منوعات

لا سبب له ويخرج عن السيطرة تمامًا.. ما هو الكذب المرضي؟

 يعاني البعض من اضطراب الكذب المرضي. يروي هؤلاء أمورًا غير صحيحة في أحاديثهم، حتى أنهم يسترسلون في اختلاق التفاصيل الصغيرة لأحداث تبدو في تطرفها أو غرابتها غير واقعية.

ولا تحول مواجهتهم بعدم صدقهم دون استمرارهم في الكذب، لا سيما وأن الأمر خارج عن سيطرتهم.

ويعرّف موقع healthline ما يعانيه هؤلاء على أنه سلوك مزمن للكذب القهري أو المعتاد، والذي يبدو بخلاف الكذبة البيضاء العرضية، التي يتوخى من خلالها الأشخاص عادة عدم الوقوع في المشاكل أو تجنب إيذاء مشاعر الآخرين، دون سبب ظاهر.

 

علامات لاكتشاف الكذب المرضي

يورد موقع Psychcentral المتخصّص بمواضيع الصحة النفسية، علامات يمكن من خلالها ملاحظة الشخص المصاب باضطراب الكذب المرضي؛ منها التفاصيل المستفيضة وغير المطلوبة التي يقدمها في حديثه، والروايات الخيالية والدرامية، والتغييرات المتكررة التي يدخلها على القصة.

ويعدد أيضًا المراوغة والتهرب من الأسئلة أو تقديم إجابات غامضة، فضلًا عن تحوّل المصاب إلى الموقف الدفاعي عند مواجهته بعدم صحة ما يقوله، إلى جانب ملاحظة اختلافات في ذكريات المستمع عن الأحداث التي يقوم بذكرها.

وبحسب الموقع، يمكن أن يعيد هؤلاء سرد قصة حدثت مع المستمع، ويمررونها على أنها حصلت معهم.

 

ما هي أسباب الكذب المرضي؟

مما يذكره موقع Psychcentral في هذا الإطار ارتباط الكذب المرضي لدى البعض بصدمات الطفولة.

وينقل عن الدكتورة نانسي إروين، الأخصائية في علم النفس الإكلينيكي، أن هذا السلوك ربما يكون قد تم تطويره كآلية تكيّف لمساعدة شخص ما على تلبية احتياجاته.

وتلفت إروين إلى أن هؤلاء الأشخاص عادة ما ينشؤون في بيئات حيث يتعلّمون مبكرًا أنهم ليسوا جيدين بما يكفي، فضلًا عن أن كونهم كثيري الأخطاء أمر غير مقبول. وتؤكد أنهم تعرضوا للإهمال العاطفي والانتقاد بشدة.

في إطلالة سابقة على شاشة “العربي”، يشير طبيب الطوارئ والاختصاصي في علم النفس محمود بحيص، إلى ما وجده علماء النفس بشأن أسباب الكذب المرضي؛ ومن بينها صدمات الرأس والصدمات النفسية والصرع وفرط الحركة وقلة التركيز والعديد من الأمور الأخرى.

 

“يصدق كل ما يقوله”

إلى ذلك، يوضح بحيص أن بعض علماء النفس لا يعتبرون الكذب المرضي حالة مرضية، بل إحدى المواصفات التي قد تتواجد في بعض الأمراض النفسية مثل ارتفاع الذات أو ثنائي القطب أو أشباه الذهان.

لكنه يردف بأن الاضطراب صُنف في دليل الأمراض النفسية – الطبعة الثالثة – على أنه مرض خاص بحد ذاته.

وفيما يلفت إلى أنه يبدأ بالكذب البسيط، يقول إنه يصبح مرضًا مزمنًا إن تجاوز الأمر الستة أشهر.

ويشير إلى أنه مع تحوّل نوع السلوك إلى إحدى مواصفات الشخصية لا يكون الكاذب على يقين بأنه يكذب، بل يصدق كل ما يقوله ويدافع عن أفكاره.

وبالحديث عن كيفية التعامل مع هذه الشخصيات، يؤكد صعوبة تشخيص المرض مع اتفاقه مع بقية الأمراض النفسية الأخرى.

مع ذلك، يؤكد أهمية تدخل الطبيب النفسي لتشخيص الحالة، متحدثًا عن ضرورة مرافقة الشخص إلى الطبيب بشكل سلس دون التصادم معه، وإقناعه بأن هناك مشكلة عائلية مشتركة سيتم حلها بذلك، وأن الخلل ليس فيه تحديدًا، بحسب قناة العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى