عربيعربي ودولي

قيادي في حم.اس: مصرون على وقف العدوان قبل أي صفقة

أكد قيادي كبير في حركة “حماس”، الأربعاء، وجود انسجام تام بين قيادتي الحركة السياسية والعسكرية، حيث أن التنسيق بينهما رغم حجم العدوان الإسرائيلي والملاحقة المستمرة لا يزال في أفضل أحواله.

وقال القيادي إن “قيادة الحركة مؤمنة بحتمية النصر ودحر الاحتلال وإجباره على الرضوخ التام لمطالب للشعب الفلسطيني، وللمقاومة الحريصة على حقوق شعبها المشروعة، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وتبييض السجون الإسرائيلية”.

وأضاف أن “هناك اتفاقا على عدم الرضوخ لأي ضغوطات بشأن هدنة إنسانية أو وقف مؤقت لإطلاق النار، من أجل تنفيذ تبادل صفقة تبادل جديدة للأسرى”.

وأكد أن “الموقف الذي يحمله وفد الحركة الموجود في القاهرة، برئاسة رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية، منسجم تماما مع ما صرحت به المقاومة، وخلاصته أن الحركة لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا بوقف الحرب وقبول شروطها”.

وشدد على “أن المفاوض القطري الذي يقود المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي متفهم تماما لموقف (حماس)، وأكد عليها في كل لقاءاته مع الوفود الإسرائيلية”.

وتابع أن “قطر تؤدي دورا بالغ الأهمية، وهي مع وقف العدوان بشكل كامل، وتعود لقيادة الحركة في كل تفصيلة جديدة تود الاستفسار عنها. ونحن نقدر ذلك”، كاشفا أن “الإدارة الأميركية تواصلت في بداية العدوان مع الحركة مرارا من خلال القيادة القطرية، لكن هذه الرسائل المتبادلة توقفت أخيرا”.

واستدرك أنه “لا مشكلة لدى حماس في عودة تبادل الرسائل مع القيادة الأميركية، لكن دون تقديم أي تنازلات”.

والتقى رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” ديفيد برنيع، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية “سي آي إيه”، وليام بيرنز، في إحدى العواصم الأوروبية، الاثنين، للتباحث بشأن صفقة تبادل أسرى جديدة.

وحول أسباب زيارة حماس والجهاد لمصر، قال القيادي في “حماس”، إن “لمصر دور كبير في مجريات الأمور، والتواصل معها لم ينقطع أبدا، وجيد أن نسمع منهم ويسمعوا منا. هم يعرفون موقفنا تماما، لكن الأمر يجب أن يتجاوز ملف التبادل إلى الحديث الجاد والفاعل في رفع الحصار وفتح معبر رفح، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية بأسرع وقت ممكن”.

وفي ظل الضغوطات المتواصلة على حكومة الاحتلال، أفادت صحيفة /يديعوت أحرونوت/، أمس الثلاثاء، بأنّ “إسرائيل تدرس تقديم تنازلات في سبيل إبرام صفقة جديدة”، مشيرة إلى أنّ “المسؤولين الإسرائيليين يدركون أنّ الثمن قد يكون باهظاً هذه المرة، مقابل إفراج (حماس* عن محتجزين، وعليه يدرسون إمكانيات إطلاق سراح أسرى كبار، (لهم وزن نوعي)، في سبيل استعادة المحتجزين الإسرائيليين”.

وتتخوف تل أبيب في الوقت ذاته، من أنّ تجديد المفاوضات من أجل إعادة المحتجزين ينطوي على بعض المخاطر، من منظورها، بما في ذلك التأثير على سير حربها البرية على قطاع غزة.

وعليه يشدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت في تصريحاتهما، على أنّ الضغط العسكري هو الأمر الوحيد الذي يقود إلى نتائج أمام حركة “حماس”.

وعلى ذلك، يعلق القيادي أن “حماس تتابع بشكل حثيث كل التطورات في داخل اسرائيل وتعلم تماما حجم الضغوطات على حكومة الحرب لإعادة الأسرى، لكنها بالمقابل واعية لكل المناورات التي يحيكها قادة إسرائيل ومحاولتهم استهلاك الوقت لارتكاب المزيد من الجرائم في غزة”.

وكشفت صحيفة /يديعوت أحرونوت/، أنّ “إسرائيل تحدثت عن 3 مبادئ أساسية في المفاوضات؛ الأول أنّ أي مفاوضات مع حركة حماس تكون تحت إطلاق النار، ولن يكون ولو يوم هدنة واحد دون إعادة المحتجزين”.

أما الشرط الإسرائيلي الثاني، فهو “صفقة تستمر من حيث توقفت الصفقة السابقة”، بمعنى أنّ إسرائيل لن تتنازل عن إعادة النساء اللواتي بقين في الأسر.

والشرط الثالث الذي تتمسك به إسرائيل، أن “تتم الصفقة بحسب مفاتيح واضحة لكل واحدة من الفئات”.

وكان مصدر مصري كشف في تصريحات صحفية، أنّ “المسؤولين في القاهرة بالتنسيق مع الدوحة، أبلغوا مسؤولين في الإدارة الأميركية، بصعوبة إبرام اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة (حماس)، شبيه بالاتفاق الذي جرى في السابق، في ظل تمسك المقاومة بالشرط الخاص بوقف فوري لإطلاق النار، وعدم المشاركة في أي مفاوضات تحت القصف”.

ورغم ذلك، أوضح المصدر في “حماس”، أنّ “الإدارة الأميركية لا تزال تعتقد أنه بالإمكان التوصل لاتفاق جديد شبيه بالاتفاق السابق، إذا مارست مصر وقطر ضغوطا أوسع على (حماس)، وهو ما تراه القاهرة، بعيداً تماماً عن الواقع”.

مع ذلك، تدرك إسرائيل أنّ الصفقة هذه المرة ستكون أكثر تعقيداً من المرة الماضية، وأنّ حركة “حماس” تريد من خلالها التوصل إلى فترة طويلة من وقف إطلاق النار، بحسب التقديرات الإسرائيلية، فيما إسرائيل، غير مستعدة لمنحها ذلك وإنما العمل بمبدأ إطلاق سراح محتجزين مقابل أيام هدنة، وليس أكثر من ذلك.

وتواصل دولة الاحتلال زيادة الضغط العسكري على حركة “حماس”، معتقدة أن ضغطا من هذا النوع فقط سيدفع الحركة لإبداء مرونة في المفاوضات من أجل صفقة جديدة.

وكانت حماس رفضت الاستجابة للاقتراح الإسرائيلي الخاص بصفقة تبادل الأسرى، والتي تشمل، كخطوة أولى، جنديات وبعض كبار السن من الرجال الأسرى في قطاع غزة، حيث تضمن الطرح الإسرائيلي إمكانية إطلاق سراح قيادات بارزة ممن قضوا فترات طويلة في السجون الإسرائيلية، ودراسة إمكانية الإفراج عن أسرى “فلسطينيين نوعيين”كانوا أدينوا “بقتل إسرائيليين” في الصفقة المقبلة.

ولليوم الخامس والسبعين على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي بمساندة أميركية وأوروبية عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى عدوان الاحتلال المستمر على القطاع، لارتفاع حصيلة الشهداء إلى 20 ألفا، إلى جانب أكثر من 25 ألف إصابة، فيما أسفر العدوان عن دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى