرقة، وقررت رفع العقوبة إلى…

13 دقيقة ago

البترا بالذكرى الـ17 لاختيارها من عجائب الدنيا السبع تتحول لتحفة فنية عالمية

تمتلك مدينة البترا التي صنفت من عجائب الدنيا السبع قبل 17 عاما مزيجاً فريدًا من…

21 دقيقة ago

ضبط مركبة دون لوحة ارقام تجاوزت الإشارة الحمراء في عمان وضبط مخالفات للقيادة بطيش “التشحيط” في العقبة

واصلت الإدارات المرورية في مديرية الأمن العام جهودها المرورية والأمنية والإنسانية على طرقات المملكة، بهدف…

35 دقيقة ago

ما مصير حفلات شيرين عبد الوهاب بعد أزماتها الأخيرة؟

دفعت الأزمات الأخيرة التي تمر بها الفنانة شيرين عبد الوهاب مع طليقها الفنان حسام حبيب…

52 دقيقة ago

انخفاض النفط عالميا وبرنت يسجل 86.42 دولار للبرميل

انخفضت أسعار النفط اليوم الاثنين، بعد صعودها لأربعة أسابيع، في ظل التوترات الجيوسياسية في الشرق…

ساعة واحدة ago

عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون مقام يوسف شرق نابلس

اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين اليهود، فجر اليوم الاثنين، مقام يوسف شرق مدينة نابلس شمال الضفة…

ساعة واحدة ago