احداث اقتصاديةاقتصاد

كيف سيتأثر الإقتصاد العالمي في ظل اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية؟

رؤيا نيوز – على الرغم من أن الحرب الروسية الأوكرانية قد دخلت شهرها الثاني، ولكنها تعد مستجد جيوسياسي يضغط على الإقتصاد العالمي ويزيد من أعبائه وأثقاله. لم يكد الإقتصاد العالمي ليتخلص بعد من الآثار السلبية التي خلفتها جائحة كورونا والتي أحدث خللاً في الشركات المتوسطة والصغرى وسوق العمالة حول العالم والناتج الإجمالي العالمي أو الناتج الإجمالي المحلي للدول، بالإضافة إلى حركة الصادرات والواردات وسوق الطاقة العالمي الذي يعد هو المحرك الأساسي للإقتصاد العالمي وغيرها الكثير. جميع ما سبق ذكره هو الآثار السلبية التي أحدثتها جائحة كورونا (كوفيد – 19) في الإقتصاد العالمي على مدار عامين أو أكثر بقليل.

 

ولكن إذا ما نظرنا إلى الحرب الروسية الأوكرانية سنجد أنها أحدثت أيضاً أثراً سلبياً وخللاً جسيماً ملموساً في الإقتصاد العالمي خلال هذه المدة القصيرة منذ 24 من فبراير الماضي 2022 وحتى الآن، ولربما يكون الأمر أكثر تعقيداً في المستقبل في حال اتسعت منطقة الصراع جغرافياً إلى الدول المجاورة. حتى الآن هي ليست حرب عالمية ثالثة بالمعنى الحقيقي للكلمة، ولكن الكثيرين يعتقدون أنها مقدمة لحرب عالمية ثالثة. يعاني الإقتصاد العالمي في الوقت الحالي من أزمة تضخم وارتفاع في أسعار المواد الأولية وهي أزمة ناتجة عن الآثار السلبية لجائحة كورونا، فنتيجة للخلل الذي أحدثته هذه الجائحة في سلاسل التوريد فقد أدى ذلك إلى قلة في المعروض وزيادة في الطلب، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية عالمياً.

 

لابد أن نذكر أيضاً أن الخطط التي توافقت عليها كل من منظمة أوبك OPEC وحليفتها أوبك بلس +OPEC لضبط القدرة الإنتاجية للنفط الخام من أجل ضبط أسعار النفط في سوق الطاقة والحفاظ على استقرار السوق. هذه الخطط آتت أكلها بالفعل، ففي يوم 23 فبراير الماضي في اليوم السابق من بدء انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية أغلقت أسعار النفط الخام العالمية (خام بنت – عقود آجلة) عند مستوى 97 دولار للبرميل. ربما كان الإعلان عن نية روسيا القيام بعملية عسكرية في أوكرانيا قبل الموعد الفعلي لبدء العملية العسكرية وتصاعد التوتر على الحدود بين البلدين قد ساعد أيضاً على ارتفاع أسعار النفط. ومع بدء انطلاق العملية العسكرية ارتفعت أسعار النفط العالمية إلى مستويات قياسية بلغت 135 دولار للبرميل.

 

لا شك أن ارتفاع أسعار مصادر الطاقة العالمية سواء النفط الخام أو الغاز الطبيعي أو الفحم أو غيرها هو سبب رئيسي لأزمة التضخم التي يشهدها العالم في الوقت الحالي. ولكن الحرب الروسية الأوكرانية ساعدت في تسارع ارتفاع أسعار النفط العالمية وهو ما قد نرى انعكاسه في بيانات التضخم التي ستصدر في شهر أبريل القادم عن شهر مارس الحالي. البنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي FED قام برفع معدل الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية 0.25% لتستقر أسعار الفائدة على الدولار الأمريكي الآن عند 0.50% مع توارد أنباء عن نية الفيدرالي برفع معدل الفائدة بنحو 6 مرات خلال عام 2022 من أجل كبح جماح معدل التضخم في الولايات المتحدة.

 

الأمر أشبه بالأواني المستطرقة، فارتفاع أسعار مصادر الطاقة عالمياً يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية والمنتجات والخدمات وهذا يساعد في ارتفاع معدلات التضخم. ولكن لم تكن أسعار مصادر الطاقة العالمية هي فقط من شهدت ارتفاع في قيمتها ولكن أيضاً المعادن الثمينة مثل الذهب الذي يتجه إليه المستثمرين كملاذ آمن لأموالهم واستثماراتهم في أوقات الأزمات، وبالفعل فقد ارتفعت أونصة الذهب إلى مستوى مقارب للمستوى الذي حققته في أغسطس 2020 عند 2,070 دولار خلال شهر مارس الحالي 2022 بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. أسعار معدن النيكل قفزت بنحو 250% بسبب الحرب وتخطط مستوى 100 ألف دولار للأونصة خلال مارس الحالي.

 

نأتي الآن للأمر الأكثر أهمية وهو ارتفاع أسعار السلع الغذائية والحبوب عالمياً بشكل غير مسبوق مما يهدد بعدم استقرار الأمن الغذائي العالمي وحدوث مجاعات في مناطق متفرقة حول العالم أو بالتحديد في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. ولكن لماذا ارتفعت أسعار الغذاء والحبوب عالمياً؟ الإجابة على هذا السؤال هو أن البلدين الذين يدور بينهما للصراع هما من أكثر الدول المصدرة للقمح والحبوب عالمياً. ويمكننا أن نتخيل العقوبات الإقتصادية المفروضة على روسيا وكذلك نوح أعداد كبيرة تقدر بالملايين من الشعب الأوكراني وهو ما يهدد بنقص المواد الغذائية عالمياً وبالتالي ارتفاع أسعارها وهو ما يهدد الأمن الغذائي العالمي.

 

ومع بداية الحرب الروسية الأوكرانية قامت الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وبعض الدول الأخرى مثل كندا واليابان بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا كانت من أبرزها عزل المصارف الروسية من نظام سويفت SWIFT وحظر الولايات المتحدة لواردات النفط والغاز الروسية وهو الأمر الذي علقت عليه روسيا بأن مثل ذلك القرار سوف يدفع أسعار النفط العالمية إلى مستوى 300 دولار للبرميل. مؤخراً أيضاً قامت روسيا بالرد على العقوبات الإقتصادية التي فرضت عليها، حيث قال الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا لن تقبل بمدفوعات النفط والغاز التي تصدرها لأوروبا إلى بالروبل الروسي، وهو ما دفع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى مستويات قياسية (130 يورو لكل ميغا واط / ساعة).

 

الجدير بالذكر أن واردات أوروبا من الغاز الروسي بلغت 45% في عام 2021. ومن المتوقع أن سارت الأوضاع من سيئ إلى أسوأ بشأن الحرب الروسية الأوكرانية واستمرت سوق السلع في الإرتفاع (سلع معدنية – سلع طاقية – سلع غذائية)، فسوف يفاقم ذلك من أزمة التضخم العالمي أكثر فأكثر سواء على صعيد المنتجات أو الخدمات وبالتالي فسوف يؤثر ذلك سلباً على معدل النمو الإقتصادي العالمي. وكذلك يمكن للأمن الغذائي العالمي أن يواجه تهديدات حقيقية وتنتشر المجاعات والصراعات الأهلية في بعض الدول حول العالم.

المصدر: Unsplash

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاستثمار أون لاين عبر الهاتف أصبح في متناول الجميع

 الاستثمار أون لاين عبر الهاتف

 

لقد أصبح الاستثمار أون لاين عبر الهاتف في متناول الجميع الآن، وبإمكان المتداولين والمستثمرين الآن متابعة تحركات واتجاهات أسواق المال والأسهم لحظة بلحظة. أننا نعيش الآن عصر تكنولوجيا الجيل الرابع والذي أصبح كل شيء فيه يعتمد على الرقمنة. وليس خفياً علينا أن العديد من الدول حول العالم تتجه لتقنين وتنظيم مجال الأصول الرقمية المشفرة، وقد اتخذت الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن خطوة هامة على هذا الصعيد، حيث أصدر الرئيس الأمريكي أمراً تنفيذياً بتقنين مجال الأصول الرقمية في الولايات المتحدة خلال شهر مارس الحالي. الإتحاد الأوروبي قام أيضاً باتخاذ خطوة مماثلة من خلال البرلمان الأوروبي الذي وافق على حزمة تشريعية لتنظيم وتقنين الأصول المشفرة، هذا إلى جانب العديد من الدول الأخرى حول العالم.

 

ولطالما أنك تحمل هاتفاً ذكياً إذاً سيكون الاستثمار اون لاين عبر الهاتف في متناولك، عن طريق اختياركلوسيط موثوق ومرخص، حيث أن العديد من الوسطاء الآن يوفرون للمتداولين والمستثمرين في أسواق المال والأسهم تطبيقات تعمل على أنظمة iOS وأندرويد ليتمكنوا من خلالها معرفة اتجاهات وتحركات أسواق المال والأسهم وكذلك العملات الرقمية المشفرة، وبالتالي التداول على هذه الأدوات المالية أينما كانوا في أي مكان وفي أي زمان. شركات الإتصالات أيضاً تعمل على توفير باقات الإنترنت التي تمكن المستخدم من الإتصال بالإنترنت في كل مكان وزمان من أجل متابعة استثماراته بشكل لحظي.

 

تطبيقات الوسطاء على الهواتف الذكية أصبحت الآن توفر جميع ما يحتاجه المتداول أو المستثمر من أسواق وأدوات مالية وأخبار على مدار اليوم والأسبوع. وتتميز هذه التطبيقات بسهولة الإستخدام وسهولة الوصول للمنتجات القابلة للتداول في جميع الأسواق. كما أن المتداول أو المستثمر يمكنه القيام بعمليات شراء وبيع أي أصل أو سند مالي من خلال هذه التطبيقات أو ربما إيداع الأموال أو سحبها من حسابه لدى الوسيط في أي مكان أو زمان. بإمكان المستثمر أيضاً تداول الأصول الرقمية من خلال امتلاك محفظة على منصات أو بورصات العملات الرقمية، لأن سوق الرموز الغير قابلة للإستبدال (NFTs) هو الآخر آخذ في التوسع، حيث أشارت آخر التقارير أن مبيعات هذا السوق تجاوزت ال 17 مليار دولار في عام 2021.

 

ولذلك فإن الاستثمار أون لاين عبر الهاتف الذكي أصبح الآن في متناول الجميع وهو ما يسهل عملية الإستثمار في جميع الأسواق.

 

أخبار اقتصادية عامة

 

هذه الفقرة سوف تتضمن أخبار اقتصادية عامة، ومن بين آخر الأخبار هو تصريح رئيس البنك الإحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن معدل التضخم في الولايات المتحدة أصبح مرتفعاً للغاية، ولكن البنك الإحتياطي الفيدرالي سوف يتخذ كل الخطوات اللازمة من أجل معالجة هذا الأمر وإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي. جيروم باول تعهد بأن يتخذ إجراءات صارمة ومتشددة تجاه التضخم التي تعاني منه الولايات المتحدة، والذي يعرض انتعاش الإقتصاد الأمريكي للخطر على حد تعبيره.

 

وقال باول أن البنك الإحتياطي الفيدرالي سوف يواصل رفع أسعار الفائدة حتى يصبح التضخم تحت السيطرة، وأوضح أنه من الممكن أن يتم رفع معدل الفائدة خلال المرات القادمة بمعدل أعلى وأكبر من المرة السابقة، والتي كانت هي الأولى منذ ثلاث سنوات.

 

أخباراقتصاديةعامة أخرى تتحدث بشأن تحذير منحنى عائد السندات القصيرة الأجلة من حدوث ركود اقتصادي من الممكن أن يؤدي إلى كساد. ويخشى الخبراء من انعكاس محتمل لمنحنى عائد سندات الخزانة الأمريكية. وغالباً ما ينظر إلى منحنى العائد المقلوب على أنه إشارة إلى أن المستثمرين أكثر قلقاً بشأن المستقبل القريب من المدى الأطول، وهو ما يحفز أسعار الفائدة على السندات قصيرة الأجل للتحرك إلى الأعلى من تلك المدفوعة على السندات طويلة الأجل.

 

أخبار اقتصادية عامة أيضاً تفيد ببدء الإتحاد الأوروبي في البحث عن إمدادات طاقة بديلة لمصادر الطاقة الروسية التي يعتمد عليها الإتحاد الأوروبي الآن بشكل كبير أو بنسبة 45% بحسب الإحصاءات لعام 2021. الإتحاد الأوروبي يخشى أن تستخدم روسيا الغاز الطبيعي كسلاح من الممكن أن يهدد استقرار الإتحاد الأوروبي في حال حدوث توتر سياسي أو نزاع عسكري.

 

ولذلك رأينا مؤخراً توجه وزير الشؤون الإقتصادية الألماني روبرت هابيك إلى قطر من أجل توقيع اتفاق طويل الأمد لإمدادات الطاقة. كما يرى الإتحاد الأوروبي الجزائر كبديل لروسيا في توفير احتياجات الإتحاد اللازمة من الطاقة، هذا بالإضافة إلى مصر التي دخلت عالم الغاز الطبيعي بقوة خلال العقد الماضي بعد سلسلة اكتشافات أعلنت عنها كانت هي الأكبر في منطقة شرق البحر المتوسط، وأيضاً مع امتلاك مصر لإمكانيات تسييل الغاز الطبيعي مثل محطاط الإسالة.

 

اقتصاد روسيا

 

تعد روسيا واحدة من الدول العشرين الأقوى اقتصادياً حول العالم، ويقوم اقتصاد روسيا على الموارد الطبيعية الوفيرة نتيجة للمساحة الكبيرة لدولة روسيا التي تقدر ب 17 مليون كيلو متر مربع مثل المعادن ومصادر الطاقة الطبيعية مثل النفط الخام والغاز الطبيعي. وتبلغ احتياطيات روسيا من النفط الخام نحو 80 مليار برميل من النفط الذي يشكل نسبة 5.2% من الإحتياطي العالمي، حيث تحتل روسيا المرتبة السابعة في قائمة أكبر الدول من حيث الإحتياطي النفطي.

 

أما عن الغاز الطبيعي فتأتي روسيا في المرتبة الأولى ضمن قائمة أكبر دول العالم من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي، والتي تقدر ب 48.9 تريليون متر مكعب، كما تأتي روسيا في المرتبة الأولى من حيث الدول المصدرة للغاز الطبيعي بنحو 199.9 مليار متر مكعب بحسب الإحصائيات لعام 2020. اقتصاد روسيا قائم أيضاً على التعدين والصناعة الثقيلة، فلدى روسيا احتياطيات كبيرة من الحديد والنحاس والألومنيوم والنيكل وغيرها من المعادن الأخرى التي تدخل في العديد من الصناعات الحيوية. أما عن الصناعة فلدى روسيا إمكانيات كبيرة في مجال صناعة الأسلحة عالية التقنية، حيث تمتلك روسيا مقاتلات من الجيل الخامس، وهي تعد من الأحدث عالمياً، كما تمتلك أنظمة دفاع جوي تعتبر الأقوى عالمياً، بالإضافة إلى ذلك صناعة السكك الحديدية.

 

اقتصادروسيا قائم أيضاً على الزراعة، حيث تعد روسيا أكبر دولة منتجة ومصدرة للقمح والحبوب حول العالم.

المصدر: Unsplash

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى