الاخبار الرئيسيةدوليعربي ودولي

في عهد صدام.. وصفها عراقيون بأنها “أفعى” فصدقتهم!

وصفت مادلين أولبرايت، أول امرأة في الولايات المتحدة تتولى وزارة الخارجية، بأنها سياسية حديدية، لكنها بقيت عل طول الخط، مثيرة للجدل على خلفية مواقف صادمة وغير مسبوقة.

وقع اختيار الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في 5 ديسمبر عام 1996 على مادلين أولبرايت مندوبة بلاده في الأمم المتحدة لتتولى وزارة الخارجية، وبذلك أصبحت أول امرأة في هذا المنصب في التاريخ الأمريكي.

مادلين ليس اسمها الحقيقي بل هو اسم ارتبط بها في مرحلة الطفولة، في حين أن اسمها الرسمي كان “ماريا يانا كوربيلوفا”، وقد ولدت لأسرة يهودية في براغ في عام 1937.

عقب احتلال ألمانيا النازية لتشيكوسلوفاكيا في عام 1939، انتقلت أسرة مادلين إلى بريطانيا، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية عادت الأسرة إلى وطنها الأصلي إلا أنها عادت وهاجرت إلى الولايات المتحدة في عام 1949، بعد أن وصل الشيوعيون إلى الحكم في البلاد قبل عام من ذلك.

من هذا المنطلق، ينسب إلى مادلين “اللاجئة” التشيكوسلوفاكية التي وجدت في الولايات المتحدة وطنا جديدا، اهتمامها الكبير بقضايا هؤلاء، وتأكيدها دائما “على ضرورة إعطاء الناس فرصة ليصبحوا جزءا من بلد جديد”.

هذه هي الصورة من الخارج بالنسبة لهذه السياسية الأمريكية، أما من حيث المضمون فلم تكن الأمور بسيطة أبدا. كانت مادلين أولبرايت تعرف بمواقفها الحازمة وأحيانا العنيفة ما دفع بالكثيرين إلى وضعها في صف “الصقور”، ربما بتأثير نفساني، لأن البعض ممن ينتمي على أصول مهاجرة يعتقد أنه مطالب بأن يكون “أمريكيا” أكثر من الأمريكيين أنفسهم!

كانت السيدة أولبرايت في أثناء عملها مندوبة دائمة لبلادها في الأمم المتحدة ثم وزيرة للخارجية، تعرف بمواقف جدلية بعضها يتجاوز الحدود المألوفة ويصل على مدى “الصدمات”.

من الأمثلة على ذلك أن الكثيرين يعتبرونها مسؤولة شخصيا على القصف المدمر والعنيف الذي نفذه حلف شمال الأطلسي على صربيا عام 1999، حتى أن تلك الحرب وصفت بأنها “حرب أولبرايت”.

هناك مثل آخر في هذا السياق ربما يقرب الصورة المتكاملة لهذه السياسية الأمريكية الأولى التي تولت قيادة الدبلوماسية الأمريكية، ويتمثل في مواقفها وتصريحاتها الشديدة تجاه نظام صدام حسين في العراق.

كلن يروق لمادلين أولبرايت التي كانت توفيت في عام 2022 بعد صراع طويل مع السرطان، الحديث عن ولعها بما يمكن وصفه بـ “دبلوماسية الدبابيس”، وأنها كانت توصل رسائل إلى محاوريها الأجانب من خلال حُلي على شكل دبابيس تزين بها ملابسها وتحملها معاني خاصة.

أولبرايت كانت أرجعت الفضل في لغة “الدبابيس” إلى صدام حسين، مشيرة إلى أن “الولع” بهذا النوع من الرسائل بدأ من العراق، حيث مضت مادلين في شكل سفيرة للأمم المتحدة بعد حرب الخليج، ووجهت العديد من الانتقادات الشديدة لصدام حسين، ثم ظهرت لاحقا قصيدة في الصحف المحلية تصفها بأنها “أفعى لا نظير لها”.

خلال مؤتمر صحفي مخصص للوضع في العراق، روت مادلين أنها ارتدت “دبوسا” على شكل “أفعى”، ومنذ ذلك الحين باتت تستعمل حليها في حديث صامت مع الأطراف الأخرى.

طرح على أولبرايت في 12 مايو عام 1996 على شاشة شبكة “سي بي إس” ببرنامج “60 دقيقة”، سؤال يقول: “سمعنا أن نصف مليون طفل عراقي لقوا مصرعهم في العراق نتيجة لفرض عقوبات. أعني هذا العدد أكبر من الأطفال الذين قتلوا في هيروشيما. هل يستحق هذا الأمر؟ لم تتردد اولبرايت وأجابت: ” نعتقد أن الأمر يستحق ذلك”.

أما بالنسبة لمضاعفات حربها ضد “صربيا”، فقد تواصل “سوء التفاهم” إلى أن تفجر في موقف “مزعج” في عام 2012.. في تلك المناسبة كانت مادلين أولبرايت في براغ في حفل توقيع تدشن به كتابها “شتاء براغ”. اقترب منها عدد من النشطاء وطلبوا منها أن تضع توقيعها على صور من قتل خلال حرب عام 1999، فما كان وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة إلا أن طردتهم وهي تصرخ: “أيها الصرب الكريهون، أغربوا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى