منوعات

لقاح جديد يؤخر انتكاسات سرطانات محددة

أظهر لقاح جديد مؤشرات “واعدة” إلى قدرته على الوقاية من انتكاسات أنواع محددة من سرطانات البنكرياس والأمعاء بالنسبة إلى المرضى الذين سبق أن خضعوا لعملية جراحية.

وبحسب ما أشار الباحثون، فإن تجنب الانتكاس قد يساعد المرضى في زيادة فرصهم للبقاء على قيد الحياة.

في الدراسة، أعطي المرضى لقاح تجريبي من شأنه استهداف جين السرطانات المتحورة “KRAS” – وهو جين شائع موجود في الأورام، بخاصة في سرطانات البنكرياس والأمعاء (القولون والمستقيم). وفي المرحلة الأولى من التجربة، تلقى 25 مريضاً يعانون السرطان، اعتبروا معرضين لخطر الانتكاس بحد أقصى 10 جرعات من لقاح ELI-002 تستهدف طفرات KRAS.

ووفقاً لنتائج الدراسة، نجح اللقاح في حشد جهاز المناعة في الجسم بعدد كبير من الخلايا التائية [نوع من خلايا الدم البيضاء لها أدوار في نظام المناعة]، مستهدفاً مكافحة الخلايا السرطانية العالقة بعد الجراحة والعلاج الكيماوي.

ويرى الباحثون أن هذه الاستجابة المناعية القوية تحمل المفتاح لحماية المرضى المعرضين بشكل كبير لخطر تجدد الإصابة بالسرطان على المدى الطويل.

وتشير الدراسة إلى استجابة للخلايا التائية في 84 في المئة من جميع حالات المرضى وفي 100 في المئة من حالات أولئك الذين تلقوا أعلى جرعة.

كما أن استجابات الخلايا التائية كانت تنبئ بتقلص معتبر في الورم وارتبطت بانخفاض بنسبة 86 في المئة لخطر الانتكاس أو الوفاة.

وتعمل الخلايا التائية المناعية كخلايا قاتلة، تهاجم الخلايا التي تحمل المرض، أو يمكن أن تعمل كخلايا مساعدة من خلال دعم خلايا الدم البيضاء الأخرى لإنتاج الأجسام المضادة.

ويعتبر اللقاح علاجاً مناعياً، وأحد أنواع العلاجات يساعد الجهاز المناعي على رصد السرطان والقضاء عليه.

من جانبه، قال الباحث الرئيس شوبهام بانت، الأستاذ الشريك في طب الأورام في الجهاز الهضمي، من مركز أم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس “لا يزال المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية لاستئصال سرطان البنكرياس معرضين لخطر تجدد الإصابة بالمرض، حتى بعد الانتهاء من العلاج الكيماوي”، موضحاً أن “هذا ينطبق بشكل خاص على المرضى الذين يكونون إيجابيين بالنسبة للحمض النووي للورم (ctDNA)، مما يعرضهم لخطر الانتكاس أكبر”.

مضيفاً “وعندما ينتكس هؤلاء المرضى، لا يمكن علاج المرض، لذلك فمن المؤكد أن هذه منطقة من الاحتياجات غير الملباة”. “لا يزال الوقت مبكراً، لكننا رأينا بعض النتائج المبشرة بأن هذا اللقاح قد يساعد عديداً من هؤلاء المرضى على تجنب الانتكاس، وتعزيز فرص بقاء المريض على قيد الحياة، كما أظهر أيضاً السلامة المطلوبة، وهو أمر مثير”.

ومن الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً التي لوحظت في الدراسة، التي نشرت في مجلة “نيتشر ميديسن” Nature Medicine، التعب وتفاعلات موقع الحقن وآلام العضلات.

وتفيد “منظمة سرطان البنكرياس في المملكة المتحدة” Pancreatic Cancer UK أن طفرات الجين “KRAS” هي العامل الرئيس للمرض ويقدر أن ما يقرب من 90 في المئة من سرطانات البنكرياس هي بسبب طفرات “KRAS”.

حالياً، يتم تشخيص 10500 شخص بسرطان البنكرياس سنوياً في المملكة المتحدة، وبناءً على ذلك، تشير التقديرات إلى أن ثمة أكثر من 9 آلاف شخص سنوياً مصابون بسرطان البنكرياس المرتبط بجين “KRAS”.

مع ذلك، فإن أقل من 10 في المئة من المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان البنكرياس قادرون على إجراء عملية جراحية.

ووفقاً للأطباء، واجه المرضى الـ25 الذين تم تسجيلهم في الدراسة نظرة قاتمة. وعلى رغم خضوعهم لعملية جراحية لإزالة الورم وتحمل جولات العلاج الكيماوي، ظلوا معرضين لخطر الانتكاس.

فيما أشار رئيس البحث في “مركز سرطان البنكرياس” في المملكة المتحدة “نحن في أمس الحاجة لمزيد من الخيارات العلاجية لسرطان البنكرياس”، مضيفاً “الجراحة هي علاجنا الوحيد حالياً المحتمل لهذا المرض، لكن بشكل مأسوي 75 في المئة من حالات السرطان تتكرر”.

وأستطرد “كان للعلاجات المناعية، التي تسخر وتضخم جهاز المناعة في الجسم لتدمير الخلايا السرطانية، لها أثر جذري بالفعل على أنواع السرطان الأخرى”. “ومع ذلك فحتى الآن، لم يظهر نفس التأثير على سرطان البنكرياس”.

مشيراً إلى أن “هذه دراسة مبكرة جداً وعلى نطاق صغير مصممة لتقييم ما إذا كان هذا النهج آمناً وممكناً”. “ومع ذلك، فإن هذه النتائج مبشرة، وإذا أثبتت المراحل التالية من هذا البحث نجاحها، فقد يكون هذا اللقاح سلاحاً حيوياً جديداً ضد أكثر السرطانات شيوعاً وفتكاً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى