الاخبار الرئيسيةعربيعربي ودولي

لماذا سرق جيش الاحتلال “مثلث المقاومة الأحمر”؟

تحوّل “المثلث الأحمر المقلوب”، و”ولاعة”(قدّاحة) لا يتجاوز ثمنها نصف دولار، إلى رموز لصمود المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بعد ظهورها في مقاطع فيديو نشرتها كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، لعملياتها العسكرية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي على تخوم وداخل قطاع غزة.

وفي هذا الإطار، عمّت حالة من السخرية، مواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، من جيش الاحتلال، بعدما قام المتحدث باسمه، “أفيخاي أدرعي” بسرقة “مثلث المقاومة الأحمر المقلوب”، مرفقاً إياه بضرب مبان في قطاع غزة، عبر منشور نشره على منصة التواصل الإجتماعي “إكس”.

واعتبر مختصون فلسطينيون، في حديث خاص لـ”قدس برس”، مساء اليوم الأربعاء، أن “هذا الفعل يعد سرقة للملكية الفكرية الفلسطينية، واحتلالا جديدا لرمز المقاومة، وفي الوقت عينه يحمل العديد من الرسائل والدلالات”.

وقال الإعلامي الفلسطيني، أحمد ليلى، إن الاحتلال الصهيوني ومنذ السنوات الأولى لاحتلال فلسطين بدأ بـ “تزوير وسرقة التراث والعادات والتقاليد الفلسطينية والعربية، فبعدما سرق الهوية والطعام واللباس ها هو اليوم يريد أن يسرق رمزا جديدا من رموز المقاومة”.

وأضاف ليلى لـ”قدس برس” أنه “ومع بداية الاجتياح البري لقطاع غزة آثرت كتائب القسام على نشر فيديوهات توثق استهداف الآليات والحشود العسكرية، ولوحظ وجود مثلث أحمر مقلوب للدلالة على مكان الآلية المستهدفة وتوضيح مكانها على الشاشة”.

وأشار إلى أن “هذا المثلث الأحمر تحول لرمز يدل على إذلال الاحتلال وآلياته المتطورة، وانتشر هذا الرمز على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أفقد الاحتلال صوابه”.

واعتبر أن “الاحتلال أراد رد الإعتبار من خلال سرقة المثلث الأحمر، واستخدامه أثناء قصف الدبابات أحد المباني، وكان واضحاً للعيان أنه لا يوجد أي عنصر للمقاومة في المشهد، وهذا يدلل على محاولة بائسة من الاحتلال لرفع المعنويات وضربها على الجانب الآخر، لكن ما حصل أن الأمر تحوّل إلى سخرية من قبل الفلسطينيين والمؤيدين للمقاومة الفلسطينية”.

من جهته، اعتبر المراقب والكاتب الفلسطيني، محمد أبو ليلى، أن”شعوب الأمة تطوق لمشاهدة عمليات القسام البطولية تجاه العدو الصهيوني النازي البربري”.

وأضاف أبو ليلى لـ “قدس برس” أن “لكل حركة وشعار وصوت وصورة ورمز يصدر عن رجال القسام لهو مثال يحتذى به، ولهي حركة يتم تقليدها أو تعظيمها، تريح النفوس، وترفع من الهمم، وتعزز من ثقة المتابع لله ثم لهذه المقاومة المظفرة بأن النصر مكتوب ولكنه صبر ساعة”.

ورأى أن “هذا الرمز الذي نراه(المثلث الأحمر المقلوب)، يزرع فينا العز والفخار، ويرفع من شوقنا ونحن ننتظر تفجير الهدف المشار إليه، نبحث عنه ويرشدنا إلى الطريق، وكأنه ينادينا أن انظروا إلى هذه الدبابة كيف تُخترق وانظروا إلى هذا الجندي الصهيوني كيف سيتم الإجهاز عليه، وانظروا إلى ناقلة الجند كيف سيتم حرقها وخرقها وتفجيرها وقتل كل من فيها”.

يذكر أن “المثلث الأحمر المقلوب” أصبح أيقونة للمقاومة الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص كتائب “القسام”، مع الأيام الأولى لنشر الكتائب لمشاهد التصدي لآليات ودبابات وجرافات الاحتلال الصهيوني.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المستمر على قطاع غزة لليوم الـ40 على التوالي، بمساندة الولايات المتحدة ومرتزقة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، وتمنع دخول الماء والغذاء والوقود، ما أدى لارتفاع حصيلة الشهداء إلى 11,500 شهيدا، بينهم أكثر من 8000 طفل وامرأة و 29 ألف جريح فلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى