عودة ظاهرة إطلاق العيارات النارية في معان

رؤيا نيوز – إطلاق العيارات النارية في الأفراح في مدينة معان تقليد معروف تتوارثه الأجيال، شأن مناطق أردنية أخرى . هو مرادف للرقص بالسيف تفاخراً، لكنّ لهذه العادة وجهاً آخر أكثر سلبية، خصوصاً أنّ العيارات النارية تطلق عشوائياً، مما يشكل خطراً على حياة الأبرياء من السكان والمارة، وتهديداً للممتلكات في ظل الانتشار العمراني والتزايد السكاني .

عدد من محافظات المملكة ومنها معان وقعت وثائق شرف لحظر إطلاق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات وبدأت في مناشدة الأهالي لعدم استخدام السلاح في المناسبات والأفراح مما كان له الأثر الأكبر في تقليص هذه الظاهرة التي تركت ماسي كبيرة لدى الأسرة الأردنية على مستوى الوطن وعلى مستوى معان المدينة والمحافظة.

وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قد أكد على ضرورة محاربة هذه الظاهرة من خلال الجدية في التعامل معها من قبل الجهات المعنية ، حتى انه قال لو كان ابني ھو من یطلق العیارات الناریة في المناسبات، سأطلب من الأجھزة الأمنیة أن تتخذ معه نفس الإجراءات بھذا الخصوص وحذر من الواسطة في هذه القضية وشدد على ضرورة تطبيق القوانين والأنظمة على مرتكبيها .

وفي هذا الإطار وبعد فترة من اختفاء هذه الظاهرة والجدية في التعامل مع مرتكبيها عادت الظاهرة وبشكل كبير ومزعج لسكان المدينة خلال نهاية الأسبوع الماضي في الأفراح مما شكل ذلك قلقا وخوفا لأبناء المدينة الذين حرموا من الجلوس في باحات منازلهم خوفا من عودة الرصاص وسقوطه عليهم .

وحول هذه الظاهرة المنتشرة في معان ، يقول والباحث الدكتور عبدالله زهير الخطيب أن سلوكياتنا انفعالية، وهذا جزء لا يتجزأ من كلّ الظواهر السلبية في المجتمع مثل العنف والقتل وحوادث الطرقات، وبالنسبة لقضية إطلاق العيارات النارية في الأفراح لا يشذ سلوكنا عن ذلك الانفعال الذي يميز المجتمع ككلّ، هذه الظاهرة موجودة أيضاً في معظم محافظات الوطن، وليست محصورة بالأفراح فقط بل تمتد إلى المناسبات الأخرى.

و يشير الخطيب إلى أنّ كثيرين لا يعرفون كيفية التصرف في المواقف الانفعالية، وهم بذلك يتبعون السلوك المعتمد لا سيما في التجمعات. كذلك، ليس لدى الناس وعي كافٍ بما يمكن أن تسببه هذه العيارات النارية من خطر وضرر للآخرين الآمنين، ابتداء من الإزعاج وصولاً إلى خطر الإصابة والموت.

ويضيف الخطيب أنّ هذا السلوك هو نفسه في حوادث الطرقات فالشخص يقود سيارته ولا يهتم بحياته أو بحياة الآخرين وهذه عادة فيها نوع من التفاخر وإظهار القوة واستخدام السلاح بشكل غير عقلاني أثناء المناسبات أدى إلى قتل العديد من المواطنين الأبرياء الذين لا ذنب لهم وإصابة الآخرين بإصابات أدت إلى فقدانهم التمتع بالحياة وجلوسهم على الكراسي المتحركة .

ولفت الخطيب إلى أن الآباء والأجداد كانوا يتفاخرون في أفراحهم بالسيوف التي كانت تعد رمزا للتفاخر والقوة وكانوا أيضا قادرين على استخدام السلاح بطريقة عقلانية مبينا انه هناك فرق كبير بين الماضي والحاضر في المد العمراني والكثافة السكانية .

من جهتها تقول الحاجة أم عودة تقلصت هذه الظاهرة بشكل لافت في الأشهر الأخيرة، بعد تنظيم وثائق الشرف والتوجيهات الملكية ورقابة الأجهزة الأمنية ورجال الدين وأئمة المساجد على تأييد الحملات ضد إطلاق العيارات النارية في الأفراح كان له الأثر الكبير في اختفائها.

وتضيف الحاجة أم عودة أنها لم تستطع في عطلة نهاية الأسبوع من الجلوس في باحة منزلها لكثافة إطلاق الأعيرة النارية التي عادت وبشكل ملفت للانتباه وأصبحت تشكل خطرا على حياة الناس وممتلكاتهم .

وأكدت الحاجة أم عودة أننا فقدنا أناس عزيزين علينا في معان من رجال وشباب وأطفال نتيجة هذه الظاهرة التي أصبحت مكلفة من الناحية المالية وتشكل خطرا على سلامة المجتمع فإنني أطالب بضرورة محاسبة مرتكبي هذه الظاهرة لكي لا تعود كما كانت عليه في السابق لأننا لا نريد أن نعيش في حسرة على الأشخاص الذين نفقدهم لا سمح الله إذا استمرت الحالة على ما هي عليه الآن.