للتخلص من المخزون الكبير .. شركات تصنيع السيارات تخفض أسعارها

بدأت شركات تصنيع السيارات في العالم بخفض أسعار منتجاتها من السيارات، في محاولة منها للتخلص والتخفيف من مخزونها غير المباع، من سيارات الركاب الجديدة، قبل نحو 3 أشهر من نهاية العام، مما يدلل إلى أن حرب تخفيض الأسعار انطلقت بالفعل.
ويشهد أكبر سوق سيارات في العالم حرب أسعار محتدمة في هذه الفترة، فيما تشير البيانات الرسمية إلى أن الوضع يزداد حدة.
ففي الربع الأول من العام الحالي 2023 ، شهدت نسبة 20% من جميع المركبات المباعة في السوق، انخفاضا في أسعار المعاملات بأكثر من 10 آلاف يوان (1500 دولار أميركي)، وفقا لتحليل أوردته «بلومبيرغ» استنادا إلى المعلومات التي جمعتها شركة الأبحاث «تشاينا أوتو ماركت شو» China Auto Market show.

بالعودة إلى شباط، كانت هذه النسبة 12% فقط من جميع إصدارات السيارات، بينما كانت أقل من 6% قياسا بالفترة ذاتها العام الماضي.
يشار أن سوق السيارات الصيني يجمع أكثر من 3 آلاف نوع مختلف من طرازات السيارات في مجموعة البيانات الخاصة به كل شهر والتي دققت فيها «بلومبيرغ».
ويقول الخبير في مجال الطاقة والنفط هاشم عقل، أن صناعة السيارات ستكون أمام تحدٍ كبير خلال الأشهر الأخيرة العام الحالي، بسبب وفرة السيارات في السوق، وفشل الطلب في مواكبة العرض، مؤكدا أن عام 2023 سيكون عاماً صعباً جديداً بالنسبة لمُصنعي السيارات في العالم، وهذا ما كانت أكدته مذكرة، أصدرها بنك UBS السويسري في وقت سابق من العام الحالي، أشار فيها إلى أن مستوى إنتاج السيارات الجديدة خلال 2023 سيفوق حجم المبيعات بنسبة 6 في المئة؛ ما سيُبقي أكثر من 5 ملايين سيارة غير مبيعة.
وأشار عقل إلى مذكرة UBS التي حذرت من أن الاتجاه الصعودي لجداول إنتاج شركات تصنيع السيارات،والتي تُظهر أن هناك خطراً كبيراً في الإفراط في عمليات الإنتاج؛ ما يزيد الضغوط على أسعار السيارات ويدفع الشركات إلى إطلاق حرب تخفيض الأسعار، للتخلص من مخزونها الراكد، وهذا بالفعل ما بدأ خلال هذه الفترة .
وعموما تعاني صناعة سيارات الركاب في العالم من صعوبات منذ نهاية عام 2019، حيث تسبب وباء كوفيد-19، إضافة إلى أزمة نقص الرقائق الإلكترونية، في تعطيل سلاسل تصنيع وتوريد السيارات في جميع أنحاء العالم بضع مرات، ما بين عامي 2020 و2022، ما أجبر شركات صناعة السيارات على خفض إنتاجها، حيث ترافق ذلك أيضاً مع انخفاض كبير في المبيعات.
وتشير تقديرات المنظمة الدولية لمصنعي السيارات «OICA» ‏إلى أن مستوى إنتاج سيارات الركاب في العالم، وصل إلى 67.1 مليون سيارة في عام 2019، في حين وصلت المبيعات إلى 64 مليون سيارة، ولكن هذه الأرقام شهدت تدهوراً كبيراً في عام 2020 مع إنتاج 55.8 مليون سيارة وبيع 53.9 مليون سيارة. وشهدت صناعة السيارات تحسناً طفيفاً في 2021، حيث أظهرت أرقام منظمة «OICA» ارتفاع عمليات انتاج سيارات الركاب إلى 57 مليون سيارة، في حين بلغت المبيعات مستوى 56.4 مليون سيارة، حيث أدى تقارب أرقام الإنتاج من أرقام المبيعات، إلى تعزيز المخاوف من أن تصل صناعة السيارات إلى وقت يصبح فيه العرض أقل من الطلب، لينعكس هذا الخوف ارتفاعاً في أسعار السيارات، وصلت نسبته بين عامي 2020 و2021 إلى أكثر من 17 في المئة، بحسب شركة «كيلي بلو بوك» لتقييم المركبات وأبحاث السيارات. ومع بدء تخلص العالم من قيود كوفيد-19 في عام 2022 وعودة دورة العمل إلى مسارها الطبيعي، بدأت صناعة سيارات الركاب تستعيد عافيتها، وبدأ المعروض من السيارات الجديدة يتحسن أيضاً، إذ تم خلال 2022 انتاج 61.5 مليون سيارة وبيع 57.4 مليون سيارة، لتحافظ الأسعار على مستوياتها المرتفعة بسبب عدة عوامل، أهمها ارتفاع تكلفة مواد التصنيع والمكونات، مثل الفولاذ والبلاستيك والنحاس والنيكل والكوبالت والليثيوم، ومعادن البلاتين والبلاديوم، إضافة إلى مشاكل سلسلة التوريد وارتفاع تكاليف الطاقة.
وبلغت القيمة العالمية لسوق تصنيع السيارات نحو 2.52 تريليون دولار أميركي في عام 2022، أي أقل من حجم السوق في عام 2019 عندما بلغت 2.88 تريليون دولار، حيث تعد الصين أكبر سوق للسيارات في العالم، سواء من حيث الطلب أو العرض، في حين تعتبر شركة تويوتا اليابانية أكبر شركة مبيعاً للسيارات في العالم، مع بيعها لـ 10.4 مليون مركبة خلال عام 2022. وعلى عكس السنوات القليلة الماضية، فإن ما تعاني منه صناعة السيارات في 2023، قد يكون أمراً إيجابياً بالنسبة للمستهلكين، فبقاء أكثر من 5 ملايين سيارة غير مباعة، واحتمال انطلاق حرب تخفيض أسعار السيارات بين المنتجين للتخلص من المخزون، سيكون لصالح المستهلكين الذين سيتمكنون من العثور على صفقات رائعة على السيارات الجديدة.وشركات تصنيع السيارات بدأت بالفعل بخفض أسعار سياراتها، في محاولة منها للتخلص والتخفيف من مخزونها غير المباع، من سيارات الركاب الجديدة، قبل نحو 3 أشهر من نهاية العام، مشيرة إلى أن حرب تخفيض الأسعار انطلقت بالفعل، وهي تشمل السيارات التقليدية والهجينة والكهربائية، حيث يمكن ملاحظة ما يحصل في سوق السيارات، من خلال مراقبة سلوك «تسلا»، التي لجأت إلى تخفيض أسعارها عدة مرات هذا العام. وأن صالات عرض وبيع سيارات الركاب في العالم، باتت مليئة بالعروض التي تقدم حسومات كبيرة على الأسعار، وهذا الأمر بدأ في النصف الثاني من 2023، وهو مستمر حتى الآن وبوتيرة أكبر، إذ هناك عدداً كبيراً جداً من السيارات وليس هناك ما يكفي من المشترين، معتبرة أن هذه الأخبار جيدة للمستهلكين، الذين سيعتبرون أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب للحصول على صفقة جيدة، عند شراء سيارة جديدة. وأن صناعة السيارات بشقيها التقليدي والكهربائي، استبدلت مشكلة قلة العرض التي عانت منها في 2021، بمشكلة قلة الطلب في 2023، فعندما تحّسن المعروض من السيارات الجديدة، تراجع الطلب بسبب عدة عناصر أهمها العنصر الاقتصادي.
مشيرة إلى أن ما يحصل لا يبشر بالخير بالنسبة للوضع العام لصناعة السيارات في 2024. فإن السيارات العائلية والسيارات التي تستهلك كمية كبيرة من المحروقات، ستكون الأكثر عرضة للمعاناة من تخفيضات الأسعار، في حين أنه من المتوقع أن تصمد شركات صناعة السيارات الفاخرة بشكل أكبر أمام موجة التخفيضات.

editor

Recent Posts

أسرة جامعة عمان الاهلية تهنىء بالعيد الثلاثين لميلاد سمو ولي العهد

أسرة جامعة عمان الأهلية ممثلة برئيس مجلس الأمناء دولة الأستاذ عبدالكريم الكباريتي وأعضاء المجلس ورئيس…

45 ثانية ago

خفض الوزن طريقة أكثر فاعلية للوقاية من “السكري”

توصلت دراسة حديثة إلى طريقة أكثر فاعلية للوقاية من مرض السكري من النوع الثاني. وأوضح…

5 دقائق ago

مجموعة الحوراني الاستثمارية تهنئ بالعيد الثلاثين لميلاد سمو ولي العهد

يتقدم رئيس هيئة المديرين لمجموعة الحوراني الاستثمارية " الشركة الأردنية المتحدة للإستثمار " الدكتور ماهر…

8 دقائق ago

قرار جديد لمجلس الأمن بشأن الصومال

قرر مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية، وبالإجماع، تمديد تفويضه لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال…

30 دقيقة ago

#عاجل.. 17 شهيدا بمجازر إسرائيلية بمناطق متفرقة في قطاع غزة

 يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابه المجازر بحق المدنيين في مختلف مناطق قطاع غزة وذلك لليوم 267…

45 دقيقة ago

نيبال: مقتل 9 أشخاص في انهيارات أرضية بينهم 3 أطفال

لقي 9 أشخاص على الأقل مصرعهم، اليوم السبت، بينهم 3 أطفال، بعد أن تسببت أمطار…

48 دقيقة ago